تحقيق جمال الساحلي
وطنية - يعتبر مستشفى الهرمل الحكومي بمثابة الصرح الصحي المتقدم الاول والاقرب لتقديم العلاج لاهالي قرى وبلدات منطقة الهرمل والبقاع الشمالي وصولا حتى بلدة العين نظرا لموقعه المواجه للهرمل على الكتف الشرقي لوادي العاصي وقربه لبلدة القاع وسائر القرى المجاورة.
وخلافا لموقعه المميز تواجه المستشفى مشكلة خطيرة لم تفلح معها قرارات وزير الصحة السابق وائل ابو فاعور ولا مساعي الإدارة لمعالجة موضوع تحويل اراضي بلدية مجاورة إلى مكب للنفايات يعمد البعض إلى احراقها للاستفادة من المعادن، حيث يجتاح الدخان الناتج عن إضرام النيران أروقة وممرات المستشفى مع ما يترافق ذلك من ذباب وحشرات لا تنفع معها عمليات الإغلاق للمداخل ورش الروائح. ولم تنجح محاولة اتحاد بلديات الهرمل الجارية لبناء جدار في محيط العقار حيث توقف العمل لاسباب إدارية فيما محيط المستشفى والحدائق المجاورة يسودها الفوضى.
يعود تاريخ العمل في المستشفى للعام 2006 حيث افتتح رسميا بعد ان تم تعيين مجلس إدارة له، ويضم المستشفى أقسام الطوارىء والعيادات والمختبر والاشعة والعلاج الفيزيائي، إضافة الى قسم غسيل الكلى، ويقدم الخدمات الطبية في كثير من الاختصاصات وتجرى فيه عمليات جراحية، المنظار والمسالك البولية والعيون والعظم والأنف إذن حنجرة، بالإضافة لقسم التوليد والاطفال ورعاية مرضى القلب، فيما قسم الطوارىء يؤمن الخدمة على مدى الاربع وعشرين ساعة ليقدم الخدمات للحالات الطارئة.
المستشفى الحكومي في الهرمل متعاقد مع وزارة الصحة العامة والضمان الاجتماعي والمؤسسات الضامنة إضافة للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وامن الدولة ويضم كوادر طبية وإدارية وتمريضية على مستوى عال من الكفاءة، كما ان المستشفى يعتبر مركزا للرعاية الصحية ويستقبل مرضى الشؤون الاجتماعية ضمن مشروع "الأسر الأكثر فقرا" ويقدم الخدمات للنازحين السوريين بالتعاون مع الامم المتحدة والهيئات الدولية والمحلية التى تعنى بشؤونهم.
ويشهد المستشفى في هذه الفترة أزمة كثافة مرضى بعد إغلاق مستشفى العاصي، ما يرتب أعباء إضافية يجري العمل الجدي على مواجهتها بالتعاون مع الكادر الطبي، كما يتم التخطيط لاستحداث أقسام وخدمات جديدة لتلبية اكبر قدر من الحاجات وهذا ما يتطلب تطوير الأقسام العاملة واستحداث اخرى جديدة لتشمل الاختصاصات غير المتوفرة وتطوير القدرة الاستيعابية والتشغيلية لاستيعاب الحالات والمرضى، خصوصا وان قضاء الهرمل هو الأبعد مسافة عن العاصمة بين الاقضية اللبنانية ويبعد حوالى ستين كلم عن أقرب مستشفى مؤهل لخدمات افضل في قضاء بعلبك مع صعوبات ومخاطر الانتقال للمرضى بسبب حال طريق بعلبك الهرمل السيئة وعدم توفر وسائل النقل لهم والتي تقتصر على فرق الاسعاف والطوارئ في الصليب الاحمر اللبناني الذي يتعرض ايضا لضغط كبير ونداءات اضافية، ويغطي نطاق عمله مساحة واسعة تشمل الاهالي والنازحين من منطقة الرويمي عند حدود الهرمل مع عكار مع منطقة القاع والمشاريع وصولا الى منطقة عرسال واللبوة عبر 8 سيارات اسعاف و 5 فرق جاهزة على مدار الساعة، وهذا ما يحتم مبادرة من وزارة الصحة العامة لرفع الموازنة والسقف المالي والمساعدة في زيادة عدد الأسرة وتأمين التجهيزات اللازمة لتأمين الحد الأدنى من الخدمات لشريحة واسعة من المواطنين في ظل الازدحام الذي يعاني منه المستشفى الحكومي في الهرمل من جهة وعدم قدرة الاهالي على الانتقال الى خارج المنطقة لما يرافق ذلك من أعباء مادية ومعنوية.
