تحقيق روبير فرنجية
وطنية - في قضاء زغرتا - الزاوية بدأت تتمدد وتنفذ أفكار المتاحف، من متحف يوسف بك كرم في زغرتا "عمارة" بطل لبنان الى متحف الحيوانات المحنطة في بنشعي، وصولا الى اهدن والمتحف الموعود في مبنى "الكبرى" الأثري.
بعيدا عن التاريخ وعظمته ورجالاته يتخذ شكل ومحتوى متحف الحيوانات المحنطة في بلدة بنشعي الزغرتاوية الحاضرة في القاموس السياسي بعدا وتمايزا لفرادته ولغياب هذا النوع من المتاحف الضخمة (باستثناء انطلاقة متحف جعيتا) وزيارة المتحف هي بحد ذاتها جولة في الثروات الغابية العالمية لتعدد واختلاف النماذج المعروضة والمقسمة والمتشعبة حسب التصنيفات العلمية.
صاحب ومؤسس ومدير متحف الحيوانات المحنطة في بنشعي شربل مارون الذي يمتلك عددا من المؤسسات السياحية المهمة على ضفاف البحيرة، والذي دخل مجلس البلدية عضوا ونائبا للرئيس يقول في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام": "قبل أن تصبح بنشعي بحيرة ومحمية ومعلما سياحيا كانت الأرزاق والعقارات هنا بأسعار متدنية جدا، ومع التطور السياحي والإستقطاب الكبير للبحيرة وزحمة الرياح باتت مواكبتنا لهذه الحركة ضرورة فجاءت فكرة قلعة جوبيتير وقبلها متحف الحيوانات المحنطة الذي انطلق سنة 2011".
ويعترف مارون انه "ليس صيادا ولا هاويا لتأسيس مجموعات ولم تكن لديه نواة المتحف، كل ما فعله انه قام بتشييد مبناه على مساحة 500 متر وأراده أنيقا مجهزا بكل ما يلزم لاستقبال الزوار وليكون حاضنا للحيوانات البحرية وللطيور على أنواعها والحشرات والفراشات والزواحف والثروات الحيوانية على أنواعها".
وقال: "صحيح لم أكن من أصحاب هواية المجموعات، لكنني أصبحت كذلك. أفرح بما أنجزت وأدخلت الى المتحف بأربعة أعوام لا سيما الحيوانات التي ستصل الى مرحلة الإنقراض مثل طير الحبراية الذي يعيش في الصحراء والنمر السيبيري والدب القطبي وهذه الحيوانات لم يكن سهلا ضمها الى المتحف".
واوضح انه اشترى "في بداية تأسيسه للمتحف مجموعة طيور يؤسسها صاحبها منذ سنة 1978 مجموعة أخرى من شخص آخر، وهي حيوانات يجمعها صاحبها منذ 12 سنة ويقول بأنه يظن ان عامل الحاجة المالية أدى للتخلي عنها".
أضاف: "ليست أسعار هذه الحيوانات سهلة للشراء، فلكل حيوان ثروة، فاليوم أتواصل لشراء ثورا من اميركا ويطرح سعره ب27 ألف دولار أميركي".
واعتبر ان "فكرة المتحف سعى لتطبيقها بعد أن طرحها علي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي شجعني على أن تكون الخطوة أنيقة وبشمولية واحترافية وأهداني بعض المحتويات، مشيرا الى "ان انتشار المتحف جعل بعض الأشخاص يرشدونه الى مصادر كما فعل الإعلامي جورج قرداحي الذي دله على نمر للشراء".
وردا على سؤال قال: "مصدري الأساسي هو كندا بالدرجة الأولى ثم أفريقيا بالدرجة الثانية، وبأنه ضد الصيد في لبنان وإنشاء هذا المتحف هو كاتالوغ حقيقي عن ثروة الغابات الحيوانية في العالم".
ويتردد الى المتحف تلاميذ المدارس حيث اعتبره رواد التربية مختبرا جميلا يساعد في شرح دروس العلوم الطبيعية لكافة الصفوف والمراحل كما يقصد المتحف أهل السياسة والفنون والوجوه الديبلوماسية، فإضافة الى زوار فرنجية (أغلبيتهم) فقد جال في أرجاء المتحف قائد الجيش العماد جان قهوجي وحشد من النواب والوزراء والسفراء.
ومن أهل الفن كل من الكاتبتين منى طايع وكلوديا مرشليان، والمنتجين: زياد الشويري، جمال سنان، مفيد الرفاعي ومروان حداد، ومن المطربين: ميسم نحاس، نقولا الأسطا ومعين شريف، والممثلين: ماغي بوغصن، بيتر سمعان، فيفيان انطونيوس، باسم مغنية، جناح فاخوري، باميلا الكك، جيسي عبدو، الكو ونهلا داوود، مارينال سركيس، وسام حنا، وختام اللحام.
وينجز شربل مارون تشييد الطابق الثاني من المتحف لضم مجموعة جديدة من الحيوانات البحرية وأكثر من سبعين طيرا وحيوانات الكوالا والباندا، رغم صعوبة إخراجهم. وطريقة تحنيط الحيوانات في المتحف تتم بطريقة علمية وبمهارة احترافية وهي مكلفة في هولندا وكندا.
وفي المتحف إنارة ذكية وديكورات مقنعة تجعل من المكان غابة أو مجسما غابيا حقيقيا مع كتيبات توزع على الحاضرين وأربعة موظفين يقدمون المعلومات والتسهيلات للزوار.
ولا يطلب مارون من الحكومة الكثير فهو يتكل على نفسه على طريقة "ماحك جلدك مثل ظفرك" لكنه يسأل الأ يستأهل هذا المتحف أن يدرج على لوائح المعالم السياحية التي توزع في المطارات والمرافق العامة.
============ ر.ي.