تحقيق ريما يوسف

وطنية - الصرع او Epilepsy هو اختلال عصبي داخلي ينتج عن اضطراب الإشارات الكهربائية في خلايا المخ، وهو من أقدم اضطرابات الدماغ التي عرفها الإنسان، والإصابة به لا تعني الجنون أو التخلف العقلي حيث لا صلة بين الصرع والمرض العقلي، ولكن قد يعاني المصاب بالصرع من الإحباط والاكتئاب أو القلق نتيجة خوفه من مرض الصرع خاصة إذا كانت استجابته للعلاج غير كاملة.

والخلل القائم في العملية الكهربائية الدماغية ينشأ من تشكل ما يعرف بالبؤرة الصرعية والتي تكون مصابة ومنها تنطلق إشارة البدء وتتعمم على كامل النشاط الكهربائي الدماغي والعرض الأساسي الجامع لكل أشكال الصرع هو فقدان الوعي وما قد يرافقه من تشنجات مختلفة وفقا للحالة، وأشهر أنواعه الصرع الكبير حيث تحدث تقلصات تتبعها رجفان شامل لكل عضلات الجسم وفي الدرجة الثانية يكون الصرع الصغير عند الأطفال عادة بحيث يفقد المصاب وعيه لفترة قصيرة ويستردها بسرعة.

عوامل ظهوره
اما العوامل المحفزة لظهور الصرع فهي: قلة النوم - الإجهاد والتعب - ارتفاع الحرارة - شرب الكحول - المرض - الاضطرابات.

المؤتمر اللبناني الكويتي
وبدعوة من الجمعية اللبنانية لمكافحة داء الصرع انعقد المؤتمر اللبناني الكويتي الرابع لمكافحة داء الصرع اعماله نهاية الاسبوع الماضي في فندق متروبوليتان - سن الفيل، شارك فيه المنظم الاول للمؤتمر ورئيس وحدة داء الصرع في مستشفى ابن سينا الكويتي الدكتور اللبناني ماهر عرابي، رئيس الرابطة اللبنانية لمكافحة داء الصرع الدكتور وسيم نصر الدين، بالاضافة الى عدد من الاطباء في البلدين.

عرابي
"الوكالة الوطنية للاعلام" التقت الدكتور عرابي قبل مغادرته للالتحاق بعمله في الكويت فقال: "فكرة انشاء المؤتمر بدأت بيني وبين رئيس قسم داء الصرع في الجامعة الاميركية البروفسور احمد بيضون، وأنا تلميذه، وعندما بدأنا بالفكرة ذهبت لتأسيس وحدة الصرع في الكويت في اكبر مستشفيات الكويت، فالمؤتمر الاول عقد في الكويت في شهر شباط 2013 وكان ناجحا بنسبة كبيرة، ثم عقد في لبنان، فالكويت، ليعود ويعقد في لبنان مجددا والمؤتمر الخامس سيحصل في نيسان المقبل في الكويت 2015، وأهميته انه لتبادل الخبرات بين البلدين، وانتهينا الى إيجاد حلول لبعض نوبات الصرع ووصلنا الى بروتوكول حول (علاج النوبات الصرعيةالطويلة) status epilepticus ومدتها أكثر من 5 دقائق".

أضاف: "سنحاول في القريب العاجل عقد مؤتمر بمشاركة أطباء الأعصاب والطب الداخلي وأطباء اخصائيين واطباء الطوارىء والأطفال، ويتم الموافقة هناك على البروتوكول لتحسين نوعية العلاج عند المرضى".

وأشار عرابي إلى أن "تأخر العلاج عند بعض المرضى سببه معظم الأحيان عدم أخذ العلاج اللازم، او عدم تخطيط الدماغ بمراحل مختلفة".

وعن كلفة العلاج، اعتبر انه "مكلف في كثير من الاحيان، أما في الكويت فالأدوية مؤمنة من وزارة الصحة الكويتية".

أما عن نسبة المرضى بالصرع، فقال انها "متقاربة في كل العالم وهو 1 في المئة من عدد السكان ونرى في الكويت اننا بدأنا من سنتين وأكثر حالات عديدة ونسبة المرضى عالية جدا، وهو ثاني مرض شائع بالنسبة للأمراض العصبية بعد "الميغران".

وعن الطب في الكويت، فأكد أنه "متطور وافتتاح وحدة الصرع هناك متطورة جدا، وكان المرضى في الماضي يضطرون لمغادرة الكويت للعلاج فحسمنا هذا الامر، وأجرينا هناك عمليات جيدة وناجحة جدا"، مشيرا الى ان "هناك حالات عدة يشفى المريض منها".

وأشار إلى أن "العمليات مهمة جدا وخصوصا زراعة بطارية لعلاج الصرع تحت الجلد، فهي تنظم عمل الدماغ ولكنها ليست كالعملية، العمليات أنجح. ومنذ عامين، تطور العلاج كثيرا وقد انضم منذ أشهر عدة الى فريقنا الطبي الدكتور احمد فواز والحمد لله تقدمنا جدا هناك".

وختم: "هذا التعاون الكويتي - اللبناني نريد أن نراه بشكل كبير بين البلدين وعلى المستويات كافة، وعلى كل الدول وليس فقط الكويت العمل على تحسين المرض بتبادل الخبرات ونشره في كل المستشفيات".

نصر الدين
من جهته، رأى رئيس الرابطة اللبنانية لمكافحة داء الصرع الدكتور وسيم نصر الدين أن "الجمعية الوطنية هي جزء من الجمعية الدولية لترشيد المرضى واهلهم لان هدفنا هو تثقيف المرضى والاهل والاقرباء".

وأضاف: "لقد أجريت مع الاطباء عدة ابحاث عن المرضى بحيث رافقنا البعض منذ بداية العلاج وحتى الشفاء منه".

اما عن بوادر ظهور المرض فقال: "طبيب الاطفال هو المكتشف الاول للصرع، ويحول عندها المريض الى طبيب اعصاب المخ فيقوم عندها بإجراء تخطيط للرأس"، مشيرا الى ان "الاسباب غير وراثية ومن بوادرها الغيبوبة وهزة الحيط كما يقال بالعامية".

وختم متمنيا ان "يتكفل صندوق الضمان الاجتماعي بتغطية نفقات العمليات الجراحية لانها قادرة على شفاء المرضى بنسبة كبيرة".

ومن المفيد في الختام الإضاءة على التدابير اللازمة لاسعاف شخص اثناء نوبة الصرع وهي: الإسراع في توفير المكان الآمن على الأرض، وضع الرأس على سطح مستو وإمالة رأسه ورقبته، إبعاد الاثاث والأدوات الحادة من حوله لكي لا يؤذي نفسه، ووضع تحت رأسه بطانية أو اسفنج، وفك الملابس الضاغطة على عنقه، والبقاء معه ليستعيد الوعي كما يجب تدبير وعلاج بلع اللسان في حال حدوثه.

=================== ر.ي.