تحقيق ماري الخوري
وطنية - تثبيت العيش المشترك بين اللبنانيين، نشر ثقافة التنوع والانفتاح والحوار، الإيمان بالقيم المشتركة، واحترام الآخر وخصوصيته هي من المبادىء التي ارتكز عليه تجمع الصداقة اللبناني للحوار الإسلامي - المسيحي تصالح -غلاديك الذي انشء بمبادرة من الجامعة اليسوعية ليكون مركز لقاء بين مختلف العائلات اللبنانية الروحية والمدنية وشرائح المجتمع، انطلاقا من الإلتزام بقضية لبنان وطن الرسالة.
انطلق التجمع عام 2012 واخذ علما وخبرا من وزارة الداخلية، ومجموعة المؤسسين هم: رئيس الجامعة اليسوعية البروفسور الأب سليم دكاش، سماحة الشيخ الدكتور محمد النقري، الدكتور انطوان مسرة، الدكتور احمد حطيط، الدكتورة سعاد الحكيم والمحامي زياد شلهوب، ومركزه في الجامعة اليسوعية ويعمل من اجل الحوار الإسلامي المسيحي.
واعتبر الأب دكاش أن "تجمع تصالح قام على جملة من المبادىء أبرزها: تثبيت العيش المشترك بين اللبنانيين ونشر ثقافة التنوع والانفتاح والحوار، والإيمان بالقيم المشتركة، واحترام الآخر وخصوصيته والمغفرة المتبادلة والكرامة والعدالة وحرية الخيار والاختيار والضيافة والعائلة. وهي قيم تؤمن بها جامعة القديس يوسف وتربي طلابها عليها، لذا انطلاقا من قناعة الجامعة بأن أي عمل حواري يجب أن يبنى على بعد تربوي، يصاحبه العمل على بناء الهوية والثقافة الوطنية المشتركة، ساهمت وتساهم في دعم هذا التجمع لا سيما من خلال معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية حيث نجد العديد من طلابه وأساتذته يشاركون بفعالية في نشاطاته، فيقومون بزيارة المدارس وتدريب تلامذتها على الحوار وتعريفهم على هذه القيم المشتركة، كما يحثونهم على رؤية المشتركات والنقاط الجامعة والموحدة التي ساهمت في بناء لبنان الوطن".
وقال: "لدى تجمع تصالح - غلاديك برامج سنوية تضمن: تقديم حصص دراسية في ما لا يقل عن 30 مدرسة في مختلف أرجاء لبنان حول التعارف المشترك المسيحي الإسلامي. مسابقة "وجوه وطنية" التي يشارك فيها تلامذة لبنان وأساتذتهم، وهذه السنة تم اختيار 25 مدرسة للمشاركة بها. اللقاء الوطني المشترك بين مختلف المدارس والمؤسسات التربوية المشاركة في أنشطة تصالح - غلاديك. إعداد جيل جديد من الناشطين والقادة عبر برنامج "إعداد القادة" الفاعلين على مستوى التلاقي الوطني. إعداد فيلم - شريط وثائقي حول ما تم من ممارسات حميدة خلال الحرب اللبنانية، يعده ناشطو تصالح - غلاديك، وقد صدر الجزء الأول من هذا الفيلم تحت عنوان "لأنه إنسان".
وأعلن: "إن جامعة القديس تعتبر دورها لا بل رسالتها في أن تعلم وتربي وتكوِن أفضل الكوادر في الكثير من المهن والاختصاصات، وأن تنشىء أفضل المواطنين القادرين على خدمة مجتمعهم، وهي في الوقت نفسه مساحة لقاء بين مختلف العائلات اللبنانية الروحية والمدنية وشرائح المجتمع، فنحن نلتزم قضية لبنان ونسعى إلى أن يكون لبنان أكبر من بلد ومساحة وطن...إنه الوطن الرسالة التي ليست من صنع مسيحيٍ أو من صنع مسلم، هو رسالة مشتركة نكتبها بمداد القلب وعرق الفكر".
الشيخ النقري
بدوره، اعتبر الشيخ النقري أن "الناس شبعت من الكلام وتريد اشياء ملموسة على الأرض. لدينا في الجامعة اليسوعية معهد الدراسات الإسلامية المسيحية، وقد لاحظنا ان هذا المعهد على المستوى الأكاديمي ناجح جدا ولكن وجدنا أن طلبة المدارس بحاجة لأن يشعروا بلإنتماء العابر للطوائف، فكانت الإنطلاقة بوجود نشاطات مدرسية يهتم بها المعهد وطلابه الذين يتخرجون، نظمنا عدة لقاءات وكانت ناجحة وذات فائدة. فمعالجة الطلاب مواضيع وطنية واشتراك المدارس المسيحية والإسلامية بدراسة شخصيات وطنية ينشأ عنه جو من التفاهم والتلاحم لدى الطلاب".
أضاف: "أدركنا بداية أن نظرية الحوار والتحاور بين الأديان مطلوبة ولكن النواحي العملية لم يتجرأ احد على الخوض فيها، لذلك ساهمنا بعيد البشارة الذي كان اول خطوة عملية لننقل الحوار من ناحيته النظرية الى الناحية الإيجابية. نحن نحتاج لأن نربي جيلا على الحوار العملي الذي يبني الصداقات العابرة للطوائف حتى نبني لبنان الجديد، لقد تعبنا وتعب الناس معنا من كتابة مواضيع الحوار، والمطلوب الأن التطبيق الذي يكون عبر جيل المستقبل الذي سوف يبني لبنان".
وعن طموحه للحوار الإسلامي المسيحي بعد عيد سيدة البشارة، قال: "نطمح اولا ان يعم عيد البشارة جميع الدول الإسلامية والمسيحية ولقد تمنيت على السلطات الأردنية ان تبادر لجعل هذا العيد عيدا وطنيا، طبعا بعض الأردن نتطلع الى مصر والعراق وسوريا والدول التي فيها تعددية، وايضا الدول التي ليس فيها تعددية لأن سيدتنا مريم هي مقدسة عند كل المسلمين والمسيحيين. وهدفنا ان نجعل من عيد البشارة يوم الحوار العالمي وان تعتمده الأمم المتحدة كعيد او يوم عالمي للحوار، وهو سيكون انطلاقة جديدة لمحبي مريم ليمدوا ايديهم للأديان الأخرى وليس فقط المسلمين والمسيحيين، لتكون امنا ونحن نؤمن انها امنا بالمحبة التي ستجمع كل الإنسانية بمحبتها لنا وبمحبتنا لها ايضا. وهي ستجمعنا".
وعن المصاعب التي يواجهها من يسلك درب مريم اعلن الشيخ النقري: "انا من القائلين ان الذي يختار درب مريم والسير مع مريم عليه ان يتحمل الكثير من المضايقات والالام لأنها هي تألمت وتحملت الألم الكبير الذي لا يتحمله البشر العاديون، وهذا يدفعنا ايضا الى القبول بأنه لو حصل معنا آلام ومطاردة وهجوم، ان نصبر لأننا نعلم اننا على حق. ومثلما قلت فإن الغالبية العظمى من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين فرحين جدا بأن عيد البشارة اصبح عيدا وطنيا، القلة القليلة جدا لم تفهم طبعا ما قمنا به ولن تفهمه، وليس لديها الإستعداد لتفهم، فيجب ان نطول بالنا عليها، واهلا وسهلا بها عندما تفهم ان ما نحققه هو مثال للعالم كله بأن المحبة تبني والبغض يهدم".
وختم: "العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين سوف يتعزز وسننتصر وسوف تنتصر مريم".
================= ج.س