تحقيق ريما يوسف
وطنية - هاجر ميشال عون الجميل وزوجته الى طهران لتوسيع اعماله عام 1921، وعلمته الغربة أن المهاجر يملك أشياء كثيرة لكن لا يدرك قيمتها، فحاول وصارع الغربة ونجح بطموحه للوصول الى ما يطمح اليه اي انسان لديه رؤية مستقبلية وتمكن من ايجاد وسيلة لبيع شاه إيران معدات أسطول بأكمله من الجيش الفرنسي، في مقابل احتكار استيراد المشروبات. وفي عام 1939، عندما اندلعت الحرب، اضطر الى وقف واردات العصير وتحول في عام 1942 لانتاج الورق المقوى، كعمل أبناء اعمامه في بكفيا، وفي عام 1945، استأنف ولده لويس العمل في المصنع وعمل بالألياف الصناعية الحقيقية، وتمكن من انتاج 220 طنا سنويا وزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 1500 طن.
كل ذلك لم ينسه بلده وحاجات المعوزين فيه ولا سيما منهم الأطفال، ولذلك أسس قرية الأطفال في بحرصاف في العام 1968، عبر تقديمه الارض والبناء وتستقبل تلك القرية حاليا حوالى 100 طفل يرسمون منها طريقهم إلى الحياة.
ومن بعده، تابع ابنه لويس الذي يعد واحدا من أبرز الذين لمعوا ونجحوا في مجال الأعمال، ولا سيما في القطاع الصناعي، وتحديدا في مجال تدوير وصناعة الورق في ايران، حيث أسس المصانع ووظف الاف العمال ويشهد له تحقيقه النجاحات الكبيرة، وانفتاحه ومثابرته، وبصماته الجلية في أعمال الخير والعطاء في ايران ولبنان.
وأسس لويس ميشال الجميل، مستشفى للمعوقين في الخارج، ثم استكملت الحلقة بتأسيس دار للمسنين "العمر الطويل" في العام 1987 ليستقبل فيها أصحاب "العمر الثالث" في جو أسري دافئ.
رجل الاعمال بول الجميل وابنته ميرا، تابعا رسالة العائلة وحافظا بكل محبة واهتمام ومسؤولية على ارث الاجداد، واكتسبا الجنسية فأضحا لبنانيين ايرانيين وفرنسيين يعملان بجد وجهد لرفع اسم بلدهم الام عاليا.
وفي حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" اعتبرت ميرا بول الجميل "ان العمل في ايران لا يقل اهمية عن العمل في كل الدول الاوروبية فهم يحترمون الاعمال والمشاريع والاديان ويتمتعون بتسهيلات عديدة لحسن سير العمل، فجد جدي بدأ بالعمل ايام الشاه ومع وصول الخميني تابع العمل جدي من دون اي عائق، وما زالت معاملنا حتى اليوم من اكبر المعامل الورقية في الجمهورية الايرانية".
وشرحت الجميل عن الاعمال في لبنان "كالعمر الطويل للمسنين وفندق zenotel، اللذين يبعدان عن بيروت 25 دقيقة، في حضن جبل مزروع بالصنوبر، وهي دار راحة منيرة وواسعة تطل على الساحل من بيروت إلى جونيه بالقرب من قرية الاطفال".
================== ر.ي.