تحقيق منذر المرعبي
وطنية - عندما تصل الي مدخل دار مختار عيدمون - عكار محمد خضر الحاج، تشعر وكأنك في متحف لوفرة وكثرة ما تلتقطه عيناك من تحف وأحجار الرحى السوداء الضخمة و"جرون الكبة" المتعددة وتماثيل واعمدة المنازل العتيقة ونقوش واوان قروية كالدست والجواريش القديمة العهد، جمعها منذ اكثر من اربعين عاما من مختلف المناطق، اشباعا لرغبة راودته منذ ان كان طفلا فهوايته المفضلة جمع كل ما هو له علاقة بالماضي الجميل غير واضع اي معيار لاي كلفة امام هذه الهواية الجميلة والمكلفة.
أما في داخل منزله حيث حول صالونه الى معرض دائم، فوضع في كل زاوية ما جمعه في حياته من سيوف ورماح وخوذ وتروس وثياب الحروب للفرسان وعدة الزراعة والحراثة والموارج والقناديل والهواتف العتيقة جدا ومئات من اوان قديمة وفخاريات ونحاسيات منها اللبناني ومنها العربي كالعقود النسائية الحرفية الصنع.
وفي جناح اخر، مجموعة من اسلحة حربية ضمت بنادق سيمنوف فرنسية والمانية وانكليزية وبنادق صيد. وجناح اخر لكل انواع الكريستال والنقود والعملات النادرة وخزانة تضم عددا كبيرا من المسابح الغالية الثمن وأبرزها الكوربا والمرجان والعاج والعقيق والجاد والفيروز العكارية.
ويتوسط جدران صالونه سجادة حيكت يدويا على شكل العلم اللبناني من صناعة اهل البلدة حيث عيدمون شهيرة بحياكة السجاد على الانوال الخشبية.
وعن هوايته قال المختار الحاج: "احببت هذه الهواية عندما اشتريت صدفة احد "الراديوهات" القديمة، فقد لفتني شكله، ومن يومها كرت السبحة وقد شدني الموضوع كثيرا وبدأت عملية بحث دائم وما زلت لشراء وجمع كل ما يتعلق بزمن جميل مضى، يحمل الكثير من المحطات الهامة لكي تبقى ذاكرة حية للاجيال الذين اخذتهم التكنولوجيا والعولمة الي عالم اخر"، معربا عن فخره بما جمعه، موضحا ان لديه حوالى 2000 قطعة مختلفة الاحجام والانواع ومنها ما هو نادر جدا وله قيمة تاريخية وتراثية ومنها مسدس "غولد ابو بكرة" للرئيس الراحل صائب سلام والذي اهداه يوما الي نواب عكار ومن خلال علاقاته وصل اليه.
وشدد على ان قطعه الاثرية ليست للبيع، وانها ستبقى في دارته مدى حياته وانه زرع في ابنائه حب هذه القطع وأوصاهم العناية بها، مشيرا الى ان العناية العناية بها تتطلب جهدا وتعبا، لانها بحاجة الى تنظيف وصيانة وعناية".
وقال: "لا احصائيات دقيقة لما أجمع وحرصي الدائم على متابعة مشواري وكثيرا ما اقصد اماكن بعيدة للحصول على قطعة يخبروننا عنها". وأسف لغياب صناعة السجاد عن عيدمون حيث كانت من اهم الصناعات وكانت البلدة مقصودة من كل لبنان لان السجاد العيدموني يتميز بحياكة يديوية والوان واشكال لافتة"، معلنا ان دارته مفتوحة امام كل الباحثين والطلاب الذي يريدون الاطلاع على هذه المقتنيات".
====================و.خ