تحقيق: ندى قزح
وطنية - لبنان... الذي تغنى الشعراء بشموخ جباله الخضراء وربوعه وأوديته وسهوله، تكلل بالزائر الأبيض الذي كسا بثوبه التلال والهضاب.
"بيرلا" إسم أطلق على العاصفة التي اجتاحت لبنان خلال اليومين المنصرمين، فاحتلت المراكز الأولى على مواقع التواصل الإجتماعي، وولدت خوفا وهلعا في قلوب المواطنين قبل وصولها، بسبب التحذير من المنخفض الجوي ونشر بعض المعلومات الخاطئة أو المبالغ بها في ما يتعلق بما ستتسبب به من ثلوج وصقيع.
وتبدلت المعلومات بشأن العاصفة مع بداية الأسبوع الفائت وحتى نهايته، إذ نشرت مواقع الكترونية أخبارا تشير إلى أن الثلوج قد تلامس ال600 متر، ودعت الى الإستعداد والحذر. لكن المنخفض كان عاديا نوعا ما، كما يحصل دائما في كل فصل شتاء، حيث كنا نشهد العواصف القوية والاجواء الباردة التي تمتد لفترات طويلة.
ففي ذلك الاسبوع، تعرض لبنان إلى منخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة مصدرها شرقي أوروبا بدأ يؤثر تدريجيا على لبنان، لكن قبل العاصفة وكما هو معتاد تحصل ردة فعل عكسية، فقد وصلت رياح دافئة من دول الجوار وتحديدا من ليبيا ومصر، تسببت بانتشار الغبار يوم الأربعاء الفائت وكان ذلك مؤشرا لبداية العاصفة.
بدءا من يوم الجمعة، انهمرت الأمطار بغزارة في مختلف المناطق اللبنانية وتساقطت الثلوج على الجبال العالية واستمرت حتى يوم السبت، وتدنت درجات الحرارة بشكل كبير بسبب الجبهة الباردة التي وصلت بشكل كامل إلى لبنان، ما أدى إلى عزل معظم القرى الجبلية في لبنان التي اتشحت بلباسها الأبيض.
وبسبب اشتداد العاصفة وتكون الجليد، صدر قرار بإقفال المدارس والجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة التي تفتح أبوابها يوم السبت. كذلك تم تنبيه السائقين من خطر الانزلاق خلال القيادة والتحذير من تشكل السيول، كما تم تحذير أصحاب البيوت البلاستيكية وصيادي الأسماك من الرياح القوية والبحر الهائج. اما الطرق الجبلية التي زاد ارتفاعها عن ال 800 متر، فكان السير عليها حذرا بسبب تشكل الجليد في الصباح والمساء، وعملت الأجهزة المعنية والبلديات على فتحها بالجرافات ورش الملح.
رغم هدوء العاصفة نسبيا واستقرار الطقس يوم الأحد، فان مراكز التزلج في اللقلوق لم تشهد حركة كثيفة للمواطنين والهواة بسبب درجات الحرارة المتدنية وتكون صفحات من الجليد على الطرق.
إشارة إلى أن معدل المتساقطات في لبنان للعام 2017 تخطى في عدد من المناطق المعدل العام، فيما لا تزال النسبة في مناطق اخرى تحت المعدل بفارق بسيط ومقبول.
إنحسرت "بيرلا" تاركة وراءها لمسات الجمال في ربوع لبنان ومغذية الينابيع والمياه الجوفية التي تشكل علامة فارقة لغنى أرضنا وخيراتها.. أرض لبنان الملاذ الأول لعشاق الثلج ورواد رياضة التزلج حيث يحلو لقاء العائلة والأصدقاء.
================ ن.م