تحقيق فاديا دعبول
تتحضر "الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم" LAAS منذ أكثر من ستة أشهر، لعقد مؤتمرها التأسيسي بعنوان "العلاقة بين الشركات والمؤسسات الجامعية"، في 26 كانون الثاني في جامعة الروح القدس في الكسليك، بهدف تأمين التعاون بين الجامعات ومراكز الابحاث من جهة والشركات المنتجة من جهة أخرى برعاية الدولة.
ويؤكد رئيس الجمعية البروفسور نعيم عويني مشاركة وزير الصناعة حسين الحاج حسن والمدير العام للوزارة في المؤتمر الى جانب وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب والمدير العام احمد الجمال، اضافة الى رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، ورئيس "تجمع رجال الاعمال اللبنانيين" فؤاد زمخل، بالتعاون مع "المجلس الوطني للبحوث العلمية"، و"المعهد الوطني للادارة"، و"معهد البحوث الصناعية"، و"معهد الجودة" في وزارة الصناعة، والسفارة الفرنسية، و"الوكالة الجامعية الفرنكوفونية"، وخمسة معاهد دكتوراه في لبنان من جامعات الروح القدس في الكسليك، معهد العلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية، اليسوعية، الاميركية والعربية.
وأشار الى أن "الشريك الاساسي في تنظيم المؤتمر هو جامعة لورين الفرنسية".
ولفت عويني الى أن "المؤتمر ينقسم الى محورين، أولا تحويل اطروحات الدكتوراه الى مشاريع منتجة، وثانيا تقوية اواصر العلاقات بين الجامعات والشركات والدولة. وعلى المستوى الاول، جامعة لورين تملك خبرة عشر سنوات في هذا الاطار، بحيث يتمكن الحائز شهادة الدكتوراه من انشاء شركة خاصة به، او انضمامه الى شركات ومساهمته في تطويرها".
وتطرق الى الاعداد الكبيرة التي تحضر رسائل الدكتوراه سنويا، "وهم يتخطون ال600 في كل الاختصاصات". وأسف لأن "المرسوم اللبناني يلزم جميع الباحثين نشر بحثين علميين في مجالات محكمة دولية او في مؤتمرات دولية محكمة، وهي تبقى في الأدراج".
وأشار الى أنه "منذ عام 2013 حتى 2015 بلغ مجموع إنتاج الجامعات اللبنانية في المجال العلمي، بناء على احصاءات دقيقة، 6900 بحث في مجلات دولية".
ورأى أن "لهذه الارقام المتقدمة مدلولات مهمة جدا، بحيث ان الباحثين اللبنانيين ينشرون في أهم المجلات والجرائد العالمية. وهناك من يملك منهم براءات اختراع. وقد برزت أسماء عديدة وأحرزت جوائز علمية متميزة".
وأضاف: "كي لا تبقى هذه الابحاث منسية ومطوية في الأدراج، تعمل جامعة لورين على إخضاع من يحضر رسالة الدكتوراه لدورة تأهيل، لمساعدته على تنفيذ بحثه في مؤسسة خاصة به، أو الاستعانة به لتحقيق غاية الشركات بتطوير انتاجها او صناعتها".
وأعلن أن "جامعة لورين سترسل المتخصصين لمواكبة طلاب الدكتوراه، للمرة الاولى، في معهد الدكتوراه في جامعة الروح القدس في الكسليك التي يترأسها البروفسور نيكول شلهوب، والتي رغبت في استضافة هذا العمل كما المؤتمر التأسيسي له، نظرا الى أهميته وإيمانها بضرورة تطبيقه في لبنان".
وأمل أن "تثمر نتائج المؤتمر، من حيث تطوير الصناعات في لبنان، وتوثيق العلاقات بين الجامعات والصناعات والصناعيين"، مركزا على أن "الاهم في ذلك، أن يزيد لبنان حضوره على الصعيد الدولي، ولا سيما في الابحاث التطبيقية التي يستفيد منها المواطن اللبناني والمجتمع بشكل عام".
وعلى المستوى الثاني، ركز على أن "المؤتمر يهدف الى خلق علاقات قوية وثقة بين الشركات المنتجة في لبنان ومراكز الابحاث، لذا تم اقتراح اختيار خمس شركات من كبرى الشركات اللبنانية وخمسة مراكز ابحاث تابعة للجامعات في لبنان، عام 2015، بحيث ان الباحثين يتواصلون مع الشركات بهدف مساعدتهم على تحسين إنتاجهم، ضمن المواصفات الدولية المطلوبة، بما يساهم في تخفيف سعر الكلفة في الاسواق العالمية في ظل المنافسة. وبما أن الجامعات متخصصة في الابحاث، فهي تساعد بذلك المؤسسات لخلق منتج جديد بقيمة إضافية تضعه خارج المنافسة، وهذه تجربة فريدة من نوعها ستنفذ خلال 2016 في تموز وآب"، آملا في العام 2017 "الانتقال بالمشروع من خمس مؤسسات الى خمس عشرة مؤسسة نظرا الى أهميته".
ونقل عن وزيري الصناعة والتعليم العالي الاهمية التي منحاها للمؤتمر بحيث يكون لهما كلمة فيه. وتوجه بالشكر لجمعية الصناعيين وتجمع رجال الاعمال "لما بذلاه به من جهد لتقريب وجهات النظر"، لافتا الى "تضمين البرنامج المطروح آراء شركات عديدة مشاركة، للحديث عن خبرتها في هذه المواضيع المطروحة، والتي ستختتم بوضع استراتيجية كاملة مع الشركات والوزارات المعنية للمرحلة المقبلة، في سبيل تطوير العلاقات، ووضع الباحثين في تصرف الشركات المنتجة".
بدورها شددت مديرة معهد الدكتوراه في جامعة الروح القدس في الكسليك البروفسورة نيكول شلهوب على "أهمية المؤتمر والحافز له في ظل تزايد الاقبال على تحصيل شهادة الدكتوراه في كل الاختصاصات، نظرا الى البطالة من جهة، وضيق اسواق العمل من جهة أخرى"، مشيرة الى أن "هذا الواقع يدفع العديد من الخريجين الى التوجه للتدريس الجامعي، في حين انه ليس المخرج الوحيد للشهادة، بل هناك اسواق عمل لهم عديدة وهي غير جامعة، ونحن نعمل على فتحها امامهم من خلال المؤتمر".
ونوهت بإنجازات جامعة لورين الفرنسية في هذا المجال، واصفة إياها ب"القطب، لتوجيهها الخريجين الى اسواق العمل الصناعية، باستثمار الاختراعات والمشاريع لحسابهم او لحساب الشركات"، معتبرة بذلك أن "مشاريع الابحاث تخرج من النطاق الجامعي الى اسواق العمل، لما في ذلك من اهمية في تطوير الانتاجات الصناعية في لبنان بشكل علمي، وإيجاد فرص أرحب للبنانيين الحائزين شهادات الدكتوراه في الابحاث".
وأعلنت أن الجامعة باشرت هذا العام، من خلال بعض طلاب الدكتوراه البحثية، تنفيذ هذه الشراكة مع العديد من الشركات والمعامل، وتطبيق أبحاثهم فيها.
=================