تحقيق علي بدر الدين
وطنية - الكفور، بلدة في قضاء النبطية، عدد سكانها يقارب الأربعة آلاف نسمة، يعتاشون من الزراعة والوظائف الإدارية والعامة والعسكرية، واغترب منها المئات الى افريقيا والدول العربية وأوروبا، وهم من الطائفتين الإسلامية (شيعة وسنة) والمسيحية، وفيها مساجد وكنائس.
عدد أعضاء البلدية 12 عضوا من الشيعة والمسيحيين والسنة، رئيس المجلس البلدي (شيعيا) ونائبه (مسيحيا) وفيها مختاران (شيعي ومسيحي).
هذه البلدة الواعدة التي تمثل نموذجا يقتدى في التعايش والتآلف بين مكوناتها وعائلاتها التي لا تزال تتحصن بقيم وطنية وإنسانية ودينية. اقتحم سكينتها وقيمها وأحلام أبنائها التجار والسماسرة والصفقات المشبوهة، وجعلوا من أحد أوديتها الجميلة مكبا للنفايات، وإقامة معمل لفرزها، لم يشغل بعد رغم الوعود والإتفاقيات، وأغرق هؤلاء وادي الكفور بكل ما يؤدي الى التلوث البيئي والى الضرر بصحة الناس وتشويه الأرض والتاريخ ومناظر الطبيعة الجميلة، وأتلفوا زراعات حيوية كالزيتون والتين التي باتت تتغذى من مياه المجارير التي تغزوها من الجور الصحية وملوثات المعامل والمسالخ والكسارات وغيرها.
وقد اجتمع في هذا الوادي المقسمة أرضه الى أملاك خاصة وأملاك عامة (رقم العقار 1117) حيث يشاد عليه معمل فرز النفايات كانت ترمى فيه نفايات قرى اتحاد بلديات الشقيف والنفايات المستوردة من خارج المنطقة، قبل أن تقدم بلدة الكفور قبل بضعة أشهر على إقفال الطريق المؤدية اليه أمام الشاحنات المحملة بالنفايات.
وفي إحصاء موجز، فإن الوادي حيث مكان المكب ومعمل فرز النفايات والى جوارهما أو على مسافة قريبة أو متوسطة منهما، توجد مزارع للبقر وللدجاج ومسالخ ومجابل باطون ومعامل أحجار الباطون وكسارات وغيرها الكثير، وجميعها غير مطابق للمواصفات البيئية والصحية وللسلامة العامة، وفق مختار البلدة حسين محمد مطر الذي يؤكد "ان بلدية الكفور من البلديات الغنية، لكنها معدومة الخدمات على المستويات كافة".
وأصبح وادي الكفور من المعالم المعروفة ليس في الجنوب فحسب بل على مساحة الوطن. وتتناقل أخباره وسائل الإعلام المختلفة ويتذكره السياسيون من وزراء ونواب في أحاديثهم كلما طافت أزمة النفايات في لبنان.
وقد طارت شهرته مع الأزمة المستجدة والقديمة لملف أزمة النفايات، وكيفية توزيعها مناطقيا وطائفيا ومذهبيا، وتمت تسميته كواحد من الخيارات - المكبات المقترحة لحل الأزمة المستعصية - وأعاد هذا الخيار المر أهالي البلدة والجوار الى المربع الأول والتذكير بالموقف الرافض لرمي النفايات في الوادي، مهما بلغت الضغوطات ومن أي جهة أتت.
والسؤال هل يصمد أهالي البلدة ومعهم البلدية على موقفهم الرافض؟ أم ان هناك من هو قادر على تليين الموقف ترهيبا أم ترغيبا؟.
================ ر.ي.