الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

02:14 pm

الزوار:
متصل:

الاعلام وبناء السلام: #الضنية_بالصورة الحراك المجتمعي وتغيير الصورة النمطية - تحقيق مؤسسة مهارات 6

الاعلام وبناء السلام: #الضنية_بالصورة الحراك المجتمعي وتغيير الصورة النمطية - تحقيق مؤسسة مهارات 6


وطنية - تنشر "الوكالة الوطنية للاعلام"، وجريدة "النهار"، اليوم، التحقيقات الواردة في الملحق الصادر عن "مؤسسة مهارات"، في اطار مشروع دعم وتمتين البلديات والمجتمع المحلي في الضنية الممول من الاتحاد الاوروبي بالشراكة مع "مرسي كور" و"بيس لابس"، تتناول مواضيع عن بلدات وقرى في قضاء المنية الضنية، اضافة الى مواضيع عن دور الاعلام في بناء السلام وطريقة تعاطيه مع شؤون تلك البلدات.

الاعلام وبناء السلام
لا خيارات كثيرة امامك للوصول الى منطقة الضنية، أقصدتها من مدخل طرابلس ابو علي او من ناحية زغرتا. فتعرجات الطريق بزواريبها، وضيقها والحفر فيها، تشكل الممر الالزامي للوصول الى المدخل الرئيسي لمنطقة يقطنها 115 الف نسمة موزعين على 80 قرية وبلدة. منطقة تآلف فريق عمل مشروعنا مع اهلها. استمع الى وجع ناسها.

وبالملاحظة تعرف ان مشاكلهم تشبه مشاكل كل المناطق البعيدة عن المركز. الانماء متعثر هناك، بدءا من شبكة الطرقات الى مشاكل المياه والكهرباء والتنقل والتعليم والاستشفاء. وزد على لائحة المشكلات البنيوية الطويلة ارتباط اسم المنطقة بالارهاب وايواء مجموعات مسلحة على اثر "أحداث الضنية". هذه الاحداث أعطت ربما المؤشرات الاولى عن نمو بيئة متطرفة في شمال لبنان. كان ذلك قبل ان تنفجر الاحداث في لبنان والمنطقة. وظلت هذه الحوادث مرتبطة باسم المنطقة. لا شيء في الاعلام عنها سوى الحديث عن المسلحين والارهابيين في جرود الضنية. اثرت هذه الدمغة في نفوس سكانها. "نريد من الاعلام ان ينصفنا"، " في كل مرة يعرض الاعلام صورا عن احداث مرتبطة بالارهاب يعاد بث صور من الارشيف التقطت في الضنية لناس لا علاقة لهم بالموضوع". العتب كبير على الدولة، على المسؤولين، على نواب المنطقة، وايضا على الاعلام.

النقاش حول دور الاعلام في الاضاءة على مشاكل المنطقة وعلى الطاقات الكامنة فيها كان يستقطب المشاركين معنا في النشاطات كافة. كنا نجادل، الاعلام وحده لا يمكنه ان يظهر صورة غير موجودة. عليكم ان تحركوا المستنقع ان تبادروا وان تكسروا الجمود وعندها تحثوا الاعلام على نقل الصورة. ما من شك ان المواطنين يعولون على الاعلام في نقل وجعهم والمساعدة في الضغط لايجاد حلول لمشاكلهم. وأحد ابرز ادوار الاعلام هو نقل المعلومات والكشف عن الحقائق ومراقبة اداء السلطة وكشف الانتهاكات والفساد.

وموضعيا لا يمكن لهذا الاعلام ان يقوم بدوره ما لم يكن هناك حراك مجتمعي ومواطنون فاعلون ويتفاعلون معه. الاعلام يظهر الصورة. فماذا في الصورة؟ على مدى عامين، عمر المشروع، تنقلت نشاطاتنا بين البلديات الستة التي وقع عليها اختيار العمل في منطقة الضنية. وعملنا مع المجتمع المحلي على ان نضع "الضنية بالصورة" عبر سلسلة نشاطات مجتمعية وتدريبات هدفت الى تطوير قدرات المجتمع المحلي . في هذا الملحق عن الاعلام وبناء السلام: "الضنية بالصورة"، سنحاول عبر تحقيقات من المنطقة ان نضيء على واقع التنمية هناك واثر اللجوء السوري عليها.

مشروع "دعم وتمكين البلديات والمجتمع المحلي في الضنية"
يتميز قضاء المنية - الضنية بضم "أبرز نقيضين في لبنان هما أعلى قمة هي القرنة السوداء بارتفاع 3088 متر عن سطح البحر، وأعمق واد هو وادي جهنم"، كما يرد في "دليل المناطق اللبنانية، سياحي ـ تاريخي" لناظم نعمة. لا تقتصر التناقضات في الضنية على التناقض الجغرافي. في هذه المنطقة خليط بين المقومات والحرمان. كلما زادت المقومات ارتفع الحرمان. الأمر ليس منطقيا، لكن هذا واقع الحال. وكما في كل المناطق المحرومة، فإن الحرمان يخلق حلقة تزيده، ولا يمكن كسر هذه الحلقة إلا في العمل على مستويات عدة، إنمائية واجتماعية وثقافية ومعرفية.

هذا ما سعى اليه مشروع "دعم وتمكين البلديات والمجتمع المحلي في الضنية" الذي عملت في اطاره "مؤسسة مهارات" مع شركائها منظمة "مرسي كور" الدولية وجمعية "الفريق اللبناني لتحويل النزاعات، بيس لابس"، بدعم من الاتحاد الاوروبي وبالتعاون مع اتحاد بلديات الضنية؛ مع الأمل بأنه استطاع تقديم فرصة لبناء قدرات المجتمع المحلي والبلديات وتعزيز الرسائل الايجابية عن منطقة الضنية.

رغم الحاجة الكبيرة في الضنية، للبنى التحتية والخدماتية ولفرص العمل، استقبل أهل المنطقة اللاجئون السوريون بقلب ويدين مفتوحين. شكل تنامي عدد النازحين السوريين في البلدات اللبنانية ضغطا إضافيا على هذا المجتمع. وأصبحت البلديات الجهة الابرز في ما يتعلق بالاستجابة لاحتياجات كل من المواطنين والنازحين. لذلك، أتى هذا البرنامج لدعم وتمكين هذه البلديات من خلال تطوير قنوات التواصل والتفاعل بين البلديات والمجتمع المحلي فضلا عن تعزيز قدرات البلديات لاستجابة أكثر فعالية لتبعات الازمة السورية والحد من التوتر الناتج عنها. كما سعى البرنامج الى تفعيل دور ممثلي المجتمع المحلي في نشر الرسائل الايجابية وتنفيذ مشاريع مجتمعية تشكل مساحة للتلاقي وتعطي صورة ايجابية عن المنطقة.

حل النزاعات والتواصل الفعال
تم تنفيذ هذا المشروع في 6 بلدات في منطقة الضنية هي كفرحبو، بخعون، ايزال، سير، عاصون وبقاعصفرين. عملت منظمة "مرسي كور" الدولية على تشكيل مجموعات من 25 ممثلا عن المجتمع المحلي في كل بلدة من المواطنين السوريين واللبنانيين وممثلين عن البلدية، مع مراعاة التوازن الجندري وذلك وفق آلية اختيار اعتمدت على الاعلان، الاستمارات والمقابلات. قسمت التدريبات التي تم تنظيمها في كل بلدة للمجموعات المشتركة الى تدريبات على حل النزاعات قامت بها جمعية "بيس لابس" وتدريبات على مهارات واستراتيجيات التواصل قامت بها مؤسسة مهارات.

حل النزاعات
سعى التدريب الى بناء جسور الثقة بين المشاركين بتنوعاتهم وتم التطرق الى مفاهيم وتقنيات حل النزاع بطرق تفاعلية، ومنها تحليل النزاعات وفهم الصراعات والعوامل المؤثرة فيها والاستراتيجيات البناءة والايجابية للتعامل معها، والتفاوض الايجابي والوساطة وتقنياتها.

التواصل الفعال
هدف التدريب الى رفع قدرات قادة المجتمعات المحلية في مجال التعاطي مع الاعلام التقليدي والجديد والمناصرة والتواصل، انطلاقا من ان دمج اساليب التواصل ما بين الادوات التقليدية وتلك الحديثة يشكل فرصة من شأنها ان تجعل الرسائل التي تبثها عملية التواصل اكثر تكاملية ووقعا، لا سيما وان وسائل التواصل الحديثة تسهم في بناء السلم عبر توفير قنوات جديدة للتواصل سهلة الاستخدام من قبل المواطنين تمكنهم من ان ينشطوا في بث رسائل تخفف من حدة النزاع وتعزز فرص السلام والتنمية وتسهم في بث رسائل ايجابية. اضافة الى مهارات تطوير استراتيجية تواصل بهدف تقديم المشاريع والقضايا المحلية بطريقة جذابة ومؤثرة للمجتمع ولصانعي القرار والترويج للافكار والحلول بطريقة فعالة.

المشاريع الانشائية
تضمنت نشاطات المشروع دعما للبلديات لتغطية احتياجات المجتمع المحلي اللبناني والسوري من خلال مشاريع انشائية وخدماتية في كل بلدة جرى تحديدها من قبل المجموعات المشتركة التي تشكلت في البلدات الست بالتنسيق مع رؤساء ومجالس البلديات المعنية.
وقد شملت هذه المشاريع في بلدة كفرحبو تجديد عيادة الاسنان وهي الوحيدة على مستوى منطقة الضنية وتستقبل اضافة الى اللبنانيين العديد من النازحين السوريين، اعادة تأهيل بئر للمياه في البلدة التي يعتاش اهلها من الزراعة وتشكل موردا لللبنانيين والسوريين معا، فضلا عن اعادة تأهيل ملعب مدرسة كفرحبو الرسمية التي تضم اكثر من الف طالب لبناني وسوري.

اما في بلدة ايزال فقد تم تأهيل طريق البلدة من خلال رصفها ووضع اعمدة انارة اضافة الى مولد كهربائي لبرج ايزال حيث يقطن اكثر من 70 عائلة سورية نازحة لتزويدهم بالكهرباء للانارة ولايصال مياه الشفة.

في بلدة سير، تم انشاء ملعب لكرة القدم ومكتب توظيف لمساعدة الشباب على ايجاد فرص عمل؛ وفي بخعون، عاصون وبقاعصفرين تم انشاء مراكز ثقافية في كل منها تشكل مساحة تلاق، ومكانا لاقامة نشاطات ودورات يستفيد منها اهالي البلدات.

المشاريع المجتمعية
في اطار المساهمة في بث الرسائل الايجابية وتسليط الضوء على قضايا منطقة الضنية وطرح الحلول المناسبة، تم تنظيم سلسلة نشاطات مجتمعية في كل بلدة كان عنوانها #الضنية_بالصورة"، شكلت فرصة للتلاقي والحوار بين المجتمع المحلي المضيف والنازحين السوريين عبر المشاركة في بلورة افكار النشاطات وتنفيذها. وتضمنت بعدا اعلاميا من خلال فيديوهات تم تصويرها عن قضايا المنطقة وعبر استضافة وجوه اعلامية معروفة وتسهيل وصول ممثلين من كل بلدة الى الاعلام ولا سيما المرئي.

ساهمت هذه النشاطات في ابراز اهمية دور الاعلام في تحسين الصورة النمطية المرتبطة بمنطقة الضنية وضرورة التواصل مع الاعلام لايصال صوت المنطقة، لا سيما ان المسؤولية مشتركة بين الاعلام والمواطنين والبلديات. وقد جذبت هذه النشاطات اكثر من 10 آلاف شخص من السوريين واللبنانيين الذين ركزوا على التراث والذاكرة المشتركة عبر اعداد اطباق لبنانية وسورية تقليدية واشغال يدوية شاركت في تحضيرها سيدات لبنانيات وسوريات فضلا عن العروض الفنية المشتركة من دبكة وعراضة ومسرحيات تتناول قضايا الشباب في المنطقة والحكواتي الذي يحمل ذاكرة المناطق والتقاليد اللبنانية والسورية.


تعزيز الشفافية والتواصل الفعال في العمل البلدي
انطلاقا من اهداف العمل البلدي كسلطة محلية قادرة على مواجهة الأعباء والتحديات المتعلقة بصلب عملها، تضمن المشروع سلسلة تدريبات لتطوير القدرات التنظيمية والإدارية والمالية والفنية والتواصلية للبلديات طالت حوالي 33 بلدية قامت بها كل من مؤسسة مهارات ومؤسسة مهنا. تم تصميم البرنامج التدريبي وفق احتياجات البلديات التي حددت الثغرات والعناوين التي تحتاج الى تطويرها وشملت التخطيط الاستراتيجي، التوثيق والمكننة، تعزيز الشفافية ومهارات التواصل الاجتماعي، تحسين دور اللجان البلدية، ادارة المشاريع والبرمجيات الالكترونية المفيدة لتطوير العمل البلدي.

وقد استندت مؤسسة مهارات في تدريبها على قانون الوصول الى المعلومات الذي أقر حديثا كمدخل لنشر البيانات والمعلومات. فتضمن التدريب تفنيدا لما يوجب القانون نشره من الموازنة والصفقات العمومية وذلك لاطلاع الرأي العام المحلي على كيفية تنظيم الادارة العمومية واشتغالها وعمليات اتخاذ القرارات فيها، اضافة الى القرارات والصكوك القانونية التي تهم عامة الناس، مع ايلاء المراعاة الواجبة لصون وحماية بياناتهم الشخصية. هذا الى تدريبات ومساعدة تقنية لبناء مواقع الكترونية للبلديات الستة ونشر المعلومات فيها تعزيزا للشفافية اضافة الى اعتبارها قنوات تواصل فعالة بين المجتمع المحلي والحكومة المحلية.

الاستقرار الاجتماعي
بهدف إعلام وتوجيه البرنامج وفهم ديناميكية العلاقات المجتمعية بشكل دقيق وواقعي، أجرت جمعية "مرسي كور إنترناشيونال" دراسة استقصائية شملت 2437 أسرة في ثماني بلديات في محافظة لبنان الشمالي، حيث سعت إلى تحديد الظروف المسببة للتوترات وما اذا كانت هذه الأخيرة ناتجة عن نقص في تقديم الخدمات الاجتماعية وبالتالي تؤدي الى تصاعد في وتيرة العنف.

وخلصت الدراسة إلى نتائج وتوصيات أبرزها التركيز على 3 عناصر أساسية. الأول تزويد المجتمعات المحلية والبلديات بالخدمات استنادا الى الحاجات. الثاني العمل على تعزيز التفاعل الإجتماعي بين شرائح المجتمع كافة. وأخيرا دعم وتحسين العجلة الإقتصادية من خلال زيادة الإستثمارات في المجتمعات المحلية المضيفة للنازحين كسبل أساسية لتعزيز الإستقرارالإجتماعي. كما أنه يجب العمل على تعزيز التشبيك والتنسيق بين المجتمعات المحلية والبلديات كسلطات محلية إذ أنها الجهات الأكثر تأثيرا في تحويل أو حل النزاعات المحلية على مختلف الاصعدة.


==================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب