تحقيق حسنا سعادة
وطنية - لا يكل اهالي القرى المسيحية الخمس في قضاء الضنية من تكرار مطالبتهم بنقل نفوسهم الى قضاء زغرتا، ليس بدافع الانتماء او رغبة بالانسلاخ عن قضاء ينتمون اليه، بل بفعل الحاجة لاختصار مسافة كبيرة يتكبدها ابناء هذه المناطق في حال ارادوا الاستحصال على اوراق رسمية، حيث لا طريق تربطهم بعاصمة القضاء سير، بل عليهم الانتقال الى زغرتا ومنها الى مرياطة صعودا عبر بلدات قضاء الضنية وصولا الى سير ما يعني ان عليهم دفع نحو خمسين الف ليرة للاستحصال على اخراج قيد، وما يستدعي ايجاد حل جذري لهذه المشكلة بحسب ما يقو ابو مخائيل، وهو من سكان بلدة زغرتغرين.
قد شاءت التقسيمات الإدارية أن تكون بلدات زغرتا غرين، عيمار، كرم المهر، كهف الملول وبحويتا تابعة جغرافيا لقضاء زغرتا، وملحقة عقاريا بقضاء الضنية فيما لا طريق تربطها مباشرة بالقضاء باستثناء بعض الطرقات الجبلية الترابية التي يسلكها المزارعون لقطاف مواسمهم في خراجات البلدات المحاذية ولا تصلح لمرور السيارات.
ويؤكد رئيس بلدية كرم المهر ميلاد اسحق، ان مطلب الاهالي هذا "بات مطلبا مزمنا، وهناك العديد من العوامل التي تدفع الاهالي للمطالبة به"، لافتا الى ان هناك الكثير من الاهمال اللاحق بالمنطقة "فالضنية تتركنا للنسيان وزغرتا لا تهتم بنا"، ويضيف ان لا شبكات صرف صحي جيدة في المنطقة وباستثناء الطريق الرئيسية فان معظم الطرقات ترابية".
ويجهد اهالي القرى المغتربين بالاهتمام ببلداتهم، فلا يتوانون عن ارسال الاموال لتشييد الكنائس والقاعات وتحسين الوضع في القرى لناحية تجميل وترتيب المداخل واقامة ساحات كبيرة يلتقي فيها الاهالي، او لناحية العديد من المشاريع الانمائية بحيث يتكل عليهم رؤساء البلديات في 70% من هذه المشاريع حسبما يؤكد رئيس بلدية عيمار غسان معوض الذي يشرح انه يسافر سنويا الى استراليا لحض المغتربين على مساعدة بلدتهم، عارضا عليهم المشاريع لتبنيها، ويقول: "لولا هذا الامر لبقيت عيمار طي النسيان انمائيا"، موضحا ان "نواب المنطقة غائبون عنها وان اي خدمات تتم تلبيتها بمجهود شخصي او بالتواصل مع نواب وفعاليات زغرتا".
ويوضح معوض ان "يمضي يوما كاملا للاستحصال على اخراج قيد او تقديم شكوى"، لافتا الى ضرورة اقامة مركز نفوس للقرى الخمس وكذلك مركز امن عام فيما ان الاوضاع الامنية في البلدة من اختصاص فصيلة درك زغرتا .
ويرفع الصوت بان قراهم متروكة للنسيان مؤكدا ان "لا احد يهتم ولا تجاوب سريعا" كاشفا ان المنطقة حرجية بامتياز وهي تعرضت لثلاثة حرائق هذا الصيف عمد الاهالي الى اطفائها بالتعاون مع البلدية فيما هناك مركز للدفاع المدني بلا آليات.
بلديتان من اصل 3 بلديات في القرى الخمس انضوت تحت لواء اتحاد بلديات الفيحاء ما يعني انهم لا يريدون الانسلاخ بل بعض الاهتمام، فيما يجهد مخاتير بقية البلدات للحصول على الخدمات عبر مساع فردية او عبر المغتربين، لكن بعضها يحتاج الى دعم رسمي ولا يمكن لافراد القيام بها، على ما يشير احد ابناء هذه القرى نبيل بو ملحم الذي يشدد على ان الحرمان وجد في بلداتهم منذ ان طالتها التقسيمات الادارية فهم "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير" فزغرتا لا تعتبرهم من نطاقها والضنية لا تلتفت اليهم.
=============ع.ش