تحقيق - ميشالا ساسين
وطنية - "بيت المغترب اللبناني"، حي بتروني قديم يضم عددا من البيوت الاثرية واثارا عميقة تنطوي تحتها بلدة البترون القديمة، استملكت الدولة هذا الحي لمدة 14 عاما دون ان تنفذ أي مشاريع لتطويره واستثماره، لذا اتفقت وزارة الخارجية والمغتربين مع اصحاب البيوت على القيام بمشروع سياحي كبير ينعش البترون والجوار ويخدم الاقتصاد اللبناني. ووضعت هذا المشروع في تصرف بلدية البترون لمدة 20 عاما من اجل استثمار هذا الحي القديم وترميمه وفتح المطاعم والفنادق السياحية والمقاهي.
الحرك
وفي هذا السياق، أكد رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك، ل"الوكالة الوطنية للاعلام"، ان "هذا المشروع مهم جدا، ولم ينفذ في اي مكان آخر، وتكمن اهميته في جمع حوالى عشر دول في منطقة واحدة، ليكون بذلك صلة وصل بين المغترب اللبناني ووطنه الام وجعله يشعر انه واحد من ابناء هذا الوطن رغم الهجرة الى دول الخارج".
وقال: "لهذا النوع من المشاريع اهمية ثقافية كبيرة تكمن في اقامة المهرجانات المشتركة والمعارض والمنحوتات ومشاركتها مع الدول الاخرى او ما يعرف بالتبادل الثقافي بين الدول على ارض لبنان، اضافة الى تبادل الكثير من المشاريع السياحية لدعم اقتصاد مدينة البترون واقتصاد لبنان ايضا".
اضاف: "هناك جاليات عدة اخذت بيوتا وبدأت بترميمها منها الروسية، والاميركية، المكسيكية، الاسترالية، الاماراتية، والبرازيلية، فمن اصل 10 بيوت لدينا 6 في تصرف الجاليات اللبنانية، وخلال سنة سيستكمل المشروع ويمكن ان نحدد حينها كل الدول المشاركة".
واشار الى انه سيتم في هذا الحي افتتاح "قهوة المغترب اللبناني" ومكتب سياحي للاستعلامات، اضافة الى "متحف المغترب" الذي وضع له وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل حجر الاساس منذ اسبوع.
واكد انه "يحق لكل جالية ترميم البيت الذي أخذته على حسابها الخاص وبدون اي مقابل للبلدية، وخلال 20 سنة سيكون هذا البيت في تصرف الجالية لادارته واستثماره.
الجاليات
الجاليات اللبنانية التي شاركت في مؤتمر الطاقة الاغترابية، جالت في سوق البترون القديم، واعرب المغتربون عن سعادتهم بهذا المشروع الذي اعادهم الى بلدهم الام بعد رحلة طويلة من الهجرة الى الخارج، مؤكدين أن بيت المغترب اللبناني سيكون صلة وصل بين المغتربين ولبنان بعد فترة طويلة من الغياب.
احد المغتربين في دولة البرازيل، قال انه يشعر للمرة الاولى انه يقدم شيئا ولو بسيطا لوطنه لبنان، وبأنه يشعر بسعادة كبيرة لوجوده في البترون خصوصا بعد ان اصبح للجالية اللبنانية في البرازيل بيتا خاصا بها في هذا الحي البتروني القديم والغني بآثاره التاريخية.