إهدن تستعدّ غدًا لقداس الشكر بعد تطويب البطريرك الدويهي ونفّاع شدد على أهمية دور المغتربين في التحضيرات

تحقيق فريد بو فرنسيس 

وطنية - الوجهة غداً هي اهدن، تلك البلدة الوديعة التي تبسط أجنحتها على سفح جبل مار سركيس وباخوس وتتظلل بثوب سيدة الحصن،  فقد رفعها الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي معه إلى مصاف بلدة القداسة و الشهرة العالمية. 

ابناء اهدن والمنطقة فخورون جدا بهذا الحدث التاريخيّ العظيم، كيف لا وهم سكان الارض التي أعطت عظماء في المجالات كافة ولم تبخل على الوطن بالغالي والنفيس.

اهدن اليوم أضحت على مسافة ساعات معدودة من الاحتفال الضخم الذي سيرفع فيه البطريرك اسطفان الدويهي إلى مصاف الطوباويين ومنه على درب القداسة، وهي تتحضر بشكل يليق بهذه المناسبة الدينية العالمية والتاريخية. 

"كلنا فرح وفخر واعتزاز بهذا الحدث الجلل" جملة رددها معظم المغتربين الزغرتاويين الذين جاؤوا من بلاد الاغتراب القريبة منها والبعيدة، ليشاركوا في هذا الحدث الذي لن يتكرر اقله في المدى المنظور. 

زيارة واحدة في هذا الوقت للبلدة تكفي كي تكون فكرة واضحة عما سيكون عليه يوم الثالث من آب حيث ستحتفل اهدن بقداس الشكر، الذي سيترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي بمشاركة ممثل الحبر الأعظم البابا فرنسيس رئيس مجمع دعوى القديسين الكاردينال مارتشيللو سيميرارو، ولفيف من الأساقفة الموارنة، والكهنة، وحشد واسع من رجال الدين والسياسة والعلم وجمهور من المؤمنين.

الاغتراب الزغرتاوي سيكون حاضراً بقوة في هذا الاحتفال، هو الذي واكب مراحل التطويب منذ اللحظات الاولى، داعماً، ومشجعاً ومباركاً لكل خطوة او عمل قام به الخورأسقف اسطفان فرنجيه في هذا المجال من اجل إنجاح احتفال التطويب في بكركي، وفي اهدن ، وقداس الشكر في اهدن.

النائب البطريركي العام على رعية اهدن زغرتا المطران جوزيف نفاع قال:" تفاعل الاغتراب الزغرتاوي مع هذا الحدث بشكل كبير جداً، ونحن خططنا كي يكون التطويب في الثالث من أيار ، في يوم عيده الرسمي، ولكن الاغتراب كان لديه هماً كبيراً ان يكون في شهر آب الحالي، افساحاً في المجال امام اكبر عدد ممكن من المغتربين الزغرتاويين، وقد وصل عدد كبير منهم منذ مدة ولديهم دور كبير في هذا الاحتفال فهم من دعموه بخاصة مادياً حتى استطعنا ان نصل إلى ما وصلنا إلى هذا الاحتفال الضخم جداً، لكن للأسف الاحداث التي حصلت أخيرًا جعلت الكثير منهم لا يستطيع ايجاد طيران كي يصل على الموعد، لذا سيكون عندنا غياب في المهرجان ولكن هم موجودون في القلب معنا.  اشكر كل الاغتراب على ما قاموا به وان شاء الله دائماً نلتقي في مناسبات الفرح".

من هو البطريرك الطوباوي الجديد العلامة اسطفان الدويهي؟

ولد في اهدن يوم عيد مار اسطفانوس أوّل الشّهداء في 2 آب 1630.

1633 توفي والده و له من العمر ثلاث سنوات.

1641 اختاره المطران الياس الاهدني والبطريرك جرجس عميرة الاهدني مع عدد من أولاد الطائفة وأرسلوهم الى المدرسة المارونيّة في روما وكان في الحادية عشرة من عمره. فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النّهار والليل وحتّى في أوقات الفرص والنّزهة. وبأعجوبة شَفَتْهُ العذراء مريـم و عاد إليه بصره.

1650 حاز على لقب ملفان أي دكتور في الفلسفة واللاهوت وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا و أوروبا.

3 نيسان 1655 عاد الى لبنـان.

25 آذار 1656 سيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس – إهدن وكان له من العمر 26 عاما. علّم في إهدن الأولاد وشرع يؤلف منارة الأقداس و غيرها من الكتب النّفيسة، و أسّس مدارس لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) و كان في حينها كاهناً و ساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب. عيّن زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار و زار الأراضي المقدّسة وعند عودته رشّحه أبناء إهدن إلى الأسقفية.

8 تموز 1668 رقّاه البطريرك السبعلي إلى درجة الأسقفية و أرسله إلى الموارنة في جزيرة قبرص. كان له من العمر 38 عامًا.

20 أيّار 1670 انتخب بطريركاً على الـموارنة وكان له من العمر 40 عامًا. و بسبب الاضطهاد والدّيون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين وبسبب جور الحكام وظلمهم، هرب مرات عدة إلى دير مار شليطا مقبس في غوسطا وإلى مجدل المعوش في الشوف وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين. توفي في قنوبين في 3 أيّار 1704 ودفن مع أسلافه في مغارة القدّيسة مارينا.

تعلق بالعذراء مريـم كما تعبّد للقربان الأقدس  وواظب على الصّلاة. كريم الأخلاق، متواضع ومحبّ للفقراء، خدوم كان يخدم الفلاحين ويسقيهم في كأسـه، ولم تؤثر عليه السّلطة لأنّه آمن أنّ السّلطة خدمة، "من أراد أن يكون كبيركم فيلكن خادمكم". كتب وحفظ لنا تاريخ وصلوات كنيستنا وتحمّل الاضطهاد والاهانات حبّاً بالمسيح كما سهر على القطيع سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليه التّعاليم غير المستقيمة. دافع عن ايمانه وشهد له اينما كان. وكان رجاؤه و ايمانه وحبّه لله نبراساً له ونوراً لسبيله.

 بعض عجائبه

أوقف المطر في ساحل علما وحبسه بين غزير وقنّوبين. فوّر القمح في مجدل المعوش. شفى الولد فيليبوس الجميّل من مرض مميت فصار هذا الأخير المطران فيليب الجميّل الشّهير. شفى الولد بطرس كبيش من بلوزا والياس من غوسطا وابراهيم السمراني تلميذ المدرسة المارونيّة في روما. طرد الشّياطين من أشخاص وأماكن عدة. أوقف الصّخرة في قنوبين وهكذا خلّص حياة فلاحين عدة. أضاء حديثاً الطّريق لفتاة في اهدن عندما اعتراها الخوف فاطمأنت ولم تعد خائفة. شفى يد شاب مصابة بالالتهابات. شفى أخيرًا من العمى احدى الآنسات وهذه العجيبة قيد الدرس الرّسميّ لدعم ملف تطويبه. وهناك العديد من الاشارات والعجائب ننتظر أن تعطي الكنيسة رأيها الرّسمي فيها.

أهم أعماله

10 تشرين الثاني 1695 سمح بتأسيس الحياة الرهبانية النظامية في الكنيسة المارونية التي أعطت شربل ورفقا والحرديني. بنى ورمّم العديد من الاديار والكنائس (حوالى 27 ديرًا وكنيسة).

 أهمّ مؤلفاته

منارة الأقداس والمنائر العشر، الشّرطونيّة، شرح التّكريسات، رتبة لبس الاسكيم الرّهبانيّ، كتاب النّوافير، كتاب التّبريكات والصّلوات، كتاب توزيع الأسرار، كتاب الجنّازات، كتاب فك الأشعار السّريانية، كتاب الألحان السّريانية، كتاب الوعظ والارشاد، كتاب الفردوس الأرضي، كتاب نتائج الفلسفة، كتاب رد التّهم عن الموارنة ، مقالات عقائديّة تاريخ الأزمنة، تاريخ الطّائفة المارونيّة، بداءات البابويّة، سلسلة بطاركة الطّائفة المارونيّة، سيرة حياة تلاميذ المدرسة المارونيّة وغيرها...

==== ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب