تحقيق ناجي شربل
وطنية - يغرق المشهد الرياضي اللبناني في سكون فرض الحجر الصحي المنزلي وإعلان الحكومة اللبنانية التعبئة العامة ضد فيروس كورونا المستجد.
لا أنشطة رياضية ولا تواصل في الشأن الرياضي، وتعليق الأخبار الرياضية المحلية، في مشهد غير مسبوق في الحياة اليومية اللبنانية.
لا كلام في الرياضة، بل كلام عن المشهد الرياضي بعد "غروب" خطر الفيروس والدخول في مرحلة تداعياته.
ومن الطبيعي ان يتلازم الكلام بين الشأنين الرياضي والاجتماعي، حول التداعيات الاقتصادية التي سيخلفها كورونا.
يبدأ المشهد من تأجيل الاحداث الرياضي الكونية، وفي طليعتها دورة طوكيو الأولمبية الى صيف 2021، وما رافقها من الدوري الأميركي الشمالي لكرة السلة للمحترفين "ان بي آي"، ودورات المحترفين في كرة المضرب، الى البطولات الأوروبية الوطنية في كرة القدم، وبطولة الأمم الأوروبية، ودوري الابطال و"أوروبا ليغ".
بالطبع، سيكون الأمر مختلفا بعد عودة الأنشطة، وسينعكس سعيا للحد من الخسائر المادية الناجمة من تعليق الروزنامة الرياضية السنوية وبقية الاستحقاقات الرياضية التي تقام كل سنتين او كل أربع سنوات.
نتحدث هنا عن حقوق تجارية ورعائية وتلفزيونية ... عن انهيار البورصة المالية الرياضية، وما ستخلفه من كساد وإقفال لمؤسسات إعلامية رياضية عملاقة، جراء عدم حصولها على قيمة العقود التجارية التي أبرمتها لتغطية ما ستدفعه من عائدات لبطولات حصلت على حقوقها التجارية.
نتحدث عن ضرب منظومة كانت تسير كالماء في الجدول، وكانت تعتبر سوقا رابحة للاستثمارات.
اليوم الذي سيلي انحسار كورونا سيكون مختلفا، وسيعيد البورصة المالية الرياضية عقودا الى الخلف.
هكذا يبدو أشد المتفائلين، مستندا الى واقعية الأرقام المالية والخسائر المرتقبة للشركات، وما تحتاجه من وقت للنهوض من ركام لم تعهده سابقا.
ستتقلص الرعاية التجارية للكثير من البطولات، وستغيب أيام الرخاء المالية التي كانت تعرفها اتحادات رياضية دولية كبرى.
باختصار، ضربت البرمجة الرياضية التلفزيونية، والتي اعتبرت سوقا رابحة، تتباهى بأرقام ما يتم استثماره فيها من مليارات من الدولارات.
لكن الغد الآتي سيكون مختلفا عن الأمس، وستعود عقارب الساعة فيه الى الوراء.
على الصعيد اللبناني، وقبل أزمة كورونا، كانت بطولات الألعاب الرياضية الجماعية تعطلت بعد اندلاع احتجاجات 17 تشرين الأول 2019 غير المسبوقة في تاريخ البلاد.
وأبلغت شبكات تلفزة كانت تملك حقوق بث بطولات كبرى، مثل كرة القدم وكرة السلة، عدم قدرتها على الوفاء بالتزامتها المالية وفق العقود الموقعة، بسبب ما وصفته بـ"الظروف القاهرة".
تلك الظروف (القاهرة) باتت عملة عالمية، وهي تتكرس أكثر في الواقع اللبناني الذي يعاني انكماشا اقتصاديا لم تعرفه دولة لبنان الكبير التي تأسست في الأول من أيلول 1920.
المئوية اللبنانية ستكون مختلفة في كافة المجالات جراء التداعيات الاقتصادية.
سيغيب الإنفاق المالي في الرياضة اللبنانية، وسيغيب معه عصر الاحتراف، الذي قطع أشواطا كبيرة في كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة.
لن يتذكر الرياضيون الأضرار الجسدية التي خلفها الفيروس من خسائر في الأرواح، بل سيتحدثون عن عصر كورونا الذي أعاد الرياضة اللبنانية الى عصر الهواية، والى تكريس مقولة لطالما اشتهرت بها الرياضة اللبنانية، من "أنها لا تطعم خبزا".
اضرار كورونا وتداعياته، ستكون من دون شك، وباء يضرب الرياضة اللبنانية.
=================