تحقيق ميشالا ساسين
وطنية - التلوث البيئي في شكا يجعلها غير قابلة للسكن والاهالي يتنشقون السموم والروائح الكريهة ويهجرون في ظل غياب الوزارات والمسؤولين.
تعتبر شكا الاكثر تلوثا في قضاء البترون كونها مركزا للشركات ومعامل الاسمنت، منذ زمن واهالي البلدة ضاقوا ذرعا من المشاكل البيئية والسموم التي تسبب الامراض السرطانية، في حين لم تتوقف السجالات بين الأهالي والشركات، ولكن من دون جدوى، وعلى رأسهم شركة الترابة الوطنية التي يعمل فيها عدد كبير من اهالي البلدة".
فدعوس
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس مجلس انماء شكا ومختارها ارز فدعوس ان شكا ليست مدينة ملوثة بنسبة عالية جدا كما يسعى البعض للتسويق لها. وقد تبين منذ فترة وجيزة ان كسروان فيها نسبة تلوث اكبر بكثير من شكا ناجمة عن معمل الذوق، ولكن من الطبيعي جدا ان يكون هناك تلوث بفعل وجود شركات الترابة في البلدة، ما يؤدي الى انبعاث الغبار بشكل كبير".
وعن الحلول والوضع مع شركة الترابة الوطنية، يؤكد فدعوس ان "الوضع تحسن بنسبة 60% حيث قامت الاخيرة بوضع فيلترات من أجل الروائح الكريهة وتنظيف المناطق التي تحيط بالشركة وارسال المكانس على الطريق العام للقيام بعمليات التنظيف وأصبح الآن الوضع اكثر تحسنا".
وقال: "نحن نتابع دائما موضوع التلوث مع شركة الترابة ونزور المسؤولين لمعرفة أين أصبحت البنود التي تم الاتفاق عليها مسبقا والتي تنص على تثبيت العديد من الموظفين الذين يعملون منذ فترة كمياومين، أن تكون طريق الشاحنات خارج شكا أي أن تمر عبر الاوتوستراد لا عبر الاسواق، شراء كل ما تحتاجه الشركة من لوازم من داخل شكا.
وأشار إلى أنه "في ظل وجود كل هذه الشركات على أرض شكا، البطالة ممنوعة، إذ عليهم توظيف ابناء البلدة".
أما في ما يتعلق بالخطة التي صدرت عن مجلس الوزراء منذ اشهر والتي تقضي بإنشاء مطامر للنفايات في شكا في شركة الترابة الوطنية واللبنانية، يقول فدعوس: "لا جديد في هذا الموضوع، لقد تم طرحه ولكنه ليس جديا وبالتالي هو مرفوض بشكل قاطع من قبل الاهالي".
وقال: "نحن بحاجة الى مشاريع بيئية وسياحية يكون لها مردود اقتصادي ولا مكان للمطامر في شكا. تكفينا الشركات التي تأخذ مساحات كبيرة ولا نتحمل زيادة الاعباء. عملنا بالتعاون مع عدد من المسؤولين وفاعليات المنطقة على توسيع الرقعة السكنية وزيادة الارتفاع في البناء لزيادة المساحة الخضراء والسعي من اجل الاستثمار على البحر من خلال العديد من المشاريع التي سيتم تنفيذها في المستقبل".
أضاف: "إن وزارتي الصحة والبيئة غائبتان عن شكا، يزور مندوبوها المنطقة احيانا، لكن من دون جدوى او حلول لمشاكلنا".
وليس بعيدا عن شكا تتجه الانظار نحو سلعاتا وحامات لاقامة مشاريع توليد الكهرباء، وهنا يقول فدعوس: "أخبرونا أنه لدينا غاز، لذلك سيأتون بالمعامل الى المنطقة ولكن نحن نرفض كليا هذا الموضوع فيكفينا تهجير لابناء شكا والمناطق المجاورة".
الاهالي
وفي شكا ايضا، ضحايا لمداخن الشركات وسمومها ومرضى سرطان ويرفع الاهالي الصوت عاليا من اجل عدم تمرير العديد من المشاريع التي تزيد من التلوث البيئي، وعلى الرغم من كل ذلك، يسعى الاهالي الى الحلول بطريقة المفاوضات الحضارية للوصول الى نتيجة ترضي الجميع وتحسن وضع شكا وخصوصا أن عددا كبيرا من السكان يعملون في هذه الشركات ويشددون على البقاء في كنف الدولة".
الأهالي يؤكدون أنهم "بالمرصاد"، ولن يسمحوا "بتشويه وجه شكا الحضاري"، معتبرين أن "لديهم خليجا كبيرا وتعتبر شكا بلدة سياحية بامتياز وبخاصة في موسم الصيف". وطالبوا ب"مشاريع انمائية وتدخل سياسي في حال تم فرض اي مشروع يشوه وجه شكا البيئي لان كل ما نقوم به للمواجهة المشاريع الصناعية هو بمجهودنا الشخصي".
وسألوا:"ماذا قدم السياسيون في المنطقة لحمايتنا من السموم؟ هل تعتبر الدولة غائبة كليا عن بلدة شكا وخصوصا في ظل الفلتان الامني في البلاد؟ ومن يحمي صحة المواطن فيها وخصوصا في دولة المحسوبيات؟".
=========== ج.س