تحقيق امينة التويني
وطنية - تطل بلدة اللبوة في سهل البقاع الشامخ ومن وسط محافظة بعلبك -الهرمل، حاضنة سماء عالية، جبال شامخة، أراض منبسطة، ينابيع عذبة، حقول خضراء، نبات وزهور تدخل السرور والبهجة لقلب كل من يمر بها.
تصل اليها عبر طريق بعلبك - حمص الدولية حيث يخترق خراجها وتقسم أراضيها ما بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية، تتوسط سهل البقاع الشمالي محاطة ببلدات عدة، شرقا بلدة عرسال، شمالا بلدة النبي عثمان وبلدة العين، غربا حربتا ومن الجنوب بلدة البزالية لتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 40 كلم. تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 110 كلم وعن مدينة زحلة حوالي 65 كلم، وعن مركز المحافظة بعلبك حوالي 25 كلم، ترتفع عن سطح الحر حوالي 800 متر.
يعود أصل التسمية لبلدة اللبوة كما جاء في كتاب معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية قد يكون سريانيا "Lebbawta" أي القلب والوسط واللب، أو قد يكون عربيا أي أنثى الأسد، والأسد كان معروفا في هذه البقعة وهو الأرجح.
تعتبر بلدة اللبوة بلدة زراعية بامتياز، فخراجها يمتد بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية، إضافة الى امتلاكها سهلا واسعا يتميز بخصوبته، يوجد في اللبوة عدة ينابيع ومن أهمها:
1- نبع الشلال: يقصده الناس من مختلف المناطق اللبنانية للتمتع بمناظره الخلابة وهواءه العليل ومياهه العذبة، وللتنزه والترفيه حيث تنتشر المقاهي والمطاعم حوله. فقضاء يوم على ضفافه وسط هديرالشلال وأشجار الجوز، الزيزفون، الصفصاف، الشربين والسنديان يدخل السرور والبهجة لقلب كل متأمل.
2- نبع العاصي: وهو مجموعة ينابيع اللبوة والتي تنبع من سلسلة جبال لبنان الشرقية، يستفاد منها في ري البساتين، تجر مياهها عبر أقنية من بلدة اللبوة وحتى حدود القاع.
3- نبع الدردارة: يقصده الناس للشرب من مياهه، ويقال انها تشفي العليل لعذوبتها.
4- نبع ساقية النبي عثمان: تروي بساتين البلدة وبساتين البلدة المجاورة (النبي عثمان).
5- نبع ساقيةالرويس: صالحة للشرب تستغل لري الأراضي، إضافة الى نبع الطاحونة.
اعتمد أبناء البلدة منذ القدم وحتى يومنا الحاضر على القطاع الزراعي وهو مورد رزق غالبيتهم.
من أهم المزروعات: الأشجار المثمرة كالمشمش والكرز والدراق، وتشتهر بزراعة التفاح الذي يصدر الى الخارج لجودة نوعيته. كما تزين طرقات البلدة والساحات العامة والبيوت أشجار الصفصاف، الشربين، الحور، الزيزفون، الجوز والسنديان، إضافة الى زراعة الخضار على أنواعها.
من مميزات بلدة اللبوة محبة أهاليها لبعضهم البعض، رغم كثرة عائلاتهم حيث توجد أكثر من 50 عائلة وهي: أمهز، رباح، عبدو، عمار، عيتاوي، مولي، بلوط، شمص، مني، حمية، عوض، بجبى، بلوف، سرور، جنبلاط، الحولي، المصري، حيدر احمد، ظنبط، خليل، نون، كردية، حمود، ياغي، دندش، خزعل، ادريس، فيتروني، القميحة، شحادي، حوري، حموي،البزال، زيدان، زين، حسن، احمد العز، الدربلي،الأقمر، وهبي، حبش، الهبش، سيف الدين، شريف، العس، الفليطي، بحلق وحجولا.
آثار البلدة: من خلال البحث الميداني لخراج بلدة اللبوة وبيوتها، يمكن تسجيل بعض المشاهدات التي تؤكد على قدمها، فقد تم العثور على قطع أثرية وفخاريات متنوعة تعود الى العصور الرومانية - البيزنطية:
- بقايا لحصن بيزنطي لا يزال جزء من جداره الغربي موجودا وبعض أرضيته.
- ثلاث مغاور في وسط البلدة منها مغارة الفدرون تحتوي في داخلها عدة نواويس يعود تاريخها للحقبةالرومانية - البيزنطية.
- بقايا آثار لسد روماني يعود الى حقبة الملكة زنوبيا.
- بقايا آثار لأقنية لجر المياه من اللبوة حتى مدينة تدمر في سوريا.
- آثار لبعض المطاهن التي كانت تدور على المياه.
مقاماتها الدينية: في البلدة مقام "العبد الصالح" فحسب روايات الكبار في السن، ان هذا المقام يعود لطفل من أطفال سبايا الإمام الحسين بن علي، فخلال رحلة السبي الطويلة والشاقة من كربلاء الى الكوفة - الشام - حلب - حماه ومنها الى حمص مرورا بمناطق لبنانية مختلفة كان يموت معهم أطفال فيدفنون حيث يكونون، يزوره الناس من مختلف المناطق اللبنانية وخاصة أيام الجمعة للتبرك وإيفاء النذور، كما يوجد في البلدة حسينية وجامع.
العمود الفقري لاقتصاد البلدة يعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة، ومع التطور السكاني تحول عدد كبير من أبناءها الى الوظيفة العامة في مختلف القطاعات: جيش، قوى أمن داخلي، وظائف عامة وخاصة.
ففي البلدة عدد من المراكز والمؤسسات الحكومية والخاصة، مصارف، مركز الشؤون الإجتماعية، محكمة شرعية جعفرية ، مركز الرعاية الصحي بالإضافة الى مدرسة تكميلية، مدرسة ثانوية، معهد فني، ملعب لكرة القدم وغيرها.
فالبلدة لديها اكتفاء ذاتي على الصعيد الخدماتي إضافة الى انها مقصد لأغلبية البلدات المجاورة.
- عدد سكان البلدة نحو 20 ألف نسمة.
- عدد الناخبين 7 آلاف ناخب.
- نسبة الهجرة ضئيلة، أما عدد النازحين الى بيروت نحو 4 بالمئة من سكانها.
المجلس البلدي:أول مجلس بلدي للبلدة عام 1967، يتألف المجلس البلدي الحالي من 15 عضوا، عدد المخاتير ثلاثة.
عمل المجلس البلدي منذ نشأته على إنماء البلدة والنهوض بها نحو الأفضل على كل الاصعدة: الإدارة، البيئة، الصحة، إنشاء وصيانة الطرق وغيرها. كما أنشأ محطة مياه حديثة وشبكة مياه في البلدة بحيث تصل المياه الى كل بيت في البلدة بدل الشبكة القديمة التي يزيد عمرها عن 60 عاما، وملعب لكرة القدم.
====== ج.ع