الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

12:17 pm

الزوار:
متصل:

طاقات بديلة عن المازوت للتدفئة في الارياف: جفت الزيتون وحطب التشحيل والصناعي من الكرتون والورق

تحقيق ابراهيم طعمة

وطنية - تقلبات أسعار المحروقات وخصوصا المازوت دفعت بالفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود، في الارياف الى التفتيش عن بدائل اقل كلفة لتأمين وقود أقل كلفة، حيث تحتاج العائلة الى حوالي ثمانية براميل مازوت سنويا لمواجهة البرد والصقيع، وتتفاوت هذه الكمية حسب موقع البلدات والقرى وارتفاعها عن سطح البحر.

استعمال الحطب للتدفئة يؤثر ايضا على البيئة، ان لجهة تلوث الجو او لجهة قطع الاشجار الحرجية لتأمين الوقود مجانا، وهناك من يتخذ من قطع الاشجار مهنة للتجارة بحطبها.

مشكلة التدفئة أثارت نقاشات خجولة عند البعض، لكنها ادت، بداية، الى البحث عن مصادر اخرى للتدفئة مع الحفاظ على البيئة والاستفادة من موارد طبيعية اخرى، تهدر عشوائيا. ابرز هذه المصادر هو حطب جفت الزيتون الذي بدأ يتوسع استخدامه في معظم المناطق اللبنانية، نظرا للفارق الهام باسعاره مقارنة مع المازوت.

يشرح صاحب معصرة زيتون زياد الكفروني كيفية صناعة هذا الحطب وتجارته وأهميته كوقود بديل، فيقول: "بدأت الفكرة انطلاقا من مجموعة عوامل عامة وخاصة، ابرزها التصريف السريع للجفت الذي يحتاج تخزينه الى مساحات واسعة، اضافة الى انتاج سلعة تجارية جديدة باسعار افضل مما كنا نحصل عليه عند بيعها دون تصنيع، وما شجعنا أكثر ظهور سوق تصريف حطب الجفت، بعد ارتفاع أسعار المحروقات منذ عدة سنوات، ما دفع بالمواطنين الى التفتيش عن حلول بديلة، خصوصا ان تجارة حطب الاشجار باتت مقيدة بعد التشدد في ممارستها من قبل السلطات المختصة، اضافة الى ان انتشار حطب الجفت يساهم في الحفاظ على البيئة والاشجار الحرجية النادرة".

ويشير الكفروني الى ان "سعر طن الجفت قبل التصنيع كان بحدود اربعين دولارا او اكثر بقليل اذا كان الموسم ضعيفا، ويتدنى الى ما بين 10 و 15 دولارا اذا كان الموسم قويا، بينما يصل سعر الطن المصنع حطبا الى حدود 130 دولارا".

ويوضح ان "الاقبال على شراء حطب الجفت كان خفيفا في بداياته الا انه تزايد عاما بعد عام، وهذه السنة كان الإقبال جيدا، وقال: "نلاحظ ان الاقبال يتحسن باستمرار، وانتشرت هذه الصناعة في الكثير من المناطق العكارية التي توجد فيها معاصر للزيتون".

ولفت الكفروني الى تأثر تجارة حطب الجفت باسعار المازوت بطريقة معاكسة صعودا ونزولا، وقد يصل الفرق الى نسبة خمسين في المئة.

وعن التلوث الناجم عن احتراق الجفت في المواقد المنزلية، أوضح ان "المسألة تتعلق بمستوى جفاف هذا الحطب، فعندما يكون جافا، كما يجب، فإن رائحة احتراقه تكون معدمومة، وبالعكس في حال كان الحطب رطبا".


وعن امكانيات ادخال عناصر اخرى مع الجفت مثل بقايا الأخشاب والورق وما شابه، قال الكفروني: "ان هذا الأمر غير متوفر حاليا لعدم وجود آلات خاصة بذلك، وان توفرت فان اسعارها غالية جدا وتفوق قدرتنا على توفيرها".

التشحيل
لا تقتصر مصادر الوقود البديل في الارياف على حطب جفت الزيتون، فهذه الشجرة المقدسة والمعطاءة، يمكن ان تقدم مصدرا آخرا وهو الأغصان و"الطرابين" التي لا تحتاجها، من خلال عمليات التنقية والتشحيل.

وفي هذا الاطار شرح معلم التنقية والتشحيل جرجس الحلو الذي يمارس هذا العمل منذ عشر سنوات، كيفة التشحيل وكمية ما ينتجه من حطب وأخشاب واوراق، في الموسم الذي يبدأ مباشرة بعد الانتهاء من قطاف الزيتون، ويستمر بحدود الشهرين، لافتا الى ان موسم التشحيل يتفاوت انتاجه بين سنة واخرى.

واوضح الحلو "ان هناك نوعين من التشحيل، تنقية الاشجار من اليباس والطرابين الفائضة، والتشحيل الكبير الذي يطال اغصانا باتت تشكل ضغطا على الشجرة ويؤثر على عملية تغذيتها وبالتالي يخلف ضررا بكمية الانتاج".

وقال: "عملية التنقية تجري سنويا، لتجديد الطرابين، وينجم عنها كمية من (السيكون) اي الطرابين والأغصان الرفيعة، ويتم التخلص منها بواسطة الحرق في مكانها.

اضاف: "في السابق كان (السيكون)، يعتبر مادة اساسية في المنزل لإستعماله وقودا في الطبخ وفي تنور صناعة الخبز البلدي، واليوم انتفت هذه الحاجة مع توفر الوقود النفطي بكل اشكاله.

ويقدر الحلو كمية ما تنتجه شجرة زيتون تمت تنقيتها بشكل كامل ما بين 20-30 كلغ، من السيكون، في حين ان عملية تشحيل الأغصان تنتج حوالي 150 كلغ تقريبا للشجرة الواحدة، كل ثلاث سنوات او اكثر، والحطب الناجم عن هذه العملية يستخدم في التدفئة المنزلية.

مصادر اخرى
مصادر اخرى يمكن الاستفادة منها في تصنيع الحطب، وهي عمليات التنظيف للبساتين والطرقات العامة من الأعشاب غير المفيدة والتي يتم اتلافها بالحرق ايضا، لانها تشكل خطرا عند يباسها في الصيف وتتسبب باحداث الحرائق.

مصدر آخر هو الكرتون والاوراق التي تتصرف بها السوبر ماركت والمحلات التجارية، بطريقة عشوائية وغالبيتها ينتهي في مكبات النفايات.

وتقول الموظفة في احدى المخازن الكبرى نجوى يوسف، ان عملية التصرف بعلب الكرتون الفارغة والاوراق التي تنجم عن حفظ المواد، تشكل عبئا، قبل ان تبدأ البلديات بجمع النفايات، بما فيها الكرتون والورق، وتشير الى ان الكمية التي يتم التصرف بها بحدود 200 كلغ في الشهر الواحد، "وقالت: "حاولنا ارسال هذه الكمية الى المدن لبيعها لكن الاسعار التي حصلنا عليها كانت اقل بكثير من ايجار نقلها، وكان من الأفضل حرقها، للتخلص منها".

تفتقر الاسواق اللبنانية الى المعدات اللازمة لتصنيع هذه المواد وتحويلها الى حطب للتدفئة والى فحم عضوي. والالات التي تقوم بهذه المهمة ضخمة واسعارها باهظة، وتحتاج الى مؤسسات لاستقدامها وتشغليها وتتطلب تأمين كادر بشري يتولى جمع المواد من مصادرها الى مكان تصنيعها".

وفي هذا السياق، ظهرت مبادرة خجولة لم تعط النتيجة المرجوة، تحدث عنها معلم النجارة محمد جليلاتي الذي يعمل في احد المعامل، فأشار الى ان أحد الاشخاص استقدم من الصين آلة لصناعة الحطب والفحم من الورق والكرتون ونشارة الخشب وبقايا الأعشاب وما شابه، حيث تطحن هذه الالة المواد مع بعضها ثم تعرضها لحرارة يؤمنها احتراق نشارة الخشب في فرن خاص، بعد ذلك تخرج قطع الحطب جاهزة من الآلة.

وأوضح ان المحاولة فشلت وذلك لضعف قوة التيار الكهربائي وحاجة الالة الى قطع اضافية لم يكن بالإمكان توفيرها.


========== ن.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب