تحقيق ريما يوسف
وطنية - بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، انفرجت اسارير اللبنانيين المقيمين والمغتربين بإشراق شمس السلام والامل بعودة لبنان الى موقعه بين دول الجوار.
فمن أصعب القرارات التي يتخذها المواطن هي الغربة، وأصعب ما في الغربة هو أن تذرف دمعة خفية تخشى أن يراها غيرك، فحنين المغترب إلى مسقط رأسه يقض مضجعه. خلال الحرب ردد العملاق الراحل وديع الصافي "يا مهاجرين رجعوا"، الا ان العودة كانت شبه مستحيلة في تلك الايام، اما اليوم فقد ابتكرت حملة "لبنان يناديكم Lebanon is Calling اعلانا ترويجيا لدعوة المغتربين الى لبنان، لقي صدى قويا حيث بلغ عدد مشاهديه على وسائل التواصل الاجتماعي 1,5 مليون مشاهد في غضون اسبوع واحد فقط، وكان سبق ان اطلقته على شبكة CNN. وبحسب تقارير الحجوزات فقط بلغت نسبتها في الفنادق بين 65 % و70% وستصل الى 100 في المئة عشية عيدي الميلاد ورأس السنة.
ديبو
"الوكالة الوطنية للاعلام" التقت احد منظمي المبادرة آلان ديبو الذي اعتبر ان "المبادرة اطلقتها شركة التطوير العقاري (Demco Properties) كمحاولة للتواصل مع اللبنانيين المغتربين لإعادة ترسيخ ثقتهم بوطنهم الأم لبنان، على الرغم من الجمود في الأوضاع السياسية والاقتصادية التي مر بها. جاء ذلك بعد نهاية الفراغ الرئاسي والدفع الايجابي والتفاؤل الذي رافق ذلك"، مشيرا إلى أن "بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي كان هناك ارادة لدى الشركة ببلورة رسالة تتوجه فيها الى الاغتراب اللبناني لتشاركه جو التفاؤل هذا، ترافق ذلك مع الاستحقاق الرئاسي الاميركي في تشرين الثاني الماضي، وأطلقت الحملة خلال هذه الفترة عبر قناة CNN التي كان العالم بأسره يشاهدها ومن بينهم جميع المغتربين اللبنانيين. ولاقى الاعلان الذي نفذ في وقت قياسي رواجا كبيرا".
ولفت إلى أن "الخطوة التالية تمثلت بإطلاق اعلان جديد بمناسبة الاعياد يحمل رسالة عاطفية صادقة الى اللبنانيين، مغتربين كانوا او مقيمين، تدعوهم إلى العودة الى لبنان للاحتفال بالاعياد، وكان رد الفعل على المرحلة الثانية نجاحا أضيف الى المبادرة الاولى".
وعمااذا بلغت الحملة اهدافها قال ديبو: "هدف الحملة بث رسالة ايجابية عن لبنان وتحسن الاوضاع فيه واعادة ثقة ابنائه المغتربين به واتجاهه السريع ليعود واجهة سليمة للاستثمار كما بالاضافة إلى دعوة جميع المغتربين للقدوم والاحتفال بموسم الاعياد في احضان العائلة والوطن، وبعد يومين فقط على انطلاق الحملة، بلغت نسبة مشاهدة الاعلان الترويجي على وسائل التواصل الاجتماعي 1,5 مليون وكان تفاعل هائل من قبل اللبنانيين المقيمين والمغتربين واهتمام كبير للمدونين والمؤثرين الاجتماعيين به، بالاضافة الى الاعلام الاجنبي، وبذلك، تكون الحملة قد بلغت أهدافها وخصوصا مع نجاحها في تسليط الضوء على القيم اللبنانية المتمثلة بالروابط العائلية وتوظيف هذه القيم لإعادة التواصل مع اللبنانيين المقيمين في الخارج لإعادة بناء ثقتهم بوطنهم من أجل الحفاظ على الروابط الاقتصادية التي تساهم بشكل كبير في تطوير الاقتصاد".
وعن نجاح الحملة، قال: "بعد الرواج الذي لاقاه الاعلان الاول، أردنا استكماله بخطوة ثانية لتأكيد رسالتنا وكي لا تبدو وكأنها يتيمة. وقد شكلت أعياد نهاية العام مناسبة قريبة ومثالية لاستكمال الخطوة الاولى برسالة وطنية عاطفية موجهة لجميع اللبنانيين في الداخل والخارج".
واعتبر أن "نجاح الحملة وتحقيق اعلانها الترويجي نسبة مشاهدة عالية يعود الى أسباب عدة ابرزها، إيجابية ووطنية وبساطة الرسالة التي يحملها من جهة، بحيث انها تلامس واقعنا في لبنان وتجسد لهفتة ورغبة كل فرد فينا في ملاقاة شقيق أو ابن أو قريب خلال العيد، فمعنى العيد يختلف بغيابهم، كما يقول الاعلان الترويجي الذي يطلب منهم العودة الى الوطن لقضاء موسم الاعياد في حضن العائلة والوطن".
وختم: "من جهة أخرى ساهم توقيت إطلاق الحملة في إنجاحها إن لناحية الاجواء الايجابية التي رافقت انتخاب الرئيس بعد اكثر من عامين من الفراغ، وإن لناحية موسم الاعياد والعاطفة العائلية التي يحملها".
========================= ر.ي.