تحقيق ميشالا ساسين
وطنية - تعيش بلدة بزيزا في الكورة مأساة كبيرة منذ اعوام وهي التلوث والروائح الكريهة الناجمة عن الشركة اللبنانية الكويتية لصناعة الزيوت المعروفة بمعمل الجفت، وتوقف المعمل عن العمل منذ شهر حزيران 2015 بقرار من وزير الصناعة الذي قرر يومها تشكيل لجنة مؤلفة من مهندسين ومختصين من اجل متابعة الكشف على المعمل وكيفية اتباعه الشروط البيئية والصحية، واليوم يتفاجأ اهالي البلدة بانه عاود العمل من جديد في ظل العاصفة الرملية التي يشهدها لبنان لتصل الروائح الكريهة الى البلدات المجاورة نظرا لاستخراجه الزيت من الجفت.
العويط
وفي هذا السياق، اكد رئيس بلدية بزيزا قبلان العويط "للوكالة الوطنية للاعلام" اتصاله بوزارة الصناعة لمعرفة من اعطى الموافقة على اعادة تشغيل معمل الجفت ليؤكد له احد المهندسين انه تم اعطاؤه مدة 15 يوما من العمل ليقوم بتحضير نفسه بينما تعود اللجنة التي كلفت في حزيران الماضي للاشراف على عمله وعلى كيفية اتباعه الشروط البيئية والصحية مثل وضع الفيلتر للتخفيف من التلوث وشدة الروائح المنبعثة".
اضاف: " اجتمعت اللجنة المكلفة من وزارة الصناعة مع المعنيين في المنطقة وتابعت الشكاوى المقدمة من اهل البلدة ولكنها لم ترفع تقريرها حتى الان، وبلدية بزيزا واتحاد بلديات الكورة لم يبلغا بالمدة المعطاة للمعمل لاعادة تشغيله. سبق وصرحت بشكل واضح ان المعمل بدأ عمله منذ عام 2008 بترخيص سياسي على الرغم من معارضة المجلس البلدي ومن وجهة نظري ان توقيفه عن العمل اليوم يجب ان يتم بقرار سياسي ايضا".
قصاص
اما كاهن الرعية الاب شارل قصاص فأكد أن "بلدة بزيزا تعيش مأساة كبيرة جدا فالرائحة المنبعثة عن المعمل قوية وكريهة والغبار مزعج جدا والتلوث يمتد ايضا للبلدات المجاورة مثل اميون، المجدل، داربعشتار، كفرعقا، ووطى فارس"، مشيرا الى انه "يثق بوزير الصناعة ويعتبره رجلا محترما وينتظر مساعدته".
أضاف:"لست ضد صاحب المعمل ولكن عليه ايقاف التلوث بشكل علمي او تحويل المعمل الى صناعة اخرى تفيد المنطقة ولا تشكل خطرا على صحة المواطنين فنحن دائما تحت سقف القانون وبحماية الدولة وفي حال عدم التجاوب سندعو اهل البلدة الى قطع الطرق والاعتصام بشكل سلمي".
ودعا قصاص المعنيين الى الوقوف الى جانب البلدة، مؤكدا ان "جميع الهيئات المدنية والتيارات والاحزاب تقف الى جانبنهم في هذه القضية الصعبة".
الاهالي
ابدى عدد من اهالي بلدة بزيزا انزعاجهم من "الروائح الكريهة الصادرة من المعمل بسبب حرق الجفت والتي تهدد المرضى وكبار السن بشكل كبير والاطفال ايضا وتؤدي الى امراض في الجهار التنفسي والعصبي"، وشددوا الى انهم "ليسوا على استعداد للهجرة وترك بلدتهم ومنازلهم واراضيهم وطالبوا برفع الظلم عنهم ومساعدتهم من اجل المحافظة على تراث البلدة كونها مصنفة من البلدات الاثرية من قبل وزارة السياحة وتشتهر بمعالمها الاثرية والتاريخية ويقصدها السياح ولا نريد اليوم ان تصبح بلدة التلوث والهجرة".