تحقيق - فاديا طبيب
وطنية - أفادت مراجع طبية ل"الوكالةالوطنية للاعلام" عن اكتشاف المزيد من عدد المصابين بداء الكرون (Crohn)، ودعت الى متابعته وتشخيص عوارضه ووسائل معالجته، تفاديا لتفاقمه، ولا سيما ان تداعياته تؤثر على الصحة العامة.
وداء الكرون هو التهاب مزمن، لكنه غير معد، ويصيب الإلتهاب غشاء أو أنسجة كل الجهاز الهضمي من الفم الى باب البدن مرورا بالإمعاء الدقيقة والغليظة، وقد سمي هذا المرض نسبة الى اسم الطبيب الأميركي الذي اكتشفه العام 1932.
وتضيف المراجع نفسها ان "الكرون" مرض مزمن لكن يمكن معالجته، إلا ان العلاج يأخذ وقتا طويلا وقد لا يكون من الممكن الشفاء منه نهائيا إذ يتكرر بين فترة وأخرى.
وقالت الطبيبة المتخصصة بأمراض الجهاز الهضمي الدكتورة نهى الهاشم الشدياق ل"الوكالة الوطنية للاعلام" ان "أسباب هذا الإلتهاب لم تعرف بعد بشكل طبي مثبت وواضح، لكن ما توصلت اليه الدراسات أظهرت وجود عوامل عدة تلعب دورا في نشأة هذا المرض منها عوامل وراثية لأن حوالى 30 بالمئة من المرضى يحملون طفرة الجين، عوامل الحياة اليومية للمريض مع المحيط الذي يعيش فيه ويظهر تحت تأثير الحياة اليومية غير المنتظمة مثلا بعد تعرض المريض لالتهاب فيروسي بالإمعاء، وكثرة التدخين أو نوعية الطعام ولا سيما المشبع بالدهنيات ومشتقات الحليب. أضف الى ان مصدر المرض هو نتيجة عدم الإنتظام في جهاز المناعة المدافع عن الجهاز الهضمي".
العوارض
وشرحت الدكتورة الهاشم ان هذا المرض يمكن أن يصيب كل فئات الأعمار خاصة الشباب بين 20 و40 سنة أوما فوق ال70 سنة وتشبه عوارضه عوارض أمراض الجهاز الهضمي ومنها: آلام في البطن، ارتفاع بسيط في الحرارة، إسهال دموي أحيانا، تقيؤ، خسارةالوزن، فقدان الشهية، خراج من باب البدن. ويصيب هذا المرض أيضا أعضاء أخرى في الجسم فهو قد يتسبب في احمرار العيون، التهاب بالمفاصل أو أمراض جلدية، فضلا عن تقرحات في الفم.
وتجدر الإشارة الى انه يوجد هناك مرض مماثل له ويحمل اسم التهاب القولون التقرحي لكنه يصيب الإمعاء الغليظة فقط ولا سيما الطبقة السطحية منها.
طريقة التشخيص
وأوضحت ان تشخيص هذا المرض يتم من خلال الآتي:
1 - إجراء فحص دم في المختبر (crp) الذي يؤشر الى وجود التهاب في الدم أم لا.
2 - فحص فقرالدم (Hemoglobine) لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من فقر دم.
3 - فحص بالأشعة (Scan) الذي يجرى للمريض لتشخيص المرض، ومعرفة مكان وجوده في الجهاز الهضمي ولا سيما لجهة تحديد سماكة الغشاء الذي يغلف المعدة أو الإمعاء المصابة بالمرض، والتأكد من ان الجهاز الهضمي يعمل بانتظام ولا يوجد أي "تسكير" في منطقة الإمعاء أي بما يعرف ب (Stenose).
4 - فحص بالمنظار من خلال تصوير يمكن أن يحدد المكان المصاب وهو على نوعين: Gastroscopie أو Colonscopie ويمكن من خلال المنظار الذي يتم بالفم أو في باب البدن، معرفة ما إذا كانت هناك علامات التهاب في المصران، كما يمكن أخذ خزعة للدرس لمعرفة نوعية الإلتهاب الذي يتدرج من احمرار في الغشاء، الى تقرحات يمكن ان تكون سطحية أو عميقة، الى التهاب متقطع في المصران أوالمعدة وصولا الى تدرن في المصران نتيجة التهاب مزمن ويمكن أن يتحول إذا لم يعالج الى مرض خبيث.
العلاج
وعن وسائل العلاج اشارت الى ان هذا المرض المزمن يحتاج الى علاج طويل الأمد يأخذ في الإعتبار تطور المرض ويمكن أن يكون على ثلاث مراحل:
1 - إذا كان المريض في المرحلة الأولى أي الخفيفة فيعطي علاج (SASA) أي عائلة الأدوية المكونة من تركيبة (Asacol أو Pentasa).
2 - أما إذا كان المرض في مرحلة متقدمة ومتطورة يمكن أن يعطى دواء لتخفيف المناعة وهو Immuran أو Remicade علىسبيل المثل لا الحصر.
3 - أما إذا كان في مرحلة متقدمة جدا ويتعرض لأوجاع وآلام يمكن استعمال "الكورتيزون" لمدة محددة في حال استمرار العوارض الحادة مع متابعة المريض الذي يمكن أن تتحسن حالته خلال مدة قصيرة.
كذلك يمكن للمريض أن يتبع نظاما غذائيا وقائيا في حال أصيب بإسهال، وتنصح الدكتورة الهاشم بأن يتابع إجراء الفحوصات بشكل دوري حتى ولو تحسنت أوضاعه الصحية لأن هذا المرض يظهر حينا ثم يختفي ليعود من جديد بصورة مفاجئة.
مفاعيل جانبية
وتتحدث الدكتورة عن مفاعيل جانبية يمكن أن يتعرض لها المريض في حال لم يتابع العلاج بانتظام ومنها تسكير في المصران الرفيع أو الغليظ على حد سواء، كما يمكن أن يتعرض المريض لما يعرف ب"عقدة المصران" مما يستدعي اذ ذاك اجراء جراحة لإزالة المكان المصاب، ويذكر ان الذين يصابون بداء "الكرون" هم الأكثر عرضة للاصابة بداء السرطان في الإمعاء، ما يوجب متابعة دائمة للمريض من خلال الفحوص المخبرية والمنظار بإشراف طبيب مختص.
ورصدت عند بعض المرضى خراج في باب البدن، يمكن أن يتطور الى تفسخات ويسبب نزيفا دمويا أضف الى افرازات تسبب بعض الإلتهابات وارتفاع في درجات الحرارة.
======هـ.ع