الخميس 31 تشرين الأول 2024

12:12 am

الزوار:
متصل:

الأعشاب البرية مصدر رزق للنازحين السوريين في المنطقة الحدودية وحملات وزارة الصحة عادت بالفائدة عليهم

تحقيق طاهر ابو حمدان

وطنية - مع الصباح الباكر يحمل أحد النازحين السوريين من أدلب، الى سهل المجيدية، معولا صغيرا بيد، وأكياس متوسطة الحجم باليد الأخرى، يعمل وحتى فترة العصر، في جني وتجميع الحشائش البرية، والتي تكثر في هذه المناطق الجبلية. ولقد باتت حشائش هذه السهول والحقول البور قوتا صحيا لذيذا لفئة كبيرة من النازحين، كما باتت مورد رزق مقبول، يدر عليهم مبالغ مالية، تسد جانبا من حاجياتهم ومصاريفهم، في ظل التقتير وانخفاض مساعدات الدول المانحة.

جمع وتسويق الأعشاب البرية، باتت مهنة موسمية، يلجأ اليها النازحون السوريون، خلال فصل الربيع، من اجل الحصول على مورد رزق، يسد جانبا من الحاجيات ويقيهم شر العوز.

أحد النازحين من حلب، يوضح ان "الأعشاب البرية معروفة بجودتها وهي مطابقة للمواصفات الصحية الغذائية التي تسهر عليها وزارة الصحة في لبنان، فهي خالية من كل المقويات الكيماوية المضرة بصحة الأنسان، وتعتبر غذاء جيدا، يجهد المواطن اللبناني والعائلات اللبنانية من اجل الحصول عليها، وهذه الحشائش معروفة منذ القدم في المجتمع اللبناني، ومنها على سبيل المثال: العلت، العني، العكوب، المشى، الدردار، ليصل تعدادها الى اكثر من 22 نوعا، منها ما يستعمل في موائد الطبخ، واخرى تستعمل كأدوية شافية للكثير من الأمراض الصدرية، خاصة الكريب والسعال والأسهال والتهاب الكلي والمفاصل وغيرها".

احدى النازحات من بيت جن، والمقيمة في سهل الماري ومربحة، تشير الى انها تعمل مع اطفالها الخمسة حوالي 6 ساعات في جمع الاعشاب وقطفها من الحقول، حيث يتمكنون من جمع ما بين ال 10 الى 13 كلغ، ليبيعونها بالمفرق عند جوانب الطرقات ب6 الى 7 آلاف للكلغ، وفي احيان كثيرة نبيعها لتجار الجملة اللبنانيين ولكن بسعر ادنى بقليل، والغلة اليومية مقبولة تتجاوز في بعض الأيام ال 50 دولارا، وقالت: انه مبلغ كنا نحلم به في بلدنا سوريا، لكن المشكلة ان موسم السليقا قصير جدا ولا يتجاوز الشهرين فقط، فالحشائش تيبس مع نهاية الربيع لتصبح عندها علفا للحيوانات".

ويؤكد احد النازحين من ادلب ان "السليقا دخلت وبقوة في المجال التجاري، موضحا انه "بات يسوق الحشائش البرية، في خيمة صغيرة حول جانبا منها الى دكان صغير، لبيع الخضار والفاكهة للنازحين في سهل الوزاني، فالمشهد اليومي بات مألوفا، لعشرات الأكياس المعبأة بهذه الأعشاب والزبائن من النازحين واللبنانيين والذين يشترون بكثرة  هذه الحشائش لفوائدها الصحية، خاصة بعدما كواهم الغش الذي يضرب الكثير من المواد الغذائية في المتاجر والمؤسسات اللبنانية، وهذا ما نتابعه عبر شاشات التلفزة، حيث تلاحق وزارة الصحة اللبنانية المحال المخالفة وتتلف الكثير من محتوياتها المخالفة للمواصفات والمعايير الصحية، وان مثل هذه الحملة عادت بالفائدة على اعشابنا البرية والتي باتت مقصد المستهلك اللبناني، وتحولت الى باب رزق لنا كمجتمع نازح فقير يركض خلف القرش لسد الحاجة المتصاعدة، مع التدابير المتعددة والقاسية التي تتخذها الجهات المانحة تحت شعار عدم توفر التمويل اللازم".


                   ============و.خ

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب