لقاء ثقافي وتراثي وفني لـ"لجنة جبران الوطنية" و"مشروع أجيال" في دير مار إليشاع - بشري

وطنية - نظمت "لجنة جبران الوطنية" ومركز "مشروع أجيال" لقاء ثقافياً وتراثيا وفنيا وترفيهيا في باحة دير مار اليشاع – بشري، بمشاركة جوقة اهدن الفولكلورية - كورال معهد جبران خليل جبران للموسيقى بقيادة فريد رحمة، وحضور أعضاء اللجنة ورئيس دير مار اليشاع الأب جوزف مسلم وكاهن رعية مار سابا الخوري شربل مخلوف ووفد كبير من زغرتا اهدن.

بداية اللقاء النشيد الوطني ثم كلمة امين الثقافة في اللجنة جوني العنداري الذي رحب بالحضور والفرق المشاركة وقال: "نجتمع اليوم في افياء قاديشا موطن الحرية والنسك والنضال في جنة قلّ نظيرها تناجي الوجد والخيال، السكينة والخشوع يسودانها فنسمع في حفيف أوراقها صلوات تسابيح وفي هدير شلالاتها ابتهالات وترانيم... بقعة ساحرة في هذا الشرق شكلت تراثها عالميا تستحق معه ان تضاف على عجائب الدنيا السبع، هويتنا وحضارتنا هي، ونحن واياها قلبان لا ينفصلان اسلافنا بنوا فيها أولى كنائسهم لذا اضطهدوا، لذا قتلوا وعلمنا انهم في موتهم احياء".

وتحدث عن "الرباط الوثيق بين بشري واهدن وزغرتا في القداسة والسعي والكفاح منذ مئات السنين".

وألقى الباحث روي عريجي كلمة تحدث فيها عن "الوادي المقدس الذي حضن ذخائر وجثامين اجداد لنا إمتزجوا بتراب الوادي". وقال: "امام رهبة الموقع الموجودين فيه هنا في احدى حنايا وادي قاديشا الذي قدّست ترابه اقدام قديسين لا نستطيع تخيّل كمية الروحانية التي تطوقنا. الوادي المقدس من 1600 عاما، اذا اعتمدنا تاريخ بدء مجيء المسيحيين الى الوادي، كنز أخبار وحوادث من العالم المعروفة والغير معروفة وضعته منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي سنة 1998. لكن سأحاول بهذه الدقائق القليلة ان اختصر واتحدث عن هذا الوادي الكنز المقسّم الى قسمين الكبير والصغير".

أضاف: "الوادي الصغير هو وادي قزحيّا إذ لا يتجاوز طوله الثلاثة كيلومترات، وهو يمتدّ من مزرعة النهر صعوداً ليلتقي بوادي اهدن المشكلة من وادي الدواليب ووادي القطين ووادي شوريا، المليء بالصوامع والكنائس والأديرة. والوادي الكبير هو وادي قنوبين التي تعود اصل كلمته الى اليونانية Koinobion اي "جماعة تعيش حياةً مُشتركة عِمادُها المَحَبة والصلاة". دعيَ هذا الوادي بقاديشا الذي يعود اصل الاسم الى الآرامية والتي تعني المقدس فأصبح اسمه "الوادي المقدس" وهذه الصفة اعطاها الموارنة الذين طبعوه بطابع نسكهم أكثر من غيرهم لأنهم لجأوا إليه ليس فقط للتعبُّد، بل طلباً للعيش بكرامة والصمود والقداسة. وسُمي ايضا بوادي الذخائر او القديسين بسبب ما حوت مغاور وافجاج الوادي لذخائر قديسين عاشوا وماتوا فيه، ومعظم هؤلاء النساك كانوا يتنافسون مع النسور في اختيار اصعب فج او مغارة وينتقلون اليها لكي يبقوا فيها كل حياتهم حيث كانوا يضيئون الشموع ليبيّن الوادي كمدينة تعجّ بالسكان، وكانوا يشعلون البخور كل يوم ليعبق الوادي برائحة القداسة، وللاشارة الى ان الرهبان اذا ما عاينوا احدى المغاور لا تنتشر عبرها دخان البخور ولا ينبثق منها نور، يتأكدون من أن الناسك انتقل الى الآب السماوي".

وتابع: "بعض انتاجات هذا الوادي، فلنبدأ بالأديرة التي ما تزال موجودة وفي حالة حراك دائم طبعا دون ان ننسى الكنائس والاديرة والمحابس الكثيرة المندثرة: مار ليشع، سيدة حوقا، مار انطونيوس قزحيا، دير سيدة قنوبين. وبسبب نمط العيش المتواضع الذي يفرضه هذا الوادي الضخم اطلق المستشرق الفرنسي le chevalier d'arvieux على البطريرك والمطارنة فيه شعار: عصيّهم خشب اما قلوبهم من ذهب".

وقال: "دفن ١٧ بطريركا في تراب مغارة القديسة مارينا قديسة قنوبين التي تقبلت شهادة الزور بحقها لتبقى في قنوبين. بين هؤلاء البطاركة الطوباوي البطريرك مار اسطفان الدويهي الاهدني الذي طلب ان يموت في هذا الوادي المقدس. ذخائر وجثامين اجدادا لنا امتزجوا بتراب الوادي بعد غزو المماليك المدمّر بشكل خاص. حضن هذا عددا لم يستطع احد احصائه من النساك بينهم عددا من الاجانب المستشرقين الذين زاروه وتنسكوا فيه. تلحنت المزامير التي تنقل الصلاة الى مكان آخر في هذا الوادي الذي يشكّل بحد ذاته سيمفونية طبيعية رائعة. استقبل هذا الوادي اول مطبعة في الشرق حيث طبع اول كتاب في الشرق فكان الوادي منارة العلم في الشرق. في هذا الوادي تنظمت الحياة الرهبانية".

وختم: "هذا الوادي هو وجه من اوجه الصمود المنبثق من محبة الموارنة للعذراء مريم التي تعتبر بوقوفها بصلابة امام صلب ابنها الهنا يسوع المسيح تجسيدا للصمود في وجه التجارب، لذا وجب علينا حمايته كما حمانا".

بعد ذلك، قدمت فرقة من الشباب والصبايا بقيادة مابال طوق رقصات ومقتطفات فنية على الحان قراءات من كتاب النبي إضافة إلى اسكتش يروي سيرة جبران وتعلقه بلبنان موطن قلبه الذي غادره الى أميركا وابى الا ان يعود إلى أفياء حنايا دير مار سركيس في مسقط رأسه بشري.

قدم بعد ذلك جوني عن أرى وسوفي القاري مقتطفات من أقوال جبران ثم اطرب احد تلامذة معهد جبران الحضور بالأغاني الوطنية الفولكلورية مع جوقة المعهد ليختتم اللقاء مع الدبكة الهدنانية بقيادة ابو طوني.

 

                ==== ن.ح.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب