تحقيق قاسم صفا
وطنية - يحتاج المجتمع اللبناني الى خطط ودراسات تنمية مستدامة ومجدولة ضمن القدرات والطاقات المتاحة. كما تحتاج المدن اللبنانية الى افاق واسعة في هذا المجال لان لكل منها مكونات ومواصفات خاصة، وفق حاجات السكن والوافدين اليها من الداخل والخارج. كما ان الحاجة ضرورية اكثر من ذي قبل لكي تبدأ البلديات كما بادرت بلدية مدينة صور وبالتعاون مع الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني (اثار جل) الى عقد اللقاءات التشاورية مع شرائح المجتمع المدني اللبناني المقيم والمغترب ضمن اطار مقترحات تنموية وانمائية للوصول الى خطط زمنية مستدامة لمشاريع تنمية المجتمع من جوانبه كافة، وقد لاقت هذه الخطوة تجاوبا مميزا من قبل المجتمع المدني.
بري
"الوكالة الوطنية للاعلام"، التقت رئيسة الجمعية السيدة رندة عاصي بري والتي اشارت في هذا الاطار الى ان "هذه الخطوة جاءت نتيجة جهود ومثابرة قام بها عدد من المختصين في مجال التنمية والتي تتضمن أبرز التشريعات والبنى التحتية والخدمات العامة التي تحتاج للتطوير الملح".
وقالت: "تتميز مدينة صور بتنوعها الاجتماعي والديني وانفتاحها على جميع مكونات البلد والتزام أبنائها الاصول الاخلاقية والضيافة، بحيث أضحت هذه الصفات ميزة اهل صور الذين يعتبرونها بمثابة الروح لجسد المدينة، وبالتالي يضيف الموقع الجغرافي لصور مواصفات بيئية جيدة وقابلة للتطوير مع قربها من حزام اخضر يظللها وتنوع في الفصول. أما هذا التعاون بين بلدية صور والجمعية اللبنانية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني، فهو ورقة عمل تتضمن أبرز التشريعات والبنى التحتية والخدمات العامة التي تحتاج الى تطوير، وان أبرز المشاريع التي تنفذها وزارات الدولة وبرامج خارجية تعاني من تباطؤ غير مبرر يعيق طموح اهل المدينة لخدمات سليمة ومستدامة".
وأوضحت ان "هذه الورقة ستوضع في متناول ممثلي هيئات وفاعليات المدينة والجوار لمناقشتها وترتيب الاولويات والاضاءة على التحديات الاساسية التي تجابهها المدينة واهلها تمهيدا لعرضها على الوزراء المعنيين والقيمين على تنفيذ مشاريع وخدمات وبرمجة التنفيذ لضمان التزام المؤسسات والشركاء بها، كونها خارطة طريق تحظى بدعم أعلى الهيئات السياسية في لبنان".
أضافت: "هذه اللقاءات التشاورية لا تتوقف عند فكرة الآثار بل الى البيئة والبنى التحية والآثار والتنمية المستدامة للبشر، وارتأينا ان نقدم امكاناتنا كمجتمع مدني بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني واندية في المدينة اولا، ومع من يحب ان يساهم من خارج المدينة".
وختمت: "المطلوب ان نعيد التزامنا ونحدد اختياراتنا ونوظف قدراتنا وامكانياتنا من اجل تحصين هذه المدينة بناسها واهلها واجيالها لتستمر بدعم هذا الدور، لانهم يستحقون ذلك لما قدموا واعطوا لهذا الوطن".
دبوق
أما رئيس اتحاد بلديات قضاء صور رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق فأشار في حديث الى دور مدينة صور، وقال: "أردنا ان يكون هذا اللقاء لقاء تشاوريا تشاركيا، إيمانا منا بأهمية دوركم وبقدراتكم على المشاركة برفع المدينة واقتصادها الى الامام فكريا ومعنويا وماديا، ووضعت الورقة بمتناول ممثلي هيئات وفاعليات المدينة والجوار لمناقشتها وترتيب الأولويات والإضاءة على التحديات الأساسية التي تواجهها المدينة وأهلها، تمهيدا لبلورتها ضمن مشاريع واقتراحات لعرضها لاحقا على الوزراء المعنيين والمؤسسات الدولية المانحة، من أجل تبني وتنفيذ هذه المشاريع والإقتراحات لتطوير البنى التحتية والخدمات السياحية والثقافية وتطوير اقتصاد المدينة".
أضاف: "وقد شهدت مدينة صور في السنوات الاخيرة إقبالا مميزا وتزايدا انعكس بشكل رئيسي زيادة في اعداد الزوار المحليين والاجانب، مما ساهم بشكل مباشر في تطوير المدينة باتجاه السياحة والثقافة والخدمات المتخصصة، بحيث شكل هذا النشاط الاقتصادي، بالاضافة للنشاطات الاقتصادية الاخرى مكونا رئيسيا في انعاش المدينة وتطورها وفي تأمين فرص عمل متعددة مما ساهم ايجابيا في تقليل نسبة البطالة، وتعزيز الامن الاجتماعي".
ورقة العمل
وقد زودت بلدية صور والجمعية اللبنانية للحفاظ على اثار وتراث الجنوب "الوكالة الوطنية للاعلام" بورقة العمل الانمائية المقترحة على المجتمع المدني والتي تمت مناقشتها في لقاء عقد في مدينة صور مطلع الشهر الحالي تشرين الثاني 2017، وتضمنت ما يلي:
"بما ان مدينة صور تمتلك جميع المؤهلات المناسبة لتطويرها باتجاه السياحة الثقافية والخدمات المتخصصة حيث تتوفر فيها المواقع الاثرية الفينيقية؛ اليونانية؛ الرومانية؛ البيزنطية والعربية الاسلامية، وأيضا الشاطئ الرملي الذهبي الممتد ضمن المحمية الطبيعية والآثار المطمورة في البحر قرب الشاطئ وداخل البحر والمرفأ التراثي؛ كما تتوفر في المدينة سلسلة من الفنادق والمطاعم والأسواق التراثية والخدمات السياحية المميزة ومراكز خدمات مصرفية وقانونية وطبية وثقافية وجامعية وتربوية جعلتها مقصدا لأبناء الجنوب وللسياح اللبنانيين والأجانب على السواء.
تتميز المدينة بتنوعها الاجتماعي والديني وانفتاحها على جميع مكونات البلد والتزام أبنائها الاصول الأخلاقية والضيافة بحيث أضحت هذه الصفات ميزة أهل المدينة الذين يعتبرونها بمثابة الروح لجسد المدينة. ويضيف الموقع الجغرافي لصور مواصفات بيئية جيدة وقابلة للتطوير مع قربها من حزام أخضر يظللها وتنوع في الفصول التي يطغى عليها الدفء والاعتدال طيلة أشهر السنة.
من شأن هذه المواصفات التي لا تتوفر إلا نادرا في المدن الساحلية جنوب بيروت، أن تكون أساسا ومبررا للحملة الوطنية لتطوير الخدمات العامة والبنى التحتية وزيادة التنسيق بين إدارات الدولة وبلدية المدينة وهيئات المجتمع الأهلي والجمعيات الثقافية والتراثية بهدف تحويل مدينة صور نحو السياحة الثقافية بكل مندرجاتها، وأن تصبح معلما ثقافيا وسياحيا واقتصاديا بامتياز على امتداد البحر الابيض المتوسط.
لهذه الغاية، فقد أعدت بلدية صور بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني (آثار جل) ورقة العمل التي تتضمن أبرز التشريعات والبنى التحتية والخدمات العامة التي تحتاج للتطوير الملح. كما تناولت أبرز المشاريع التي تنفذ من قبل وزارات الدولة وبرامج خارجية والتي تعاني من تباطؤ غير مبرر يعيق طموح أهل المدينة لخدمات سليمة ومستدامة.
وسوف توضع هذه الورقة بمتناول ممثلي هيئات وفعاليات المدينة والجوار لمناقشتها وترتيب الأولويات والإضاءة على التحديات الأساسية التي تجابهها المدينة وأهلها، تمهيدا لعرضها لاحقا على الوزراء المعنيين والقيمين على تنفيذ مشاريع التطوير والخدمات، وبرمجة التنفيذ وضمان التزام المؤسسات والشركاء بها، كونها خارطة طريق تحظى بدعم أعلى الهيئات السياسية في لبنان.
- الهدف الرئيسي:
تطوير اقتصاد المدينة باتجاه السياحة الثقافية؛ ويقتضي ذلك تصنيف المدينة رسميا وقانونيا كمدينة سياحية واضافتها على لائحة المدن السياحية المعتمدة رسميا بغية استفادتها من الامتيازات المخصصة لتلك المدن (اقله تقليص تقنين الكهرباء ومنحها الأولوية في مشاريع التنمية والترويج والدعاية الداخلية والخارجية)؛ ويمكن تصنيف المشاريع المهمة اللازمة تبعا للملفات التالية:
أ - ملف البيئة :
1 - التسريع بإنجاز محطة معالجة المياه المبتذلة وتأمين التشغيل المناسب.
2 - ايلاء ملف معالجة النفايات الصلبة الاهتمام اللازم عبر انشاء مراكز معالجة جديدة تنسجم مع الخطة الوطنية بشكل سريع لتأمين بيئة سليمة تشمل قضاء صور بأكمله مع المخيمات والتجمعات الفلسطينية لارتباطهم العضوي بالمدينة.
3 - حل مشكلة النفايات الصلبة المتأتية من رمي النفايات العشوائي في مخيم الرشيدية والشاطىء جنوبي مدينة صور حتى مدينة الناقورة والتي استفحلت هذه السنة.
4 - اطلاق وتكثيف حملات التوعية المحلية التي تستهدف المجتمع المحلي لجهة ملف النفايات الصلبة (تقليل انتاج النفايات، الفرز من المصدر، الاهتمام بنظافة الاملاك العامة، التدوير).
5 - استكمال الحديقة العامة جنوب المدينة (مساحتها 17 هكتارا).
6 - المحافظة على الحزام الأخضر حول المدينة عبر توجيه وضبط التطور المدني والمحافظة على الغطاء الاخضر وزيادة نسبته داخل أحياء المدينة.
7 - إعلان المنطقة البحرية بدءا من الجامعة الاسلامية حتى ما بعد منطقة الجمل محمية أو منطقة طبيعية لما تحتويه من آثار تحت مستوى الماء ولكونها منطقة تنوع بيولوجي بامتياز حيث انها مرتع للاحياء والنباتات المائية المختلفة ومرعى للسلاحف البحرية. وبسبب الاقبال الشديد غير المنظم على هذه المنطقة، أصبح يمثل عامل تهديد لهذا التنوع البيولوجي الهام.
8 - ترشيد استخدام المصادر الطبيعية: المياه، الشاطئ، الثروة الحيوانية.
ب - ملف النقل والحركة:
1 - توسعة المواقف العامة داخل المدينة وتخصيص المساحات اللازمة لها (قيد الانجاز).
2 - انشاء المواقف المحيطية على مداخل المدينة وتخصيص المساحة اللازمة لها
(تخصيص الأرض قيد الانجاز).
3 - اعتماد نظام الوقوف العابر على جوانب الطرقات ( قيد الانجاز).
4 - انشاء الأرصفة (قيد الانجاز) وتأمين مسار آمن للدراجات الهوائية.
5 - إجراء دراسة علمية لتسهيل الحركة على مداخل المدينة وتقاطعتها. (استملاكات وتوسعة، جسور، بنى تحتية مختلفة ...).
6 - نقل الدوائر الرسمية من وسط المدينة وتجميعها في مكان واحد (السراي) على طرف المدينة.
7 - دراسة إمكانية تحويل بعض الشوارع الداخلية والمحيطة بالمواقع الأثرية إلى شوارع وأزقة خالية من السيارات ومخصصة للمشاة والدراجات الهوائية.
ج - التراث والمواقع الاثرية والمشاريع المبتكرة:
1 - تأهيل وتطوير المواقع الاثرية (تنظيف، ترميم، انارة، لوحات ارشادية، (مواد اعلامية، برامج ترويج ودعاية...) وإدخال خدمة الQR الالكترونية وتزويد المواقع بخدمة العملاء WI-FI مجاني.
2 - تأمين مواقف مناسبة عبر استملاك عقارات ملاصقة او قريبة منها وتخصيصها كمواقف للسيارات والحافلات السياحية حصرا.
3 - الدفع قدما بمشروع الإرث الثقافي والتنمية المدينية عبر تأمين استمراريته وتأمين التمويل له (مجلس الانماء والاعمار والمانحين الدوليين).
4 - التربية على التراث ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، وأيضا وضع برامج توعوية موجهة بدرجة اولى للشباب من أجل تعريفهم على هوية المدينة الثقافية والحضارية، وعلى آثار مدينتهم المتجذرة في التاريخ الإنساني القديم.
5 - إقامة ورش عملمن أجل تأهيل أدلاء سياحيين من أبناء المدينة تستهدف خريجي قسم الارشاد السياحي، قسم الآثار، وقسم التاريخ والجغرافيا مع التركيز على اللغات الاجنبية وذلك بالتعاون مع مديرية الآثار، خبراء الجمعية وكلية السياحة في الجامعة اللبنانية.
6 - استكمال ترميم وتأهيل المدينة القديمة والمعالم التراثية فيها (الخانات، الاسواق)، قيد الإنجاز.
7 - تعزيز وتطوير (البنى التحتية) للنشاطات الثقافية والسياحية كإقامة المسارح، والمكتبات العامة، قاعات العرض والمؤتمرات والندوات، والفنادق، والمتاحف، والمحترفات الحرفية.
8 - انشاء حاضنات للمهن التراثية والحرفية المحلية واطلاق برامج اعداد لها في مراكز متخصصة لذلك.
9 - تطوير المحمية الطبيعية والقسم المخصص للترفيه (zone E1) على الشاطئ (ارتاده هذه السنة ما يقارب 400000 شخص) والعمل سريعا لحل وعلاج مشكلة المياه المبتذلة.
10 - اطلاق حملة دولية لدعم البحث عن كاتدرائية باولينوس (أول كاتدرائية في الشرق) وذلك لأهميتها من ناحية السياحة الدينية وباقي المعالم الأساسية في صور (سبق وأن وجدت كاتدرائية قبل بضعة سنوات ولكن اعيد ردمها)، وربط المواقع المحيطة بالمدينة في شبكة أثرية واحدة (قانا، شمع، ديركيفا، تبنين).
11 - الدفع قدما بمشروع انهاء أعمال المتحف بأسرع وقت.
12 - دراسة إنشاء "مركز صور الرقمي" لتقديم الخدمات الالكترونية والتكنولوجية وتطوير وسائل الاتصال وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف النشاطات التربوية والصناعية والزراعية.
13 - تطوير متحف الأحياء البحرية وربطه بالمؤسسات العامة ذات العلاقة.
14 - العمل على إنشاء متحف للعادات والتقاليد الشعبية والتراثية يضم أمكنة لترويج الحرف السياحية المستوحاة من التراث.
د - محور مشاريع البنى التحتية
1 - اكمال دراسة انشاء المرفأ السياحي وتأمين التمويل اللازم له.
2 - تلزيم السراي الحكومي الجديد (الدراسة وجزء من التمويل متوفر).
3 - تصحيح خطأ ورفع المظلومية عبر ضم مداخل صور لجهة العباسية والبرج الشمالي اداريا لمدينة صور (خاصة وانها لا تلقى الاهتمام المناسب من قبل البلديات الاخرى لأنها تقع على اطرافها ولا تعنيهم بشكل مباشر الا كمصدر للضرائب) مما يستلزم إصدار قانون خاص.
4 - مشاريع لتأهيل باقي الطرق والأرصفة في المدينة وتأمين تمويل توسعة وتأهيل رصيف كورنيش الرئيس بري.
5 - اكمال تأهيل البنى التحتية في ضواحي مدينة صور (المدينة الصناعية، المساكن الشعبية، الزراعة).
6 - إعداد خطة لإنشاء مساكن شعبية خاصة علما ان الارض متوفرة (املاك خزينة) ويلزمها تخصيص وتمويل عبر جهات حكومية او خاصة لتعزيز وتأمين الأمن الاجتماعي (بالشراكة مع القطاع الخاص).
تناولت هذه الورقة 35 مشروعا ومحورا خدماتيا وتنمويا من شأن تنفيذها أن يمهد لتحويل المدينة إلى محيط مستدام، مستقطب للثقافة وراع للتراث والسياحة طيلة أشهر السنة. ويستدعي ذلك ضمان توحيد الرؤية الداخلية للأولويات والدعم السياسي والتزام إدارات الدولة والقيمين عليها تقديم الدعم المناسب وبرمجته لضمان فعاليته في أسرع وقت.
ولهذه الخطة علاقة مباشرة بأهم وزارات الدولة والمؤسسات المناط بها التخطيط والتمويل والتنفيذ والمدعوة لتوحيد إمكانياتها توفيرا للموارد وضمان التنفيذ في أفضل الشروط ومنها: وزارة الاشغال العامة، وزارة الداخلية والبلديات، وزارة السياحة، وزارة الثقافة، وزارة التنمية الادارية، وزارة الصحة، وزارة الزراعة، وزارة البيئة، مجلس الإنماء والإعمار، الجهات المانحة الداخلية، القروض الدولية (مشروع CHUD)، الريجي (مشاريع التنمية المحلية)، الجمعيات التي لا تبتغي الربح (NGO)، مجلس الجنوب، الانروا، اليونسكو، اليونسيف، التعاون الإيطالي والاتحاد الاوروبي.
وستتابع هذه الدراسة التنموية من قبل المجتمع المدني بلدية صور من خلال الاجتماعات المستمرة.
=============== و.خ