المؤتمر السنوي الأول في الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم عن الصحة النفسية والطفولة المبكرة في ظل الازمات

وطنية - أقامت الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم بالتعاون مع الشبكة العربية للطفولة المبكرة وورشة الموارد العربية، المؤتمر السنوي الأول بعنوان "الصحة النفسية والطفولة المبكرة، التحديات والآفاق المستقبلية في ظل الأزمات"، في حرم الجامعة - بدارو.

يهدف المؤتمر، بحسب بيان للجامعة، إلى "زيادة المعرفة حول تنمية الطفولة المبكرة والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، والتحديات التي يواجهها العاملون والعاملات في مجال الطفولة المبكرة، والآلية نحو تعزيز تدخلاتهم وممارساتهم الرشيدة وتزويدهم بدليل تدريبي مرجعي وبتوصيات عملية لاستخدامها في الميدان، فضلا عن تعزيز النهج الشمولي لتنمية الطفولة المبكرة وضرورة الدعم النفسي الاجتماعي والصحة النفسية ودمج دعم الصحة العقلية في عمل تنمية الطفولة المبكرة".

وأوضح البيان أن "هذا الحدث يتماشى مع التزام جامعة MUBS بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتحديدا الهدف الأول: القضاء على الفقر، والهدف الثالث: الصحة الجيدة والرفاه، والهدف الرابع: التعليم الجيد، والهدف التاسع: الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، والهدف العاشر: الحد من أوجه عدم المساواة، والهدف السابع عشر: الشركات من أجل الأهداف".

علامة

وقال رئيس الجامعة الدكتور نائل علامة في كلمته الافتتاحية: "إن الحرب المستمرة على غزة وفلسطين عموما، وعلى لبنان خصوصا تتجاوز الحدود، وتذكرنا بأننا كبشر لدينا طريق طويل لنقطعه قبل أن نفي بمسؤوليتنا تجاه أنفسنا وأجيالنا الشابة والأجيال القادمة في العالم حيث يسود العدل والسلام".

أضاف: "ان تداعيات الحرب في غزة على معنويات الأطفال ونفسياتهم وسلوكياتهم بالغ الأثر، فالناجون منهم يعيشون أوضاعا نفسية صعبة ويختبرون واقعا بائسا ومؤلما ويدفعون ثمنا باهظا، فمشاهد القصف والقتل والهدم والتدمير منتشرة في كل مكان ما يثير الخوف والهلع في نفوسهم، والقلق الذي يعيشونه على كافة المستويات من شأنه أن يولد في داخلهم صدمات نفسية عميقة طويلة الأمد ومعقدة".

كرم

بدورها، قالت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للطفولة في وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان ريتا كرم: "الهدف الرئيسي للمجلس الذي تأسس عام 1994 من قبل مجلس الوزراء، هو مواءمة سياسات وخطط الدولة اللبنانية فيما يتعلق برعاية الأطفال، إلى جانب الدعوة إلى القوانين ذات الصلة في البرلمان".

اضافت: "نحن نعمل حاليا على تطوير استراتيجية وطنية للطفولة المبكرة".

وتابعت: "بالنظر إلى الحاضرين اليوم، أعتقد أن العديد منكم يمكن أن يتعاونوا معنا وأن يكونوا إضافات قيمة لاجتماعاتنا المقبلة".

وقالت: "هذه الاستراتيجية، بمجرد مشاركتها مع جميع الوزارات والاتفاق عليها، ستكون بمثابة إطار موثوق لجهودنا المشتركة، ومن المهم أن نؤمن التمويل لتنفيذ هذه الاستراتيجية بشكل فعال. وان شراكتنا مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية ضرورية في الدعوة إلى هذه الاستراتيجية في البرلمان، وضمان إكمال المشاريع التي تهدف إلى حماية الأطفال من العنف".

وشددت على "أهمية فهم الوالدين للطفل لتحقيق رفاهيته ونموه العام"، وقالت: "في حين أن هناك تدخلات وإعادة تأهيل متاحة، فإن وعي الوالدين ومسؤوليتهم أمران حاسمان لضمان نتائج إيجابية للأطفال. وإن اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، التي يلتزم بها لبنان، تسلط الضوء على أهمية وعي الوالدين ومسؤوليتهم في تشكيل حياة الأطفال".

اضافت: "في نهاية المطاف، يتمثل هدفنا المشترك في خلق بيئة متعاونة حيث يساهم جميع أصحاب المصلحة بشكل نشط في رفاهية أطفالنا، وتدل هذه الشراكة على التزام مشترك بالتحسين المستمر والتقدم، حيث يلعب كل شخص دورا حاسما في رحلتنا الجماعية".

سكافي

وأكدت الأخصائية الأسرية والباحثة النفسية في مجموعة الموارد العربية ARC الدكتورة فاتن سكافي "أهمية تنمية الطفولة المبكرة"، مشددة على أن "الطفولة المبكرة هي مرحلة حاسمة حيث يتم وضع أسس الصحة العقلية".

وقالت: "تثبت الدراسات أن التجارب المبكرة في مرحلة الطفولة تشكل المسارات العصبية المرتبطة بالتنظيم العاطفي وآليات الاستجابة للتوتر. فالأطفال الذين ينشأون في بيئات داعمة يطورون قدرات معرفية قوية ومرونة عاطفية. وعلى العكس من ذلك، فإن التجارب السلبية أثناء مرحلة الطفولة المبكرة، مثل الإهمال أو الصدمة، تزيد من قابلية الإصابة باضطرابات الصحة العقلية".

وأشارت نقلا عن اليونيسيف، إلى أن "أكثر من 535 مليون طفل في جميع أنحاء العالم يتأثرون بالأزمات الضارة بسلامتهم العقلية".

وأكدت "أهمية التدخل المبكر أثناء الأزمات لتقليل الآثار السلبية وتحسين الصحة العقلية للأطفال"، قائلة: "تدافع ARC عن برامج الدعم النفسي والتدخلات المنظمة باعتبارها وسائل حيوية لمساعدة الأطفال. وتعالج هذه المبادرات الاحتياجات العاطفية من خلال المشاركة المباشرة والاستشارة وخدمات الدعم والتعاون بين الأجيال، وبالتالي إثراء حياة الأطفال وتعزيز الاسترخاء. وهذه استراتيجيات أساسية يوصى بها أثناء حالات الطوارئ والأزمات والكوارث الطبيعية".

أضافت: "الهدف من هذه التدابير توفير استجابة سريعة ومنظمة للحياة البشرية والحد من الآثار السلبية على الصحة العقلية. هذه هي الاستراتيجية الشاملة التي ندافع عنها وننفذها في ARC و ANECD".

 

                             ============

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب