تحقيق أمينة التويني
وطنية - تفعيل مشاركة المرأة في الشأن العام، هاجس شغل هيئات المجتمع المدني خلال السنوات الماضية، ولم تغب هذه القضية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، فكانت محاولة منح "كوتا" نسائية، كخطوة أولى تفسح المجال امام زيادة نسبة مشاركة المرأة في الندوة البرلمانية، وغير ذلك من قوانين وأنظمة واجراءات حاولت افساح المجال امام المشاركة النسائية الفاعلة في الحياة العامة.
ففي محافظة بعلبك -الهرمل، ثمة محاولات لتفعيل دور المرأة وتمكينها، ومن ابرز الهيئات التي سعت جاهدة للاضاءة على اهمية مشاركة المرأة في الحياة العامة، "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب"، مركزها الرئيسي في مدينة بعلبك، وتضم 400 موظفا دائما ومتعاقدا، من بينهم 70% من الاناث و 40 % منهن في موقع قيادي، يتوزعون على عشرة فروع على امتداد المحافظة في بلدات: بدنايل، شمسطار، بريتال، شعت، دير الاحمر، العين، الهرمل، عرسال وبوداي. اما الوظائف التي احتلتها النساء فمتعددة: مساعدة برامج، مشرفة، منسقة ميدانية، مدير ميداني، مشرفات تربويات وأمناء سر.
شلحة
وشرح المسؤول الاعلامي للجمعية احمد شلحة، أهم المشاريع والانشطة في مجال مشاركة المرأة والاهداف المتعددة التي يرتكز عليها عمل الجمعية، "أبرزها تطوير المجتمع الاهلي في مختلف الميادين الاجتماعية، الثقافية، البيئية والتنموية وغيرها، وذلك عبر تنفيذ برامج انسانية متنوعة تساهم في خلق واقع اقتصادي واجتماعي افضل للكثير من العائلات والاسر المقيمة على امتداد محافظة بعلبك - الهرمل، هادفة بذلك تعميق الوعي لدى الفئات المهتمة من الشباب والنساء والاطفال".
وقال شلحة: "من العناوين الاساسية التي تضعها الجمعية في اولويات عملها هو تفعيل دور المرأة البقاعية وتمكينها للمشاركة في الحياة العامة وقيادتها، فمن اصل 600 مجلس بلدي في بعلبك - الهرمل، هناك 17 سيدة فقط. نعم ان النساء في هذه المنطقة مثقفات كالرجال كما هن ناجحات في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والتنموية فهناك 80 % من المعلمين نساء ولا توجد امرأة منهن في المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين.
اضاف: "للتأكيد على أهمية المرأة كان للجمعية سلسلة من الندوات والمؤتمرات والمشاريع تهدف الى تطوير قدرات المرأة في العمل العام، ان كان سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، او انمائيا"، مشيرا الى ان من ابرز المشاريع التي نفذتها الجمعية مشروع تطوير قدرات المرأة في العمل السياسي في مدينة بعلبك بالتعاون مع مؤسسة KAS الالمانية.
رعد
وأوضحت منسقة المشروع غادة رعد ان المشروع "يهدف الى بناء قدرات 80 امرأة من مدينة بعلبك كي يستطعن المشاركة في العمل البلدي، من خلال تقنيات بناء القدرات على المستوى الشخصي والمهني باكتساب المعارف والمهارات في مجال التصويت والترشح في الانتخابات البلدية".
وأشارت الى ان اهم النتائج التي أثمرت عن هذا المشروع: تنظيم مؤتمر حول تطوير قدرات المرأة في العمل السياسي في مدينة بعلبك الذي اوصى باستمرار دورات التوعية للسيدات والرجال من خلال مشاريع مكثفة تهدف الى تطوير قدراتها بشكل فعلي، تشكيل مجموعات من النساء هدفها تسليط الضوء على اهمية مشاركة المرأة في الشأن العام، الطلب من وزارة التربية تعديل المناهج التربوية لدعم المرأة في المجتمع، اعتماد "الكوتا" النسائية في كافة المجالس الانتخابية وفي مجلس الوزراء، زيارة شخصيات سياسية ومسؤولين حزبيين ورجال دين وفاعليات لشرح اهمية مشاركة المرأة في العمل العام والتعاون معهم لتحقيق مشاركتها في منطقة بعلبك الهرمل، تمديد المشروع لاشهر بهدف توسيع الدائرة المعرفية ب 40 سيدة اضافية من سيدات بعلبك في العمل البلدي وتعزيز المشاركة المحلية في عملية الانتخابات البلدية".
وقالت: "نتج عن هذه المرحلة من المشروع اطلاق لجنة سيدات العمل البلدي تضم 12 سيدة للعمل مع بلدية بعلبك والتعاون مع مجلسها لحل بعض المشكلات التي تعاني منها المدينة سميت " ببلدية الظل" كما نتج عن هذه اللجنة ترشح 3 سيدات من اللجنة للانتخابات البلدية". وأعلنت ان المشروع اختتم بمؤتمر شارك فيه كل من ممثل مؤسسة "كونراد اويناور" الالمانية والجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب والسيدات المشاركات في المشروع حيث تم استعراض الانجازات التي حققتها والتحديات التي واجهتهن وتوزيع الشهادات عليهن.
وأعلنت رعد ان "العمل على تطوير قدرات المرأة واشراكها في العمل الاجتماعي لاقى صعوبات كثيرة لدى المسؤولين في الجمعية بادىء الامر، وذلك بسبب التقاليد المتوارثة، بحيث لا تستطيع المرأة امتلاك حرية التصرف بخياراتها وقرارتها من غير الرجوع الى ولي امرها والخضوع له، اضافة الى فقر المرأة للثقة بالنفس والايمان بقدراتها على العمل في الشأن العام. الا انه مع الوقت ومن خلال الندوات واللقاءات وبرامج التدريب والتأهيل العلمي المتنوع وعمل الجمعية بشكل مستمر في اعداد الكوادر البشرية وتأهيلها واطلاق مشاريع تعنى بالمرأة خاصة، سهل مشاركة المرأة في الشأن العام وخفت الموانع المؤثرة في مشاركتها".
باقي
من جهته، أوضح رئيس مكتب الجمعية في بلدة دير الاحمر ومدير مشروع "تمكين المرأة في المشاركة والقيادة 2"، الدكتور بسام باقي، ان المشروع الذي ينفذ بالتعاون مع منظمة GTZ الالمانية وبرنامج LEAD، يهدف الى تمكين 240 سيدة ورجل من محافظة بعلبك الهرمل على الانخراط الفعال في الحياة العامة وتدريبهم واكسابهم المهارات اللازمة للمشاركة والقيادة واتخاذ القرارات، وتمكين النساء من تحديد الاحتياجات لكل بلدة.
وأشار الى ان المشروع يشمل تدريب السيدات على المواضيع الآتية: حقوق المرأة، المواطنة، المشاركة المدنية، القيادة، العمل البلدي، تحليل الاحتياجات، تحليل المعطيات، دراسة فعالية المشروع، مهارات التواصل وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلن ان المشروع يتضمن 8 مشاريع مجتمعة في البلدات الآتية: الهرمل، العين ، عرسال، يونين، شليفا، طاريا، بدنايل، بعلبك. ومن نتائج المشروع تقديم جرار زراعي لبلدة طاريا، تأهيل دائرة النفوس وتركيب محطات انتظار للركاب في الهرمل، معرض "ذاكرة مهرجانات بعلبك الدولية" الذي اقيم في فندق بالميرا، تجهيز منتدى بعلبك الاعلامي، انشاء حديقة عامة لبلدة يونين، المساهمة في بناء ملعب لازهر عرسال، تقديم 96 مصباح كهربائي للبلدية وتقديم جرار زراعي في بلدة شليفا.
شلحة
بدوره، شرح المسؤول الاعلامي للجمعية احمد شلحة عددا من المشاريع الاخرى التي اطلقتها الجمعية والتي تهدف الى مشاركة المرأة في الشأن العام والتمثيل الفعلي لها في المجالس التمثيلية المحلية ومراكز القرار والاستفادة من كل الطاقات الايجابية التي تمتلكها المرأة في عملية الانماء والتطوير، منها مشروع "خطوة عن الانتخابات البلدية"، بالتعاون مع السفارة الهولندية، وهدف الى تدريب 300 سيدة من 14 بلدة في محافظة بعلبك الهرمل على العمل البلدي وتمكينهم من المشارة الفاعلة في الانتخابات، اضافة الى مشاركتهن في محاضرات وورش عمل متنوعة ومتعددة للسيدات حول حقوق المرأة، القيادة، الريادة، المواطنية، المشاركة المدنية، الحقوق السياسية، المشاركة في صنع القرار. واختتم المشروع باحتفال حضره السفير الهولندي، واعلن رئيس الجمعية الدكتور رامي اللقيس عن ترشح عدد من السيدات للانتخابات البلدية.
واشار الى مشروع "اشراك المرأة اللبنانية والسورية في الاستقرار الاجتماعي بالتعاون مع مؤسسة GAC الكندية". وهدف المشروع الى خفض التوتر بين المجتمع المضيف والنازحين في منطقة بعلبك الهرمل وزيادة التعاون والثقة بين المجتمعين من خلال تنفيذ مشاريع مجتمعية تخدم الطرفين، بالاضافة الى ابراز دور المرأة الفعال والمؤثر في الثبات الاجتماعي. استهدف 200 امرأة لبنانية وسورية في عشر مناطق.
كما تحدث عن مشروع "انطلق الى المستقبل" بالتعاون مع منظمة MCC، وعن مشروع "انس الماضي وانطلق نحو المستقبل" الذي شاركت فيه 180 سيدة لبنانية وسورية في ثماني بلدات من محافظة بعلبك - الهرمل، ويتضمن ورش عمل عن مواضيع الدعم النفسي، كما يشمل دورات في التوجيه المهني منها: تعليم الكومبيوتر، التصوير الفوتوفراغي، تصفيف الشعر، المكياج، المحاسبة، الطبخ، الخياطة، عمل المطاعم، وذلك بهدف زيادة الانتاجية وبناء القدرات". كما نظمت الجمعية عددا من المشاريع والندوات والمؤتمرات التي تهدف الى تفعيل دور المرأة وتمكينها من المشاركة في الحياة العامة.
====== ن.م