السبت 19 تشرين الأول 2024

02:50 pm

الزوار:
متصل:

دور لافت للجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في التخفيف من تداعيات النزوح: مبادرات ومساعدات يومية تغطي العجز الرسمي!

تحقيق حنان نداف 

 

وطنية - أفرزت الأزمة التي يعيشها لبنان جراء الحرب الاسرائيلية شبكة اغاثة اهلية ومدنية عملت منذ بداية الأزمة وحتى لحظة اشتدادها وفي ظل تهالك مؤسسات الدولة على التخفيف قدر الامكان من معاناة النازحين إلى المناطق الأكثر أمنا من خلال تقديم المساعدات العينية والمعنوية لهم، فنشطت الجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي التي جنّدت متطوعيها في مراكز الايواء لبلسمة الجراح ومد يد العون ومساندة  الاهالي والعائلات النازحة بشتى الوسائل.

وفي صيدا التي تستقبل اكثر من 25 ألف نازحا جزء منهم يتوزع على 25 مركز للايواء والباقي منتشر  في المنازل، تتجلى صور التكافل والتعاون بأبهى صورها من خلال العمل والمجهود الجبار  الذي تقوم به جمعيات المجتمع المدني فيها بالتنسيق مع بلدية صيدا وغرفة عمليات ادارة الكوارث في محافظة الجنوب، من اجل تغطية كل المراكز وصولا إلى العائلات النازحة المقيمة حتى في البيوت.

جمعية بركة الخيرية- لبنان

ومن بين الجمعيات الخيرية الناشطة على الارض على مدار الساعة "جمعية بركة الخيرية- لبنان" الشريكة مع الجمعية العالمية الأم "سويس بركة" والتي تأسست منذ نحو اربع سنوات من خلال مركزها الرئيسي في مدينة صور حيث انكبت الجمعية منذ اندلاع الأزمة والنزوح الاول في تشرين الأول من العام الماضي على تقديم المساعدات بأنواعها كافة للعائلات النازحة من قرى الشريط الحدودي. وعند تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية في ايلول الماضي، كثفت الجمعية من عمل فريقها على الارض وانتقلت إلى مدينة صيدا التي تستقبل عددا كبيرا من العائلات النازحة، وعملت على استحداث مركز جديد لها في منطقة الهمشري ليكون بمثابة مركز خلية للازمة تتدفق منه المساعدات والمبادرات للتخفيف من تداعيات ازمة النزوح.

الملاح  

ويقول نائب رئيس الجمعية الاستاذ محمود الملاح: "Barakah charity Lebanon وبالشراكة مع سويس بركة العالمية نشطت منذ بداية الأزمة حيث قدمنا سيارة للصليب الأحمر اللبناني مركز صور مجهزة للطوارئ، وكذلك قدمنا لباس عناصر الدفاع المدني من اجل دعم هذه المؤسسات الناشطة فعليا على الارض. عملنا ايضا على توزيع الوجبات الساخنة على مراكز الايواء في صور وقدمنا نحو ألف فرشة وبطانية في أماكن سكن النازحين ودار إفتاء صور، بالاضافة إلى تقديم الحصص الغذائية ومواد التنظيف". 

ولفت الملاح إلى ان عمل الجمعية وتقديماتها لم ينحصر في مدينة صيدا وشرقها وانما تعداه إلى جزين و الزهراني وصولا إلى بيروت وطرابلس من خلال توزيع تقديمات عينية من برادات ادوية وأدوات تنظيف وغيرها. وإلى جانب قيامنا بتوزيع نحو 1200 وجبة ساخنة نعمل على الاهتمام بالجانب النفسي والمعنوي ايضا للأطفال النازحين حيث نظمنا اكثر من نشاط ترفيهي ودعم نفسي لنحو 600 طفل في عدد من مراكز الايواء في صيدا وسبلين". 

وأشار الى ان "ما يميز جمعية بركة الخيرية هو الاستمرارية وتنفيذ أعمال استدامة للقرى والبلدات مثل مشاريع آبار المياه وغيرها، انما ظروف الحرب التي نعيشها فرضت علينا خطة طوارئ إغاثية تتمثل بتقديم المساعدات العينية وأنشطة الدعم النفسي والمعنوي بشكل يومي على النازحين بالإضافة إلى دعم المؤسسات الصحية والمدنية مثل الصليب الأحمر والدفاع المدني وغيرها من خلال تجهيزها بما أمكن دعما لدورها الوطني الهام في هذه المرحلة". كما أشار الى ان "مركز الجمعية في صيدا في طور التجهيز وهو يضم مطبخا تم تجهيزه حاليا لاعداد نحو 300 وجبة ساخنة بشكل يومي وتوزيعها على المراكز بالاضافة الى مشغل ومركز تعليمي ومركز علاج نفسي وفيزيائي لخدمة المجتمع المحلي". 

وختم الملاح: "الجمعية وبتوجيهات من رئيسها السيد محمد عجمي مستمرة في دورها الاغاثي والعمل ليل نهار لمساعدة اهلنا النازحين إنفاذا لرسالتها الانسانية في العطاء والدعم والمساندة". 

تجدر الإشارة إلى ان "جمعية بركة الخيرية- لبنان" الشريكة مع الجمعية الأم "سويس بركة" برئاسة محمد عجمي والمنتشرة في 64 دولة حول العالم، تعد من الجمعيات القليلة التي تمكنت من ادخال وجبات طعام وحصص غذائية وأدوية عبر معبر رفح وحاليا عبر الحدود الأردنية إلى قطاع غزة المحاصر لمساعدة الاهالي هناك إلى جانب اضطلاعها بتدخل اغاثي في الدول التي تعرضت لكوارث طبيعية مثل تركيا وحروب ونزاعات مسلحة مثل غزة ولبنان وسوريا وسريلانكا بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع تنموية في معظم دول أفريقيا والعديد من بلدان آسيا والبلاد العربية والبلقان.

جمعية عمل تنموي بلا حدود- نبع 

وتعتبر جمعية "عمل تنموي بلا حدود- نبع" المنتشرة جغرافيا في الجنوب والشمال وبيروت من بين الجمعيات الناشطة والفاعلة على الارض ايضا من خلال فريق عمل يعمل على تقديم المساعدات المالية والعينية والدعم النفسي والمعنوي للعائلات النازحة ليس في مراكز الايواء فحسب وانما ايضا للعائلات النازحة في البيوت. 

ويقول رئيس الجمعية الدكتور قاسم سعد: "جمعية نبع من الاساس تعمل على برامج حقوق الطفل والتربية والتعليم وضمن هذه البرامج مجموعة من المشاريع والأهداف الاستراتيجية لتنمية المجتمع، وتعمل في الوقت نفسه على وضع استراتيجيات وخطط وسيناريوهات للتدخل السريع  في حال حدوث احداث امنية طارئة، لذلك وفور تصاعد الاحداث الامنية مؤخرا في لبنان عملت الجمعية على وضع خطة استراتيجية علمية بالتواصل مع الجهات الرسمية المعنية وتحديدا اتحاد البلديات وغرفة عمليات ادارة الكوارث التابعة لمحافظة الجنوب واستنفرت فريقها للتنسيق في ما بين الادارة والمتطوعين وفريق البحث العامل لديها".

وتابع: "انتشار الجمعية الجغرافي هو في الجنوب والشمال وبيروت وبالتنسيق مع بعض الشركاء في منطقة البقاع ليكون لدينا مراكز: برج حمود، البداوي، طرابلس، نهر البارد، عين الحلوة، المية ومية، البرج الشمالي، القاسمية، البص، ويتم تنسيق العمل مع البلديات بدعم من منظمة اليونيسف".

أضاف: "حاليا يتم العمل على برنامج الإغاثة ضمن ثلاث مسارات: الاستجابة السريعة لعمليات النزوح واستقبال النازحين في مراكز الايواء  والتنسيق  مع اتحاد البلديات وغرفة عمليات الطوارئ التابعة للمحافظة. بدأنا بتزويد مراكز الايواء التالية (بيسان، عين الدلب، القرية وتكميلية حارة صيدا) بمستلزمات النوم لنحو ألف عائلة، كما وتم توزيع حصص غذائية ضمن مواصفات برنامج الأغذية العالمي على 5000 عائلة وبدأنا من السادس من الشهر الجاري بتوزيع وجبات ساخنة على 600 شخص منتشرين في ثلاث مراكز للإيواء بالإضافة إلى توزيع مواد نظافة على نحو الف أسرة نازحة". 

وأعلن "اننا بدءا من الاسبوع المقبل سنقدم مساعدة مالية للأسرة الواحدة بقيمة 100$ لنحو 2040 أسرة الجزء الكبير منهم في صيدا بالإضافة إلى مساعدة مالية بقيمة 200$ تستفيد منها 600 عائلة، كما سيتم توزيع ملابس ل250 عائلة وحصص غذائية ل900 عائلة. وان توزيع المساعدات يتم بناء على احصائيات اعدتها  الجمعية وسلمتها إلى بلدية صيدا ومحافظة الجنوب، وهذه المساعدات لم تشمل فقط العائلات المقيمة في مراكز الايواء وانما ايضا العائلات المستضافة في المنازل، والجمعية تدير ثلاثة مراكز بشكل مباشر في صيدًا ومركزين في الشمال". 

وقال سعد: "بناء على بحثين علميين أعدتهما الجمعية تم من خلالهما معرفة اعداد النازحين بشكل دقيق وتحديد الاحتياجات المطلوبة ومشاركة هذه المعلومات مع غرفة عمليات ادارة الكوارث وبلدية صيدا. 

وعن مشاريع الدعم النفسي والمعنوي للأطفال النازحين، لفت الى ان "كل الأنشطة التي تقوم بها الجمعية مبنية على أسس ودراسات علمية لابرز المشاكل التي تعرض لها هؤلاء الأطفال جراء نزوحهم وما إذا كانوا قد تعرضوا لحالات نفسية حادة حيث تعمل الجمعية من خلال فريق عمل متخصص على متابعة علاج هذه الحالات بشكل منفصل وانه ابتداء من الأسبوع المقبل سيتم توزيع مجموعة من الألعاب على الأطفال في مراكز النزوح التي تساعدهم على التخلص من المشكلات النفسية التي يعانون منها".

وختم سعد: "الجمعية مستمرة بمساعدة اهلنا النازحين والوقوف إلى جانبهم بشتى الطرق ونأمل ان تنتهي هذه الحرب ومآسيها في أسرع وقت".   

جمعية أهلنا

وتعد جمعية "أهلنا" من الجمعيات الصيداوية الرائدة في عمل الخير التي لها  بصمة خير في كل المحطات الصعبة التي عانى منها لبنان. وفي ظل الحرب الاسرائيلية أطلقت الجمعية حملة طوارئ لاغاثة النازحين تحت عنوان "أغيثوا لبنان" استنفرت خلالها طواقمها وفريق العمل لديها لمد يد العون والمساعدة للاهالي النازحين من خلال تقديم المساعدات العينية من وجبات ساخنة وباردة وحصص غذائية ومواد تنظيف ومستلزمات أساسية بالإضافة إلى تقديم يد العون للعائلات النازحة في المنازل والبيوت إلى جانب المنتشرين في مراكز الايواء. 

وتقول رئيسة الجمعية السيدة سحر جلال الدين جبيلي: منذ بداية الأزمة والعدوان الاسرائيلي على لبنان وانطلاقا من دورنا وواجبنا الوطني تحول عملنا إلى عمل إغاثي وأطلقنا حملة اغيثوا لبنان التي تهدف إلى مساعدة ضيوفنا واهلنا النازحين من الجنوب إلى صيدا، حيث نعمل في اربع مراكز نزوح في صيدا بالتنسيق مع بلدية صيدا وغرفة عمليات ادارة الكوارث، وهذه المراكز  تضم  1024 نازحا نقدم لهم وجبات باردة وساخنة يتم تحضيرها في مطبخ اهلنا". 

وتابعت: "بالاضافة إلى هذا العمل توجهت الجمعية لمساعدة النازحين المتواجدين خارج مراكز الايواء والمنتشرين في المنازل وهم في اغلب الاحيان يكونوا منسيين لذلك نعمل على دراسة الطلبات المقدمة لدينا من هؤلاء العائلات وهذا يتطلب جهدا مضاعفا لنقدم لهم ما يحتاجونه من مستلزمات أساسية، وقد ساعدنا ما يقارب نحو 2460 نازحا وساهمنا ايضا بتقديم بعض الادوية وساهمنا بتركيب بعض سخانات المياه في المراكز وساهمنا ايضا ببعض امور الصيانة في هذه المراكز وايضا نحن بصدد توزيع قسائم شرائية بقيمة 50$ على العائلات النازحة". 

أضافت: "لم نكن نستطيع القيام بهذا العمل والجهد لولا الدعم الذي تلقيناه من كل اصدقائنا وشركائنا في لبنان وبلاد الاغتراب الذين يساندوننا ويدعمونا ولا يزالون يستمرون بهذا الدعم، ولهم كل الشكر والتقدير، وايضاً اتوجه بالشكر لفريق العمل ولزملائنا الأعضاء والأصدقاء والجهاز التطوعي الذي يقوم بدور كبير ايضا في هذا المجال، على أمل ان لا تطول هذه الازمة، وحملتنا مستمرة حتى انتهاء العدوان الاسرائيلي على بلدنا لذلك نحن نناشد دائما الأحباء ونقول لهم: دعمكم هو الذي يسندنا".

 

                            =============ن.أ.م

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب