تحقيق - شوقي الحاج
تشير تقارير الفرق الصحية العاملة ميدانيا في بلدة عرسال، إلى ان أعداد الحالات الصحية في البلدة تبلغ أرقاما ضخمة قد تكون من بين المعدلات الأعلى في العالم، نظرا للاعداد الهائلة التي تحتضنها البلدة من النازحين السوريين، وقد يكون المثال الأوضح على ذلك، هو إستقبال أحد المستوصفات في عرسال أكثر من خمسمئة مريض يوميا من النازحين، حيث يصح وصف حالة المتوافدين إلى هذا المستوصف بـ"المأساوية"، وإن كانت الأعداد "الهائلة" قد تصل في بعض الأيام الى حدود ال 800 مريض.
تدعم هذا المستوصف بعثة الهلال الاحمر القطري في لبنان، ويأتي هذا الدعم في إطار مشروع دعم الحواضن والولادات، وعيادتي الأطفال والنسائية في مخيمات عرسال الذي أطلقته البعثة منذ بداية العام الحالي.
وأوضح المنسق الطبي للبعثة الدكتور فادي الحلبي، أن البعثة "تستوعب أعداد النازحين الذين ما زالوا يتوافدون إلى المستوصف الذي يدعمه الهلال القطري منذ بداية افتتاحه خلال هذا العام، وهي تعمل بإهتمام وبجدية كاملة، مع الفرق الطبية المنتشرة في عرسال، إستعدادا للتعامل مع هذه الأعداد، لتأمين الرعاية الصحية الأولية للجميع"، واصفا "الأوضاع الصحية في مخيمات النازحين "بالمأساوية"، خصوصا أن عيادة الأطفال وحدها تستقبل ما معدله 61 طفلا يوميا، وبسبب هذا الضغط الكبير، تتم أحيانا إحالة بعض الحالات إلى الأطباء الإختصاصيين في الجلدية والباطنة".
وأعلن أن "الجهة المنفذة للمشروع تتقاضى 13 دولارا مقابل الولادة الطبيعية و33 دولارا للقيصرية، لكن مع ذلك لا يستطيع عدد كبير من النازحين تأمين حتى هذه الرسوم الرمزية بسبب أوضاعهم المادية المأزومة".
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الصحية للنازحين السوريين في عرسال، إلا أن الأعداد الكبيرة لا تزال تشكل ضغطا على الفرق الطبية. واحدة من هذه التحديات تأتي مع خروج المواليد الجدد إلى الحياة، إذ لا يوجد عدد كاف من الحواضن في البلدة.
وفي هذا الإطار، أشار الحلبي إلى أن بعثة الهلال القطري "تعمل على توسعة المشروع الخاص بتأمين حواضن لحديثي الولادة وتطويره".
ولفت الى انه "من بين الأطفال الذين عاد لهم الأمل بالحياة مع انطلاقة هذا المشروع، هما التوأم محمد وفاطمة البزازة في منطقة البقاع، اللذين ولدا في 2 آذار 2015 ووزن كل منهما لا يتجاوز 1.6 كيلوغرام، ولم يكن من الممكن لهما أن يعيشا إلا بعد قضاء شهر تقريبا في الحاضنة". ألفا دولار كانت تفصل محمد وفاطمة عن الحياة وربما عن الموت. فبعد الخصم الذي تكفلت به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بقي مبلغ ألفي دولار في حساب المستشفى قام بتسديدها مشروع دعم الحواضن. وهكذا وضعت بعثة الهلال الأحمر جهودها لإنقاذ عدد من الأطفال حديثي الولادة، بعدما كان ذووهم يضطرون إما إلى ترك أوراقهم الثبوتية في عهدة المستشفى حتى سداد المبلغ، أو إخراج أطفالهم من المستشفى على مسؤوليتهم الخاصة قبل انتهاء العلاج".
==============و.خ