تحقيق فاديا دعبول
وطنية - تتنقل المهرجانات في الكورة من بلدة الى اخرى، ويقف كبار الفنانين على مسارحها ما يثلج قلوب الجماهير التي ملأت المدرجات بغد افضل، يعيد الى الاذهان صور الماضي الجميل لوطننا الحبيب لبنان، جوهرة الشرق، النابض بالفرح، المتميز بالسياحة، والمزدهر في شتى نواحي الحياة.
الا ان هذه المهرجانات، التي اطلقتها وما تزال بعض البلديات الكورانية، تشكل عبئا ماليا عليها وعلى غيرها، لاسيما البلديات الصغيرة والمحدودة الميزانية، والتي تضطر للمشاركة ان بالحضور او بشراء البطاقات. علما ان اتحاد بلديات الكورة، وكبار المتمولين من الشركات والمؤسسات والافراد، يعملون على دعم هذه المهرجانات ماليا، رغم تعددها برحابة صدر، ما دفع ببعض رؤساء البلديات للمطالبة بتنظيم مهرجان مركزي موحد، برعاية اتحاد بلديات الكورة، يعود ريعه سنويا لتنفيذ مشروع من المشاريع الانمائية الملحة التي يحتاجها القضاء.
كلش
وفي خضم الحال الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن اللبناني، ورغبته في الترفيه رغم صعوبة تلبيتها، يرى رئيس بلدية بشمزين الدكتور فوزي كلش ان" تعدد المهرجانات في الكورة يرتد عبئا ماليا ومعنويا، على المواطن والبلديات التي بامكانها تنظيم نشاطات خاصة لاهالي بلداتها، بكلفة متدنية".
واعتبر أن تنظيم مهرجان موحد يدل على "حضارة ابناء الكورة وتميزهم، لاسيما ان جاء على مستوى يعكس ثقافتهم ويجذب المغتربين اليه"، وعدد أهم "الاهداف السامية التي يمكن أن تحققها المهرجانات الموحدة، ما يزيد من الاقبال عليها مثل تأمين منح دراسية، إقامة دار للعجزة او مستشفى وغير ذلك".
النجار
كما يشير رئيس بلدية بترومين المهندس خليل النجار الى وجود وسائل عدة لابراز معالم البلدات السياحية والتراثية والثقافية، واضفاء اجواء الفرح، ما يجنب الهدر بصرف الاموال الطائلة على فنانين كبار، بشكل يفوق قدرات البلدات المالية، ولاسيما ان غالبية البلديات تعمل على تطوير مهرجاناتها، ما يزيد سنة بعد سنة من نسبة مصاريفها المالية. ويؤكد ان ال40 مليون تقريبا التي يتطلبها اقامة كل مدرج، وما يقارب ال400 مليون التي صرفت على الفنانين كان بالامكان صرفها على مشاريع انمائية ملحة في الكورة.
عبدالله
وتلاقى مع النجار في هذا الموقف رئيس بلدية فيع الدكتور جون عبدالله "جراء ما تتعرض له البلديات، لا سيما الضعيفة ماليا، من احراج في المشاركة او عدمها، وبشكل عادل مع جميع المهرجانات"، مشددا على ان "ميزانيات بعض البلديات لا تكفي للمشاركة في جميع المهرجانات، كما ان غالبية البلديات المنظمة للمهرجانات تقع تحت عجز مادي بسببها".
فارس
وركز رئيس بلدية اميون مالك فارس على اهمية المهرجان الموحد " لتجنب الخسارة المالية التي تقع فيها غالبية الجهات المنظمة للمهرجانات ليس في الكورة وحسب بل في كل لبنان. بحيث ان الميزانية المالية التي صرفت على مهرجان اميون قاربت ال200 الف دولار اميركي بفضل دعم اتحاد البلديات والاحزاب والشركات وابناء البلدة".
سرحان
كما ان مهرجان بطرام الذي يقام للمرة الاولى تفوق ميزانيته ال 75 الف دولار بتغطية من الاهالي والشركات والمؤسسات الكبرى، لذا لا يتردد رئيس البلدية العقيد الدكتور هيثم سرحان العام المقبل "من المشاركة في وضع خطة، لمهرجان موحد، على ان تتنقل المهرجانات من بلدة لاخرى، للاضاءة على البلدات الصغرى".
جريج
وفيما قاربت قيمة كلفة مصاريف مهرجان كوسبا ال 230 الف دولار، ركز رئيس البلدية عقل جريج على انه "من الافضل التعاون بين البلديات لتنظيم مهرجان واحد، يعود ريعه لخدمات انمائية وبيئية في الكورة، يستفيد منها الجميع".
جرجس وساسين
ويوافق جريج الرأي رئيس بلدية عين عكرين فؤاد جرجس، كما رئيس بلدية كفرعقا المحامي الياس ساسين، بحيث تتفاوت مصاريف مهرجان بلدته بين 140 و150 الف دولار، ويفضل ان يعود ريع المهرجان الموحد الى" اتحاد بلديات الكورة، لانه ادرى بالمشاريع الملحة للقضاء لتنفيذها".
وفي حين شدد رئيس بلدية قلحات الدكتور باخوس وهبة على اهمية اطلاق مهرجان مركزي واحد العام المقبل، برعاية الاتحاد، يحمل اسم" مهرجان الزيتون لما للاسم من رمزية كورانية"، لفتت رئيسة بلدية المجدل نجات الزغبي الى ان "مهرجان وقف رعية مريم المجدلية في البلدة بات عرسا سنويا تجاوز ال23 عاما، والبلدة تتابع به، رغم ان تنظيم مهرجان واحد للكورة مفيد جدا، في ظل تعدد المهرجانات التي تحولت الى عبء".
بو كريم
مقابل هذه الطروحات، اعلن رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم عن عرض فكرة المهرجان الموحد في اجتماع آخر العام بشكل جدي، على طاولة بحث الاتحاد، وتاليف لجنة لهذه الغاية. ورأى أن "الربح ليس بالضرورة أن يكون دوما ماديا، بحيث ان الربح المعنوي من اقامة مهرجانات دولية يتمثل بجذب الجماهير الى القرى، وتعريفهم عليها، وابراز معالمها الاثرية والتاريخية والتراثية، وتحريك العجلة الاقتصادية، وادخال البهجة الى النفوس.. ورفع اسم الكورة عاليا".