تحقيق منى سكرية
وطنية - سيكون حرج بيروت على موعد مع حدث إستثنائي بعد أيام، إذ سيشهد وعلى مدى أيام 9 و10 و11 الحالي الحدث - المعرض ل"أيام العلوم"، الذي تعودناه كل عام في ميدان سباق الخيل. (من الساعة الحادية عشرة صباحا الى الثامنة مساء والأحد من الاولى بعد الظهر حتى الثامنة مساء).
الحدث - المعرض، ستشترك في إحيائه ثلاثون خيمة تتبع جامعات وثانويات ومؤسسات في لبنان بالتعاون مع بلدية جنيف والسفارة السويسرية في بيروت، وتعنى بالأفكار العلمية وابتكاراتها وتطويرها.
أيام العلوم الذي تقرر أن يقام كل سنتين، لذا سيكون الحدث - المعرض المقبل العام 2017، هو ثمرة التعاون المشار إليه وبين "أيام العلوم" بإشراف الشيخ مالك الخوري، وهدفه الكشف عن ضبابية كلمة العلوم وغموضها، وهو حدث علمي وثقافي وتربوي، تم تأسيسه في العام 2008 للتقريب بين العلوم والناس بطريقة تفاعلية وبسيطة وممتعة.
ونظرا لنجاحه، وبالرغم من بعض عراقيل حصلت في السنوات الفائة ولأسباب أمنية شهدتها البلاد، إلا أن الحدث - المعرض لم يقفل، بل وصل في الدورة السابعة لهذا العام إلى آفاق جديدة جمعت بين الطلاب، والأهل، والمعلمين، والباحثين، ومحبي العلوم، وأكثر من ثلاثين ألف زائر متوقع بغية اكتشاف المفاهيم العلمية والمبتكرة بلغة يفهمها الجميع من خلال سبل تعليمية تثقيفية، تقدمها طليعة الجامعات والمدارس والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخاصة والرسمية في لبنان عبر أحدث اختراعاتها ومشاريعها وتجاربها العلمية الحياتية.
وسيقدم 24 عارضا أكثر من 45 مشروع موزعين على مواضيع مختلفة مثل: البيئة، التنوع البيولوجي، الفيزياء والكيمياء، علم الأحياء والصحة، التكنولوجيا والمعلوماتية، علم الفلك، الإبتكارات، الموسيقى والعلوم، مما يمكن للزائر أن يتنقل في المعرض للاسكتشاف، والإستطلاع والتفاعل، مع التمتع بأجواء مريحة وتعلم أشياء جديدة عن العلوم.
أمثلة عن المشاريع
سيعرض هذا العام مشروع يجمع بين العلم والاثارة بعنوان "سحر الفيزياء"، ويتجسد بعرض مسرحي ترافقه مؤثرات بصرية وسمعية تمنح الجمهور فرصة المشاركة وربح الجوائز العلمية وتفسير ربط المفاهيم الفيزيائية بالحياة اليومية، اضافة الى مشاريع للتعريف بالوجه الآخر للكيمياء، وسلسلة "إعرف نفسك" بمواكبة اختبارات مسلية ومن خلال لقطات مجهرية لخلايا الخد واستخلاص الشيفرة الوراثية وقياس ضغط الدم، الى ابتكار القفل الذكي بدل هموم حمل المفاتيح ونسيانها، وتعريف بالصندوق الاسود للطائرات، الزراعة المائية، تنشيط التفاعل بين الطالب ومادة الرياضيات بطرق مسلية وذكية، تدوير النفايات وتحويلها الى طاقة، الى التحكم بالمنزل عبر الهاتف، والتعريف بأدوات جديدة للتعلم التفاعلي كلغة للعصر.
وهناك خيم تحكي أسرار الجسم: السكر في الدم، الدماغ، السلوك الغذائي السليم، إضافة الى جهد خاص للتعريف بالموسيقى وأهميتها إذ أن منصة خاصة ستعرض لتطور الموسيقى الشعبية والأرشيف العالمي من إعداد متحف الاثنوغرافيا في جنيف، إذ ستقدم قاعدة بيانات الأرشيف الصوتي لأكثر من 16 ألف ساعة من التسجيلات الموسيقية العالمية من القارات الخمس.
ويبقى موضوع الساعة الأبرز ويتعلق بالنفايات والتنظيف، وسيكون لهذا الموضوع ساعات من التدريب والتثقيف "لأن العلم في خدمة الانسانية".
وماذا عن الرقص؟ هذا سيكون من مساهمة السفارة السويسرية في بيروت تحت عنوان "رقص يجمع الشعوب"، وسيعرض لمرة واحدة السادسة من مساء الجمعة في 9 تشرين اول الى جانب الخيمة رقم 16.
الخوري
وفي حديثه الى "الوكالة الوطنية للاعلام" اشار الشيخ مالك الخوري صاحب فكرة أيام العلوم والمشرف على متابعة تنفيذها، أن "لهذا الحدث أهداف تتخطى المعارض العادية، فهو يهدف الى توسيع مساحة التلاقي بين الوسط العلمي والمجتمع والى التعرف الى التخصصات العلمية المتعددة والإستفادة منها لإنشاء العلاقات مع الجامعات، والى ترسيخ المنطق العلمي في الأجيال الناشئة والقادمة، وفي نشر المعرفة العلمية من خلال أنشطة تفاعلية وترفيهية للزوار".
برنامج العام 2015
تم التخطيط لهذا الحدث الذي يجري للمرة السابعة على نحو يثبت فعاليته بقوة أكبر، وتطور مفهومه ليشمل مقاربة أكثر تنوعا وذات أوجه متعددة يكون من شأنها توفير ما يروي كل متعطش للاكتشاف والمرح. وتشمل النشاطات العلمية المرحة والعملية على معرض علمي تفاعلي، وتجارب علمية حية، وألعاب.
أما المواضيع للعام 2015 التي ستعرض في حوالي 24 "ستاند" فهي عن: علم الأحياء والصحة، البيئة والتنوع البيولوجي، الفيزياء والكيمياء، التكنولوجيا والمعلوماتية، علم الفلك (التلسكوب والبلانيتاريوم)، الإبتكارات، الموسيقى والعلوم.
يؤكد الخوري أن "حرج بيروت كان حلما لنا لاقامة هذا الحدث الذي أطلقنا عليه تسمية أيام العلوم، ولكن في العام 2008 لم يكن الحرج مهيئا، لذا كنا نقيمه في ميدان سباق الخيل. فرحت كثيرا لأن الحرج مفتوح في كل الاتجاهات بما يناسب مثل هذا الحدث، وستكون الخيم في الممشى قرب الملاعب، كما أنه سيوفر لنا الوقت الكامل للعروض.
بين الاحلام والشعور هل ما تزال الحماسة عينها بين منذ 7 سنوات الى اليوم، قال: "عندما طرحنا الفكرة العام 2007 على وزارة الثقافة وكان الوزير يومها تمام سلام على أساس ان يكون المعرض لمرة واحدة فقط، ولكن في ذاك العام بلغ عدد الزائرين 13 ألف زائر، فطلب الوزير سلام يومها تكرار إقامة المعرض، من هنا كان حرصنا على تجديد الافكار والمشاريع.
أضاف: "هذا النجاح في تحقيق جزء من أحلامنا دفع بنا الى تبني أفكار جديدة، فقد ثبتنا علاقتنا مع الجامعات وتجاوبهم ومثلهم المدارس وزيارتهم، وهذا نعتبره جزءا من نجاحنا. وهذا العام حققنا نجاحا جديدا، اذ وضعنا إعلانا على "الفيسبوك" نطلب فيه متطوعين بأجر مدفوع، وقد أتى العشرات وأخبرونا أنهم سبق لهم وزاروا المعرض وأبدوا إعجابهم به".
وقال: "أما ترجمتنا لهذا النجاح، فهي في التطبيق للافكار التي نعرضها، من هنا طرحنا على الجامعات وعلى الهيئات الاقتصادية أسئلة عن عمل المتخرجين، من هنا أحرص على كيفية تأمين صلة وصل بين الجامعات وهذه الهيئات، وان تكون أيام العلوم قاعة مشتركة بين الطرفين، ورغبتنا أن تشارك الهيئات الاقتصادية في المعرض المقبل العام 2017، للتواصل مع متخرجي هذه الجامعات. وانا صبور لتأمين هذه الفكرة.. هدفنا بناء الجسور".
ويميز الخوري إختيار الموسيقى والعلوم كمادة علوم تطبيقية، فالموسيقى لها تأثير كبير على الانسان من النواحي الصحية والعنفية والاجتماعية، ومثله في الدخول الى علوم الدماغ وهو علم جديد في العالم.
ويختم عن معالجة النفايات فقال: "لم نحبط لأننا ندرك أننا في وضع صعب وبيئة صعبة، ولدينا مشاريع في معرض هذا العام للاستفادة من النفايات كطاقة".