تحقيق فاديا دعبول
وطنية - يتوجه غالبية شبان لبنان للعمل خارج البلاد، نظرا للازمات المتلاحقة التي تجتاح الوطن من جهة، وعدم اهتمام الدولة بوضع خطط تساعدهم على البقاء في ربوعه، وبناء مستقبله ومستقبلهم فيه، فتهاجر الادمغة وتنمو بفضلها بلاد الاغتراب وتزدهر. ليبقى حاملوا الشهادات، ممن لم تسمح لهم الظروف بالسفر، يحملون شهادة البطالة او يعملون بغير اختصاصهم.
وما يدفع الشاب ماريو ابو خليل الى التفتيش عن مستقبله خارج لبنان هو "غياب رئيس الجمهورية، وشل عمل مجلسي النواب والوزراء، والازمات الاقتصادية والامنية. اضافة الى تراكم النفايات وتدني الاجور وانعدام الخدمات وفرص العمل امام الشباب".
ويرى الطالب الياس رعد ان "البلد يتخبط في حالة من الفوضى، ما يدفعه بعد حصوله على شهادته للعمل خارجا، علما انه سعى للعمل في احد مطاعم بيروت، الا ان الافضلية كانت للاجنبي من ناحية انخفاض الاجر وغياب التأمين الصحي".
كما ان جان بول فزع يفتش "عن عمل له في احدى مؤسسات بيروت، الا انه لا يوفق، لمطالبته بشروط صعبة في الدوام، وبإجر محدود جدا. ما يجعله يفكر بالسفر لايجاد فرصة له للعمل وتامين مستقبله".
تجاه ذلك يؤكد خادم رعية مار تقلا في الحازمية الاستاذ الثانوي روني معتوق ان "شبان وشابات لبنان باتوا يعيشون مثل الغرباء في وطنهم، لم يعودوا يشعرون بانتمائهم اليه، بل انهم خارج المعادلة، ويرى السبب في ذلك نتيجة تفكك العائلات من جهة، وعدم ملاءمة مناهج المدارس التربوية والجامعية مع تطلعاتهم من جهة اخرى. اضافة الى تردي الاوضاع الاقتصادية والمادية التي خلقت هوة كبيرة بين الطبقتين الفقيرة والغنية بعد ان قضت على الطبقة الوسطى. هذا عدا عن الازمات السياسية والامنية المتلاحقة التي حجبت رؤية الشباب المستقبلية لغد مشرق".
وشدد على ان "عدم الاستقرار الامني والاقتصادي في البلد، يمنع الشباب من وضع برامج وخطط للمدى البعيد في الوطن. اذ لا يمكنهم التأسيس لاي مشروع، خشية تجميده بقوة قاهرة. لذا يتوجهون للخارج ان للتخصص في الجامعات او العمل او الهجرة. ومن يبقى منهم يفتش عن بديل للازمات التي يعيشها في الوطن. فيلجأ البعض للمخدرات او لشرب النرجيلة، وقد شاعت بشكل لافت في الفترة الاخيرة، ما يؤدي احيانا كثيرة الى الادمان واستهلاك كامل الوقت في الضياع".
وراى ان "عددا قليلا من الشبان اللبنانيين يجد مستقبله في لبنان، بحيث ان وجود الاجانب من السوريين والعراقيين وغيرهم حلوا مكان اللبناني في كافة مجالات العمل للاقبال المتزايد عليهم من ارباب العمل بغاية التوفير في دفع الاجور".
وإعتبر معتوق ان "اسباب واقع الشباب المتأزم في بيروت، تعود لغياب الهيكلية التنظيمية، التي تشجعهم على البقاء في لبنان والعمل فيه"، مشددا على ان "المطلوب من الدولة كما الكنيسة وضع خطة عمل لجذب الشبان، لتثبيتهم في ارضهم وعدم هجرتها"، معولا على الاعلام "بوضع الاصبع على الجرح من خلال برامج تضيء على مشاكل الشبان وتسعى مع المعنيين لحلها".
وركز على دور المدارس والجامعات في "توجيه الطلاب الى تخصصات يحتاجها سوق العمل اللبناني. كي لا يضطر الخريج، بعد اصابته بالاحباط، من العمل في غير اختصاصه او التوجه للخارج".
واقترح لمواجهة هذه المشاكل، والمحافظة على الشبان في وطنهم، "وضع خطة عمل تتركز على "تشكيل لجان تحتضن تطلعات الشباب، وتؤمن تواصلهم مع المسؤولين، من خلال محاضرات وندوات ولقاءات، لطرح المشاكل في المجالس النيابية والوزارية والعمل على حلها".
وفي حين تطرق الى "اهمية تنظيم محاضرات توعية على حب الوطن وخدمته وتحديد المسؤوليات تجاهه"، اشار الى "حاجة الشبان لدعم مالي للبقاء، وذلك من خلال تأمين فرص عمل ملائمة لهم، وتسهيل حصولهم على شقق سكنية، وتوفير كافة الخدمات بما يتناسب مع مداخيلهم".
وحذر المسؤولين من "خطورة ملف هجرة الشبان اللبناني، لتزايدها في الفترة الاخيرة، وقد تحولت الى هاجس لهم واملا لمستقبل افضل. داعيا الى تدارك هذه المشكلة والاهتمام بالشبان ورعايتهم والاستماع لمشاكلهم لانهم هم ركيزة الوطن وامله ومستقبله".
=================== ر.ي.