تحقيق فاديا دعبول
وطنية - استهل موسم قطاف الزيتون في الكورة، وحددت تسعيرة العاملين فيه، لتنظيمه. وعمم اتحاد بلديات الكورة والبلديات هذه التسعيرة التي تحدد أجر اللمامة ب15 الف ليرة لبنانية في اليوم، والفاروط بعشرين الف، وذلك بدوام عمل يومي محدد بسبع ساعات.
عيناتي
وأكد رئيس "لجنة لبنان الشمالي في اللقاء الوطني للهيئات الزراعية" جورج العيناتي ان "كلفة اليد العاملة في قطاف الزيتون هي السبب الاساسي لارتفاع كلفة تنكة الزيت"، معتبرا ان "تنظيم اجور العمال، وتوحيد التسعيرة تحمي المزارعين من استغلال السماسرة".
الا ان احد الملاكين من كفرعقا، يعتبر ان "لا جدوى من تحديد تسعيرة العمال ان لم تلتزم البلدات كافة بها"، مشيرا الى ان "الملاك كثيرا ما يرضخ لمطالب العمال كي لا يبقى موسمه في الحقول"، لافتا الى ان "سبب ذلك يعود لغياب الضغط من اصحاب الملكيات الكبيرة بعد ان توزعت بسبب الارث او البيع بحيث لم يبق من ملكيات كبيرة الا لدى الاديرة".
ورأى أن "المسؤولية تقع على عاتق التعاونيات الزراعية والجمعيات لحماية هذا القطاع للالتزام بتسعيرة العمال لتخفيف الكلفة على المزارعين وتحديد اسعار بيع الزيت والزيتون".
ويبدأ مالك احد الكروم في داربعشتار، جني محصوله الاثنين المقبل، بواسطة آلات قطاف ميكانيكية حديثة، تساعد وفق تأكيده "بالحفاظ على الشجرة من تكسير اغصانها، وتجنب المعاومة، والتخفيف من عدد العمال في القطاف وبالتالي اجورهم".
وأشار الى ان "التعاونية الزراعية في بلدته تدعم المزارعين بتأجيرهم آليات القطاف الميكانيكية مع الصناديق والمعدات بعشرة دولارات عن اليوم الواحد"، مشددا على ان "هذا المبلغ يشكل نصف اجر العامل الواحد في اليوم، اضافة الى أن الآلة تحل مكان اربعة عمال، وهو ما يساعد المزارع بالحفاظ على اشجاره من اضرار عصا الفاروط، والحصول على زيت ممتاز وتوفير الاموال".
وعن الامطار التي تهطل بغزارة بين الحين والاخر، رأى أحد المالكين ان "الشتاء اضر بموسم الزيتون، ولا سيما في اميون التي تتميز بانواع الزيتون الثلاث الخمري والعيروني والبلدي"، مؤكدا ان "النوع البلدي وحده نجا من اضرار الشتاء، ويعول عليه المزارعون بتعويضهم في انواع الزيتون الاخرى".
وأسف "لما اصاب سهل الكورة على مسافة تزيد عن 15 هكتارا، من يباس، جراء الصقيع. وهو بحاجة ماسة لوزارة الزراعة لانقاذه"، معتبرا ان "من باع زيتونه حبوبا قبل هطول الامطار حقق ارباحا ببيعه الكيلو الواحد ب 1250 ل.ل. اما من تأخر فخسارته حاصلة حتما".
وعرض احد المالكين من بطرام واقع الزيتون في الكورة، فأكد أن "انتاجية الزيتون مختلفة هذا الموسم من بلدة لاخرى ومن منطقة الى اخرى"، مشددا على ان "الكروم القريبة من مجرى المياه وفي الاماكن الرطبة مصابة بمرض عين الطاووس، وهي قليلة الحمل لا تزيد انتاجيتها عن العشرة في المئة، واغلبية اشجارها يابسة". ورأى ان "الكروم البعيدة عن الوادي في بطرام حملها جيد واصابتها بالمرض اقل".
وأشار الى "الصعوبات العدة التي تواجه المزارعين ولا سيما كلفة الانتاج المرتفعة من التقليم والفلاحة والتسميد ومكافحة الامراض والقطاف والعصر، وصولا الى صعوبة تصريف الموسم إن بالزيت وإن بالزيتون". ودعا الى "دعم الدولة لهذا القطاع الزراعي المهم اسوة بسائر دول العالم للحفاظ على شجرة الزيتون الدهرية التي تتعرض للمعاومة من جهة وللمنافسة بانتاجيتها من جهة اخرى".
حمود
وشددت رئيسة المركز الزراعي في الكورة المهندسة مروى حمود على "اهمية العناية باشجار الزيتون لزيادة انتاجيتها"، معتبرة ان "اسباب ظاهرة تبادل الحمل او المعاومة في الزيتون تعود لنقص العناصر الغذائية في الاشجار، ونقص الضوء المرتبط بالتقليم بما يسمح للضوء بالدخول بين اغصان الاشجار، بالاضافة الى ان عطش الاشجار يؤثر بذلك، ما يستدعي الري المتوازن في فترات الجفاف".
ورأت ان "تأخر موعد القطاف يؤدي الى تأخر تشكيل البراعم الزهرية"، معتبرة ان "اهم مرحلة لقطاف الثمار هي لدى نضوجها بنسبة خمسين في المئة".
وشددت على ان "القطاف بالعصا يقضي على البراعم الجديدة المنتجة للسنة المقبلة"، ناصحة "بالقطاف اليدوي او بالآلات الميكانيكية بعد التقليم المناسب لها، واختيار اصناف الزيتون التي بمقدورها تحمل الطقس المناسب كي تزهر البراعم، واعتماد صنف الزيتون المبكر او المتأخر ليتفاعل مع الطقس خلال عملية تخصيب الازهار".
واعتبرت ان "التقليم التجديدي الجائر الذي يزداد عند الاشجار الهرمة يساهم في تراجع المحاصيل". كما ان "ارتفاع المحصول في السنة السابقة يؤدي الى المعاومة." ونصحت بالتقليم الخفيف وليس الجائر.
وتوقفت عند" مرض عين الطاووس الذي يسبب تساقط الاوراق، وبالتالي تأخر أزهار الشجرة وضعفها، والامراض الفطرية والبكتيرية الاخرى التي تسبب حالة من عدم التوازن في الشجرة وتأخر انتاجيتها بشكل ملحوظ".
=============== و.خ