ناصر الدين
رئيس مجلس الإدارة ومدير المستشفى الدكتور سيمون ناصر الدين، أكد ان المستشفى "يقوم بدوره على اكمل وجه من خلال التعاون مع الكادر الطبي وجميع العاملين وبرعاية المسؤولين في وزارة الصحة، كما ان مجلس الإدارة يقوم بدوره ويعقد اجتماعات متلاحقة"، كاشفا أنه تم مؤخرا تجهيز الات لتصوير الأشعة حديثة، مشيرا الى "قرب افتتاح قسم العناية المشددة وقسم الأطفال وحديثي الولادة والسعي لافتتاح بنك دم لحاجة المنطقة الملحة إليه".
ونوه الدكتور ناصر الدين بـ"التعاون الإيجابي مع الاهالي والمرضى"، وطالب "برفع السقف المالي لتقديم خدمات اكبر لاوسع شريحة بعدما اضحى المستشفى المؤسسة الصحية الوحيدة إلى جانب مستشفى البتول".
صقر
بدوره، أكد المدير الطبي الدكتور حسين صقر "ان مستشفى الهرمل الحكومي يقدم أفضل الخدمات في أصعب الظروف، واستقبل الحالات الطارئة وخصوصا لضحايا ومصابي الاعتداءت الإرهابية رغم الإمكانيات المتواضعة"، منوها بجهود العاملين واندفاعهم ومؤكدا "السعي الجاد لتطوير الإمكانيات التقنية والبشرية لتليق بهذه المنطقة التي يلفها الإهمال والحرمان".
زعيتر
أما طبيب القلب الدكتور علي زعيتر، فقد نوه بالدور "الذي يقوم به المستشفى للمنطقة والجوار وما يقدمه من خدمات على مدى أربع وعشرين ساعة"، مشيرا الى "تفهم الإدارة لأحوال المرضى المادية"، آملا ب"تفعيل قسم العناية القلبية وتزويده بتجهيزات حديثة تتيح الخدمة اللازمة للمرضى".
وبصفته رئيس اللجنة المحلية للصليب الأحمراللبناني اكد زعيتر "أهمية استحداث بنك دم"، معربا عن الاستعداد لتقديم المساعدة اللازمة.
مطر
وشدد رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر على "ان المؤسسات الرسمية تبقى الأساس وفي مقدمتها الاستشفائية، نظرا للحاجة الملحة لها في ظل الظروف التى تمر بها المنطقة وما ينتظرها من تطورات، لذلك نؤكد دور الدولة في مواكبة المنطقة وتأمين صمودها صحيا". وطالب وزارة الصحة بايلاء المستشفى الحكومي العناية اللازمة، كما طالب مجلس الإدارة بالسعي لتأمين كادر طبي متكامل لتطوير الخدمات وتأمين التجهيزات اللازمة كي لا يقتصر دور المستشفى على محطة إنتقال إلى مشاف بعيدة أخرى".
وجدد المطالبة باستحداث بنك دم وتطوير الطوارىء وتأمين الكادر البشري اللازم، داعيا مجلس الإدارة الى السعي ليكون المستشفى الهرمل الحكومي في مقدمة المستشفيات لا ان يبقى محطة للانتقال خصوصا في ظل الحرمان الواقع من ابسط حقوق المواطن".
============ ن.م