تحقيق فاديا دعبول
وطنية - وضعت كنيسة القديس أنطونيوس الاثرية في دده، ضمن الجردة العامة للابنية الاثرية في لبنان، بموجب القرار رقم 23 الصادر في التاسع من تشرين الاول عام 1972 لما لها من أهمية تاريخية وأثرية تعود للحقبة الصليبية، وما تحتضنه من جداريات، فقد بعضها اثر انهيار جزء من جدران الكنيسة واعادة ترميمه، في حين ان الجداريات الاخرى ما تزال تنتظر، منذ سنوات طويلة، الكشف عنها واظهارها للنور.
وأكد كاهن الرعية المتقدم في الكهنة الاب اغناطيوس اللقيس في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" اهمية حماية الكنيسة، وابراز اهميتها، والكشف عن جدارياتها وترميمها"، مشيرا الى وجود" كتابة فوق الجرن داخلها بالاحرف الرومانية تعود للعام 1135".
وذكر ان "البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم استدعى لجنة من مديرية الاثار، منذ ما يقارب الخمسين سنة، للكشف على الكنيسة وترميمها نظرا للاهمال اللاحق بها". كما ان مجلس رعية دده، وفق مسؤول اللجنة الهندسية فيها المهندس حنا عيسى، طلب الاذن في سنة 1999 من مديرية الاثار، لترميم الكنيسة من الخارج، حيث" قامت الرعية على حسابها الخاص بترميم جدار مهدوم وتأهيل السطح. في حين بقيت من الداخل الجداريات بحالة ماساوية، تنتظر المديرية العامة للاثار لترميمها".
وفي الاطار الاثري والتاريخي للكنيسة أكد أمين سر "هيئة حماية البيئة والتراث" في الكورة وجوارها المهنس جرجي ساسين، ان "الكنيسة تعود الى الفترة الصليبية، وهي من نوع الكنائس المزدوجة، لوجود هيكلين فيها مفتوحين على بعضهما، رغم ان الكنيسة الثانية لم تعرف على اسم اي قديس بنيت"، مشيرا الى انه في "القرن الثاني عشر انتشر وجود الكنائس المزدوجة والايقونات الجدارية فيها"، معتبرا ان" كنيسة القديس انطونيوس في دده هي واحدة منها، مع وجود بقايا جداريات ظاهرة واخرى مغطاة بطبقة كلسية."
ولفت الى ان رئيسة "اتحاد استعادة ودراسة جداريات القرون الوسطى في لبنان" المؤرخة راي معوض "قامت باختبار صغير، مع رندة الحلو، للنظر في امكانية تنظيف الجداريات، وقد ظهرت فعلا في الجناح الشمالي دون الجنوبي الذي تعرض لاعادة ترميم منذ ما يقارب ال200 سنة".
وتطرق الى رسوم لفرسان برزت في الجهة الغربية من الكنيسة، ولم يتوضح كليا لاي من القديسين تعود، مع ارجحية ان تكون لاحد القديسين ديمتريوس وجاورجيوس كونهما كانا شفيعين للفرسان."
وأوضح انه "في الهيكل ايقونات بحاجة الى التنظيف"، مشيرا الى "وجود بئر، عند مدخل الكنيسة الجنوبي، عليه خرزة تحمل كتابات رومانية او لاتينية ونقوشا، هي بحاجة للكشف عن جذورها التاريخية بالاضافة الى امور اخرى، نظرا لما لمحيط الكنيسة من اهمية بما كان يحويه من معاصر اثرية وبيوت للامراء الايوبيين الذين سكنوا المكان منذ القرن الثامن عشر".
وأشار أحد أبناء البلدة الى الاحتفال بعيد القديس انطونيوس الكبير، على مدى سنتين متتاليين، بالصلاة في الكنيسة واقامة مائدة محبة في قاعة الجامع المحاذي لها، متمنيا على مديرية الاثار الاهتمام بالكنيسة والبحث عن تمويل لترميم جدارياتها لحمايتها من الاندثار".
كما طالب كاهن الرعية الاب عبدالله متى ايلاء الكنيسة الاهمية الاثرية المطلوبة، وترميم جدارياتها من قبل المديرية او تبنيها من قبل بعثة اجنبية لافتقاد الرعية للتمويل المالي والخبرات المطلوبة.
هذا وتواظب إحدى المسنات على زيارة كنيسة القديس انطونيوس الاثرية في دده، مشيا على الاقدام من بترومين، لاضاءة الشموع والتبرك، حيث ان ايمانها به كبير جدا، وهو يستمع لصلواتها، ويلبي نداءها، وهي تستجدي به كلما يضيع منها شيء، وتشكره دوما لانه لا يخذلها كما كثير من ابناء المنطقة والجوار.
======================= و.خ