الخميس 31 تشرين الأول 2024

02:18 am

الزوار:
متصل:

قرى تبنين ومحيطها تنعم بعيون مياه لو استغلت لخففت من معاناة قاطنيها

قرى تبنين ومحيطها تنعم بعيون مياه لو استغلت لخففت من معاناة قاطنيها

 تحقيق ابراهيم حمزة

وطنية - تشكل تبنين والقرى المحيطة بها منطقة غنية بعيون المياه، الدائمة والموسمية. فالعيون الدائمة عددها 10، أما الموسمية فتزيد عن الثلاثين عينا تنبجس في منتصف الشتاء لتختفي في منتصف فصل الربيع.

ولتبيان وضع هذه العيون ومدى الاستفادة منها، نبدأ ببلدة تبنين حيث "عين الورده" التي أصبحت في هذه الايام رهينة المحبسين بعدما كانت مصدرا لمياه الشرب للكثيرين من أبناء القرى المجاورة والمارة وكذلك للنازحين السوريين، كونها على طريق عام السلطانية - تبنين - بنت جبيل ، فقد علقت عليها بلدية تبنين إعلانا بأنها غير صالحة للشرب، بعدما كانت قد سجنتها منذ منتصف الصيف الماضي داخل قضبان الحديد . وتركت صنبورا واحدا حرا طليقا، يسقي من يشاء، والناس تشرب منه، رغم الاعلان. وحسب إفادة البلدية فإن مياه هذه العين "ستفلتر" لتباع بسعر ( 250 ل.ل لكل 10 ليتر) من دون قارورة في شهر آذار المقبل.

أسفل هذه العين وفي زاوية تحت طريق عام الجميجمة - صفد البطيخ، هناك أيضا عين أخرى تابعة لخراج بلدة تبنين هي "عين المزراب" وهي عين قديمة استغلها الفلسطينيون (أيام تواجدهم في المنطقة قبل اجتياح العام 82).

هذه العين رممتها الوحدة الايطالية العاملة ضمن قوات اليونيفيل وبدأ بيع المياه فيها منذ حوالي العام. وتشتهر ببرودة مياهها في الصيف. والسعر هو ( 250 ل.ل لكل 10 ليتر ماء). وفي الجهة الشرقية المقابلة لعين المزراب هناك عين الحمام، الواقعة في خراج بلدة صفد البطيخ والتي أخذت إسمها من دورها القديم، حيث كان الناس يقصدونها للاستحمام والغسيل والجلي، بالاضافة إلى تعبئة الجرار للشرب، ويروى أن الناس كانوا يضعون قطعة قماش في أرض الجرن الذي تتجمع فيه المياه قطرة قطرة ليعصروها بعد تبللها في جرارهم. وهذه العين ما زالت حرة توزع المياه على سجيتها، وعلى بعد خمسين مترا من عين الحمام توجد عين أخرى تسمى عين البقر، وسميت كذلك لأن الرعاة كانوا يسقون منها مواشيهم والتي تغلب عليها الابقار فكانوا يدلون إلى قعرها الممتلىء بالماء على عمق خمسة أمتار ويملأون الجوابي لتشرب منها المواشي. وكان الصبية يسبحون فيها أيام القيض.

وبمسافة لا تتجاوز الخمسمائة متر باتجاه سهل الخان في خراج بلدة تبنين ، هناك عيون سهل الخان التي سميت كذلك نسبة الى الخان الذي بني قديما على طريق القوافل الذاهبة إلى فلسطين وسوريا والعائدة منها حيث كانت تستريح هناك وتحصل على الماء والطعام . هذه العيون لم ترمم كأخواتها عين الوردة وعين المزراب ولكن نعمة الاسمنت حلت عليها بعملية ترميم بسيطة لبركها التي تنخفض في الارض حوالى ثلاثة امتار فتتجمع فيها المياه لتفيض في فصل الشتاء وتنحدر باتجاه جسر عين المزراب ولتشكل مع ساقية أخرى نهر أبو زبلة، الذي ينحدر باتجاه بلدة دير انطار ، نزولا الى قرى قضاء صور.

أما في الشمال من عيون سهل الخان، فهناك عين دائرية الشكل في خراج بلدة برعشيت يوحي منظرها بالرهبة وقد حيكت حولها الاساطير وبأن قعرها لا قرار له وأنها متصلة بنهر يجري تحت الارض. وربما كان يراد من ذلك منع الفتية من السباحة فيها، لأن السباحة في العيون كان هاجس الصبية في هذه المناطق نظرا لبعد البحر والنهر نسبيا.

وإلى الشرق باتجاه بلدة شقراء هناك نبع موسمي يغذي "بركة الصوان" والتي هي بركة كبيرة لتجميع مياه الأمطار، ويغذيها هذا النبع في موسم الشتاء والربيع وفي فصل الصيف تسحب مياهها بواسطة الجرارات الزراعية لتستغل في الزراعة.

أما إلى الجنوب من عين الحمام، وفي خراج بلدة الجميجمة، وعلى بعد لا يتجاوز الخمسمائة متر، تنضح عين الخانوق بمياه عذبة وقد خضعت هذه العين ل"عمليات جراحية" بعد أن هوت صخرة كبيرة على فجوة نبعها فأغلقت معظمه، حسب قول الاهالي، ثم رممته احدى التنظيمات التي كانت موجودة في حينه، وبنت جمعية اميركية خزانا لها، و"فلترت" مياهها بتمويل من إتحاد بلديات القلعة. فكان دور بلدية الجميجمة أن أغلقت بابها ووضعت عليه ناطورا يبيع المياه بسعر أغلى من جارتها تبنين أي بسعر خمسمائة ليرة لبنانية لكل عشرة ليترات وطبعا القارورة على المشتري.

هذه العين تنبجس في فصل الشتاء لتلتقي في نفس الوادي الممتد بين الجميجمة والسلطانية نزولا باتجاه بلدة خربة سلم، بينابيع موسمية، أكثر من 20 نبعا، تتوحد لتشكل ساقية كبيرة تقطع طريق بلدة خربة سلم نزولا إلى وادي الجرانيف، أسفل الجبل الذي يقيم عليه الوزير والنائب السابق عبد الله الامين قصره، مكملة طريقها إلى وادي الحجير حيث تلتقي بنهره، ليترافقوا سوية إلى نهر الليطاني، حيث المتنزهات، وينحدرون باتجاه شاطىء القاسمية ليصبوا في بحر صور.

عين الخانوق هذه وأخواتها من الينابيع الموسمية كانت في ذروتها قبل أن يستغلَّ ذلك الوادي الرحيب بإنشاء كسارة ومقلع كان أحد أبناء بلدة الجميجمة يستغله عبر تفجيره بأطنان من الديناميت مما آثر في البنى التحتية للينابيع، فغاضت. وكذلك تم إنشاء مجبل باطون وشركة غاز، مما حول ذلك الوادي من متنزه للناس إلى موقع للتلوث.

أما في بلدة خربة سلم فهناك عينان تجريان واحدة منها دائمة والاخرى موسمية، تنضب في أواسط فصل الربيع بعد أن يقضي الناس منها وطرا، ويقال إن العين فلترت ولكن لا تسعيرة لمياهها، إذ يحصل عليها الناس مجانا.

هذه العيون، كانت قوات اليونيفيل تقوم بفحص معظمها، حيث أنهم كانوا يعبئون صهاريجهم من تلك العيون ، قبل أن تكثر الآبار الارتوازية التي تبيع المياه بسعر وصل اليوم إلى خمسة عشر الف ليرة لبنانية صهريج الجرار الزراعي سعة 20 برميلا ليبيعها بدوره بسعر ثلاثين ألف ليرة. وفي سؤال لمصلحة مياه بنت جبيل، عن مصير الازمة المائية في المنطقة رفض المسؤول الإجابة، أكد أن المصلحة تقوم بالفحص بناء على طلب البلديات وليس هناك آلية معينة أو برنامج سنوي لهذه المسألة ، ويؤكد قسم وزارة الصحة على إجراء التحاليل سنويا وبطلب من البلديات عند الضرورة فيرسل القسم عينات الماء إلى مختبرات مركزية في العاصمة واحد منها في بلدة الفنار، مؤكدا أن النتائج تصل إلى البلديات ولا نعلم عنها شيئا.

باختصار، هذه العيون تتواجد على مساحة صغيرة نسبيا بين قرى تبنين، صفد البطيخ ، السلطانية ، خربة سلم ، الجميجمة ، برعشيت . ولو أنها استغلت بشكل صحيح ، مع بعض السدود الصغيرة ، لمنعت العطش عن هذه القرى التي تعاني أزمة مياه منذ حوالى 10 أعوام وخصوصا في فصل الصيف.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب