تحقيق علي داود
وطنية - يتداخل موسم تسليم التبغ الجنوبي لادارة حصر التبغ والتنباك الريجي للعام 2016 مع استعداد المزارعين لزراعة الموسم الجديد للعام 2017 من حيث زراعة المشاتل وحراثة الارض، وفي لغة المزارعين ان السنة التبغية من الزراعة المضنية الى موعد تسليم المحصول تبلغ 15 شهرا وهي زراعة تعمل فيها العائلة من صغيرها الى كبيرها لتحصيل قوت العيش. ومع ان الريجي تحقق ارباحا كبيرة من هذه الزراعة لخزينة الدولة الا ان الاسعار هذه السنة ما تزال كما كانت عليه في السنوات الماضية وتبلغ وسطيا 13 الف و500 ليرة للكيلو الواحد، وان الرقم الاعلى الذي حصل عليه صاحب أجود تبغ جنوبي كان 15 الف ليرة كأعلى سعر وهو رغم ذلك لا يفي متطلبات الزراعة وحاجياتها من حراثة الارض وأيدي عاملة وسقاية وقطاف وبذار وأسمدة وعناية وتصفيف الاوراق وجمعها وشكها وتجفيفها ومن ثم تحويلها الى طرود وتسليمها للريجي التي تصنعها وتصدر التبغ محليا وعالميا.
إدارة حصر التبغ والتنباك الريجي وبالتعاون مع نقابة مزارعي التبغ والتنباك في الجنوب واتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ بدأت منذ أقل من اسبوع شراء محصول التبغ للعام 2016 من المزارعين الجنوبيين في عشرة مراكز حددتها بما فيها في المنطقة الحدودية وفي مدن الجنوب من النبطية الى صور وبنت جبيل حيث تجري عملية الشراء في ظل أجواء جيدة من التعاون بين الادارة والنقابة وفقا للباريم المعمول به.
رئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك في لبنان ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه قال للوطنية: "ان شراء محصول التبغ لهذا العام بدأ في العديد من المراكز في الجنوب، عشرة مراكز، وهي تسير بشكل ممتاز والامور كما كانت في السنوات الماضية بل انها هذا العام تقدمت الى الامام، محصول التبغ لهذا العام هو محصول ممتاز والمزارعون يأخذون أسعارا جيدة وهذا ما ترك انطباعا جيدا لدى الناس وخاصة ان الناس تقدم محاصيل ذات جودة عالية بفضل الارشاد الذي يساعد على انتاج محاصيل جيدة.
أضاف: "ان المحصول بقي على ما هو عليه وبقي الدعم ايضا على ما هو عليه، الدعم الذي كنا نتوخاه والذي قدمته الدولة مشكورة منذ ما بعد اتفاق الطائف هو دعم ملائم ومناسب وهو ما يريح المزارعين، ويحد من الاكلاف العالية والتضخم وهي من الامور التي نعمل عليها فدولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخلال عام 1993 دعما هذه الزراعة لانها كانت على خط التماس مع الاحتلال الاسرائيلي وشكلت عنصرا من عناصر صمود الناس وبقائها في أرضها، ودعم صمود الناس في الارياف ، هذا الدعم وفر لقمة عيش مناسبة لابناء المزارعين وعمل على تثبيتهم في ارضهم، هناك عشرة لجان في الجنوب تتسلم المحصول من المزارعين ومن المقرر انه بعد اسبوع ان نبدأ في الشمال بتسلم المحصول، وبعد شهر تقريبا في البقاع.
ولخص فقيه مشاكل مزارعي التبغ وهي: عدم تقديم التقديمات الصحية والاجتماعية لهم وما زلنا ننتظر الضمان الصحي والاجتماعي، وهناك مشكلة مع ادارة السير والمركبات وهي تسجيل مزارع التبغ سيارة زراعية على محصوله مجانا، اذ كيف يمكن لمزارع لديه 4 رؤوس نحل ان يسجل سيارة زراعية بينما مزارع التبغ لا يحق له ذلك وهو خلال العام الزراعي مضطر لنقل اولاده ومعداته الى الحقل، عدم تقديم القروض بفائدة صفر من مصرف لبنان لانه ليس معقولا للمزارع الذي يسلم محصوله ان يدفع فائدة 6 بالمئة على المبلغ الذي يستدينه. رغم تنظيف الاراضي الزراعية من القنابل العنقودية، فان جزءا من هذه القنابل تعيق حركة المزارعين في ارضهم اذ ان معظم جرحى تلك القنابل وشهدائها هم من مزارعي التبغ ورعاة الماشية والعمال والمزارعين الاخرين في الارض.
وتحدث فقيه عن الكمية المنتجة من التبغ "فهي في الشمال والبقاع 3 ملايين كيلو من التبغ، وفي الجنوب 5 ملايين كيلو تبغا، ويبلغ عدد العاملين في زراعة التبغ 25 الف عائلة، فإن كان متوسط العائلة 5 افراد فان هناك 125 الف نسمة يعيشون في الارياف ويعملون في زراعة معقدة وصعبة جدا، وتعمل فيها كل أفراد العائلة ومن المفترض ان يبقى الدعم لهم مستمرا لأن هذه الزراعة هي من الاشغال الشاقة"، داعيا الى "اضافة ما قيمته 20 بالمئة على الاسعار وفقا للباريم الحالي بعد اقرار سلسلة الرتب والرواتب، وسوف نطالب بعد انتهاء المشكلة السياسية في البلد باعتماد سياسة وطنية زراعية عليا تعطي الاهتمام بزراعة التبغ اولا وباقي الزراعات كالزيتون والحمضيات وكل الزراعات التي تشكل عنصر بقاء ودعم للارياف".
ودعا الدولة إلى "الاهتمام بشكل اكبر بالقطاع الزراعي وزراعة التبغ نالت اهتماما من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، لان هذا الملف اجتماعي سياسي وشكل في السابق ملفا ضاغطا نظرا للارهاصات الامنية التي كانت موجودة في السابق، وهنا نوجه تحية لمدير عام ادارة حصر التبغ والتنباك المهندس ناصيف سقلاوي ووزير المال علي حسن خليل وهو ابن المنطقة ويعرف معاناتها ومعاناة المزارعين وسف نزورهما قريبا لنطالب بدعم مزارعي التبغ من كل النواحي".
المزارعون...ماذا قالوا؟
قال محمود خريباني من عدشيت ان "الاسعار ليست مقبولة ابدا ومجمدة منذ العام 2000 لذا نطالب مدير الريجي المهندس ناصيف سقلاوي والرئيس بري والوزير علي حسن خليل والحكومة انصافنا وزيادة اسعار التبغ لأنه ليس معقولا أن تبقى على ما هي عليه منذ 10 سنوات وكل شيء تغير في الحياة والاسعار متجمدة".
وقال عدنان عليق من يحمر: "إن ادارة الريجي تحقق من مزارعي التبغ ارباحا كبيرة سنويا ولا تعطي المزارع حقه ونحن ابناء هذه الزراعة منذ ورثناها عن أبائنا وأجدادنا وهي متعبة لكن ما العمل واين نعمل سوى في الارض التي دفعنا دما لتحريرها وها هي اليوم تفيض بخيراتها وبجودة انتاجها من التبغ لنحصل على قوت العيش بكرامة بعيدا عن العوز".
وقالت هدلة حريبي من زوطر: "يكفي التعب الذي نتعبه على مدى السنة فلماذا لا يرأفون بنا في الدولة ويعطونا بدل اتعابنا فقط ولماذا الاسعار مجمدة وهل يجوز ذلك".
وسأل عبد الناصر حمزة من يحمر: "لماذا لا تلبى مطالبنا بادخالنا الى الضمان الاجتماعي وزيادة اسعار التبغ؟"، وناشدالرئيس بري "انصافنا واعطاءنا حقنا لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس".
وطالبت أم حسن جابر من بني حيان ب "زيادة الاسعار بما يتناسب مع متطلبات الزراعة المكلفة، مشيرة ان ليس لنا الا الرئيس نبيه بري نطالبه ليقف معنا اليوم وهو الذي وقف معنا وكان حاميا لشتلة التبغ ولمزارعيها وكان حارسا للوطن وهو رائد الانماء والتحرير في لبنان".
================== ج.س