تحقيق لينا غانم
وطنية - "مرة بالعمر" هي العبارة الاكثر تطابقا مع اكتشاف علمي بات ساري المفعول منذ سنوات قليلة ووصل مؤخرا الى لبنان. انه نظام "حمية الجينات" او "حمية دي ان اي" وهو باختصار نظام حمية غذائية يرتكز الى اسس صحية وعلمية استنادا الى نتائج تحليل اختبارات الحمض النووي لإنقاص الوزن ومعه بات بإمكان الاشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة او الذين يريدون الحفاظ على جسم سليم ورشيق القول وداعا لزمن الحميات الغذائية التقليدية.
فما هو هذا النظام الجديد؟ ما هي فوائده؟ وهل يعتبر الطريقة الامثل لخسارة الوزن بلا عودة الى البدانة، والوصول الى الوزن المثالي والمحافظة عليه من خلال اتباع نهج غذائي صحي ومفيد؟
لكل هذه الاسئلة اجابات لدى نقيبة اختصاصيي التغذية في لبنان الدكتورة كريستيل بشي جدعون التي تؤكد ان "حمية الجينات" هي "الحمية القائمة على تحليل دقيق للخارطة الوراثية التي تكشف اسرار الصحة وتشير الى السبيل الامثل للتخلص من الوزن الزائد من خلال تحليل الجينات المرتبطة بالسمنة ومكونات الجسم، لأنه بعد سنوات من التجارب والبحوث في علم الوراثة والجينات تم الكشف عن ارتباط وثيق بين الحمض النووي وطبيعة الشيفرة الوراثية واثرها في فقدان الوزن وبالتالي فإن هذه الخارطة تشرح بدقة ردة فعل الجسم عند تناول الطعام اي كيف يستهلكه وما مقدار الاستهلاك واي الاطعمة يحتاج".
تقول الدكتورة جدعون ان "هذا الاختبار يجري مرة واحدة في العمر لأن الجينات الوراثية الخاصة بكل شخص لا تتغير منذ ولادته لذلك لا بد من تغيير السلوكيات من خلال الابتعاد عن الانماط الاستهلاكية غير السليمة وعن قلة الوعي الصحي، مع الاشارة الى ان اي حمية لا تعطي النتائج المرجوة من دون ممارسة التمارين الرياضية".
وتشير الى ان "اهمية هذا الاختبار تكمن في تحديد نوعية الرياضة التي تتجاوب معها اجسادنا مع العلم انها ملائمة لكل الفئات العمرية ولا تحمل اي اضرار وتفيد المسنين كما الاطفال (مستويات البدانة في العالم مرتفعة جدا وهي تصل الى 35 بالمئة عند الاطفال والاولاد في لبنان من عمر 6 سنوات الى 18 سنة)".
"يجب ان نعرف ماذا يحتاج الجسم كي نعرف ماذا يجب علينا اعطاؤه"، تقول جدعون، "لذا فإن هذا الاختبار يمكن ان يحدد ما اذا كنا من الاشخاص الذين يستردون وزنهم بعد الحمية من جديد".
ولكن كيف يتم هذا الاختبار وهل يمكن اجراؤه في مختبرات لبنان؟ بحسب جدعون، "يتم اخذ عينة من لعاب الشخص المصاب بالسمنة لفحص جيناته (هناك نحو 25 الف جينة في الجسم لكن العدد المسؤول عن الغذاء والرياضة هو 50) ترسل العينة الى مختبرات في الولايات المتحدة الاميركية لتصدر النتيجة بعد نحو ستة اسابيع وهي تتضمن برنامج حمية ملائم يرافقه شرح تفصيلي لنتيجة الفحص مع الاشارة الى ان فاعلية هذه الحمية مرتفعة وهي تقارب الضعفين والنصف من فاعلية اي نظام حمية آخر".
"تحدد حمية الحمض النووي كمية النشويات التي يمكن تناولها خلال اليوم والدهون (المشبعة وغير المشبعة) والمعادن والفيتامينات والاوميغا 3 ورصد الحساسية على الملح والكافيين والغلوتين وللاكتوز". بحسب جدعون، "الاختبار يعطي خارطة واضحة تظهر كل انزيمات الجسم (الانزيم هو العنصر المسؤول عن هضم انواع معينة من المأكولات كما يظهر كمية الفيتامين "دي"، مع الاشارة الى ان معظم سكان حوض البحر الابيض المتوسط يعانون نقصا شديدا فيه على رغم تعرضهم لأشعة الشمس خلال اشهر عدة من السنة، اذ انهم يفتقرون الى الجينة التي تساعد على امتصاص الفيتامين دي لذا يجب الحصول على مكملاته الغذائية".
لا يمكن لشخصين اتباع حمية غذائية متطابقة مع نتائج هذا التحليل الذي يخبر عما يحتاجه الجسم ويظهر اختلاف الاشخاص كما اختلاف بصمات الاصابع، وان كان للعامل الوراثي دور اساسي في انتشار السمنة فالجينة كما البصمة تختلف بين شخص واخر فاهمية هذا التحليل لا تكمن فقط في تخفيض الوزن او حتى زيادته انما في اعطاء كل شخص نمطا غذائيا خاصا به يخفف من خطر الاصابة ببعض الامراض وتحسين طريقة العيش من خلال الغذاء.
اذا كانت الخارطة الوراثية تتحكم بكل شيء بدءا من لون الشعر والعينين والطول مرورا بحرق الدهون وعملية الايض (ميتابوليسم) وشكل الجسم، فإن الخارطة الجينية تساعد على انقاص الوزن بشكل صحي وسليم من دون الخوف من استرجاع الوزن الزائد الذي تم التخلص منه. ومع حلول العام 2020 سيتم ايجاد أنظمة غذائية محددة لكل انسان بحسب خارطته الجينية.
=========إ.غ.