تحقيق احمد منصور
وطنية - تستمر المعاناة والآلام والعذابات اليومية، المتعددة الوجوه منذ مدة طويلة وبشكل متصاعد، على طريق دير المخلص - المغيرية - مزبود التي تعتبر شريانا حيويا ورئيسيا بين منطقتي اقليم الخروب الجنوبية والشمالية وتربط اقليم الخروب مع جزين عن طريق بسري. فقد تحولت في الآونة الأخيرة بسبب سوء أحوالها المزرية والمتردية جراء الإنتشار الواسع للحفر والإنخسافات الكبيرة، الى مصدر رعب وخوف وقلق لدى المواطنين العابرين بسياراتهم، حتى باتت أشبه بطريق زراعية او عسكرية.
حل البحص والحجارة والتراب مكان الزفت في كثير من المواقع على الطريق، ما تسبب بأعطال وتكسير للسيارات من جهة، ومن جهة أخرى أصبحت تهدد مباشرة سلامة وحياة العابرين عليها، وعلى وجه الخصوص باصات وحافلات المدارس التي تقل التلاميذ الى ثانويتي دير المخلص وسيدة البشارة ومدرسة جون. فالباصات والسيارات عرضة للمخاطر لدى هروبها من الحفر، ما يخشى من سقوطها في "المهوار" الذي يقع الى جانب الطريق، فضلا عن الحوادث العديدة التي تقع بين السيارات والشاحنات العابرة وهي تنقل الرمول من منطقة بسري.
هذه الطريق، وطرق منطقة اقليم الخروب، إشتاقت الى هدير الورش وآليات وزارة الأشغال العامة وزفتها الغائبة عن المنطقة، بينما هي حاضرة في مناطق اخرى. ورغم المراجعات والمطالبات العديدة للبلديات فهي لم تلق آذانا صاغية لتدارك الأمر. واليوم أطلق الاهالي صرخة ومناشدة للعهد الجديد والحكومة للعمل على رفع المخاطر عن حياة المواطنين ووضع حد للإستهتار بأرواح الناس والأطفال.
اتحاد بلديات الجنوبي
وفي هذا المجال، وصف رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي رئيس بلدية جون جورج مخول الطريق "بطريق الموت لكل من يمر عليها"، مبديا أسفه الكبير لسياسة وزارة الأشغال العامة بالتعامل مع طرق اقليم الخروب التي كانت غائبة كليا عنها، وسط استياء عارم لابناء المنطقة".
واشار مخول الى ان الاتحاد ومنذ تسلمه مهماته الأولى وضع ضمن اولوياته متابعة وضع الطريق المذكور مع الجهات المختصة لتأهيلها، موضحا انه زار وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس فور تسلمه مهام وزارة الاشغال، برفقة وزير البيئة طارق الخطيب، ووضعه في صورة وضعية الطريق والمخاطر التي تعكسها على المواطنين. وقد وعده وزير الاشغال بمتابعة القضية"، لافتا الى "انها لم تكن موضوعة ضمن برنامج وجدول وزارة الأشغال".
واكد مخول "ان المسؤولية تقع على عاتق وزارة الأشغال، وليس على عاتق الاتحاد الذي لا تسمح امكاناته المادية المحدودة، كونه اتحاد لست بلديات صغيرة، من تأهيل الطريق، كونها طويلة ويلزمها اعادة تأهيل بشكل جيد لانها طريق لباصات المدارس والشاحنات الآتية من جزين وبسري".
ورأى ان "اهمال وزارة الاشغال للطريق يسهم في تقطيع اوصال اقليم الخروب بين اهله، ويدفع ابناء المنطقة ويشجعهم على عدم العودة الى قراهم وبلداتهم التي ننتظرها بفارغ الصبر"، مشددا على "اننا بحاجة الى من يجمعنا ويوحدنا لا من يفرقنا ويبعدنا عن بعضنا البعض".
بلدية المغيرية
من جهته، اعتبر رئيس بلدية المغيرية محمد محمود حماده "ان وضع الطريق خطير جدا"، مشيرا الى "ان الآلام والمشقات والمخاطر كبيرة، وهي تصيب جميع العابرين من ابناء اقليم الخروب وجزين والمناطق الأخرى".
واذ حمل وزارة الأشغال المسؤولية الكاملة عن تقاعسها في الآونة الاخيرة عن منطقة اقليم الخروب وطرقاته، اكد حماده "ان الاقليم يشكو من الحرمان من خلال تقصير الدولة القيام بواجباتها تجاه مواطنيها"، آسفا لهذا "الحرمان المزمن على طريق دير المخلص - المغيرية"، داعيا "وزارة الاشغال والمسؤولين الى الإسراع في تأهيل الطريق ووضعها على برنامج الوزارة، لتدارك وقوع اي مشكلة على الطريق يذهب ضحيتها الابرياء".
كما حمل حماده "اتحادي بلديات الاقليم الشمالي والجنوبي، المسؤولية أيضا بعد ترك الطريق مدة طويلة على هذا الحال"، مشيرا الى مشروع مشترك بين الاتحادين لتأهيل وتزفيت الطريق، على ان ينفذ الاتحاد الشمالي المشروع من مفرق المغيرية وحتى العبارة عند منتصف الطريق، فيما ينفذ الاتحاد الجنوبي من العبارة صعودا حتى مفرق دير المخلص -جون، مؤكدا "ان كلفة تأهيل الطريق يفوق امكانات وقدرات بلديته، كونها بلدية صغيرة، ومواردها ضئيلة".
دير المخلص
في مقابل ذلك، تتابع الرهبانية المخلصية الموضوع مع الوزارات المتعاقبة، كونها الجهة الرئيسية المتضررة من وضع الطريق، وقد حضرت كتابا عاجلا الى وزير الأشغال العامة من خلال رئيس دير المخلص القيم الأب نبيل واكيم لوضعه في صورة المخاطر المحدقة بالناس والتلامذة، بسبب الوضع الحقيقي للطريق الممتد ما بين دير المخلص والمغيرية"، لافتا الى انه بصدد زيارة لوزير الأشغال لتسليمه الكتاب".
وناشد الاب واكيم الوزير فنيانوس والمسؤولين التحرك لمساعدتنا في ابعاد المخاطر عنا وعن اهلنا واولادنا واطفالنا، الذين يسلكون تلك الطريق ويتعرضون لشتى انواع الخطر وحتى في بعض الأحيان يصبحون عرضة للموت جراء حوادث السيارات التي تقع على تلك الطريق.
وأوضح ان الطريق شريان حيوي للمنطقة، وهي صلة الوصل الإجتماعي والوطني بين ابنائها، ويتعرض العابرون عليها للخطر بسبب الحفر الكثيرة، كما ان تعكس صورة عن عدم اهتمام الحكومة بالمناطق النائية والآهلة بالسكان.
وناشد واكيم المسؤولين الاهتمام بالمنطقة ومحيطها، ودعا وزير الاشغال الى زيارة دير المخلص والمنطقة والاطلاع عن كثب على حجم المعاناة والمخاطر، لافتا الى ان الدير منارة في المنطقة وملتقى للحوار والثقافة والدين والدنيا.
وقال: "نطلق صرخة ضمير لأننا بحاجة الى تجنب المخاطر على الطرق التي يسلكها اولادنا واهلنا واطفالنا، وكلنا ثقة ان الوزير سيبادر الى نجدتنا، لاننا نطالب بما هو حق، ونحن له من الشاكرين".
الراهبات المخلصيات
وناشدت أمانة السر العامة للراهبات المخلصيات "الوزراء والنواب والبلديات المعنية التحرك الفوري لرفع المخاطر عن طلاب الثانوية والراهبات الذين يمرون على الطريق المذكور"، مشيرة الى "انه الطريق الوحيد الذي يربط الثانوية بقرى وبلدات اقليم الخروب". واكدت "ان المعاناة مزمنة ولم يتم ايجاد الحلول لها"، داعية العهد الجديد ووزارة الاشغال العامة الى زيارة المنطقة والاطلاع على وضع الطريق الخطر".
واشارت الى "المخاطر على الطريق بسبب الشاحنات التي تسلك هذا الطريق بشكل متواصل، وعلى وجه الخصوص خلال فترة حضور التلاميذ صباحا وعند مغادرتهم بعد الظهر". واوضحت "ان الرئيسة العامة منى وازن والراهبات طرقن جميع الأبواب لمساعدتنا على ابعاد شبح الموت عن اطفالنا واهلنا العابرين للطريق، ولكن للأسف لم نجد اي تحرك، لا بل ان المخاطر تتفاقم وتتزايد".
واكدت الأمانة العامة "انه مهما كانت التحديات كبيرة، فلن تثنينا عن متابعة مسيرتنا والتمسك بأرضنا، وان تحولت الطريق الى ترابية. فرسالتنا متجذرة في هذه الأرض، ووجودنا مع محيطنا واهلنا في اقليم الخروب لا يمكن لطريق مقطعة الأوصال ان تقطع جذورنا وارتباطنا مع بعضنا البعض، لذلك نناشد مجددا الجميع انقاذنا من هذا الرعب الذي نعيشه يوميا".
========== ن.م