تحقيق الين سمعان
وطنية - جفت الزيتون الصناعي، مادة رئيسية وأساسية للتدفئة يستخدمه عدد كبير من المواطنين في منطقة مرجعيون بديلا عن المازوت والحطب التي ترتفع اسعارهما عاما بعد عام في ظل وضع اقتصادي سيء وغياب الدعم الحكومي، بالاضافة الى الاهمال الرسمي لجهة تنظيم قطع الاشجار واحتكاره من قبل البعض. فأبناء هذه المنطقة الجبلية التي يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 500 و800 متر يعانون شتاء قاسيا في كثير من الأحيان، لا يستطيع مواجهته سوى وجاق المازوت او الحطب نظرا لفاعلية القوية ودفئه اللافت.
وبما أن معظم هذه القرى يشتهر بالزيتون، لفت في السنوات الأخيرة اعادة تصنيع الجفت الناتج عنه بعد عصره لاستخراج الزيت، ليصبح حطبا صناعيا يمتاز بانخفاض كلفته وفاعليته الكبيرة في مواجهة البرد، كما لفت ايضا عددا من المعنيين في المجالين البيئي والتجاري، وبات يشهد اقبالا لافتا في تصينعه وبيعه واستخدامه.
سليمان نهرا من بلدة القليعة والذي يعمل في مجال الحدادة، استحدث آلة خاصة لتصنيع الحطب الصناعي ادراكا منه لأهميته وفاعليته بسبب سرعته في الاشتعال وقدرته الحرارية. وفي حديث مع نهرا، أشار الى أن "معظم أصحاب حقول الزيتون باتوا معنيين بتحويل الجفت الى حطب صناعي، ومنهم من يبيعه الى المعني بتصنيعه".
ولفت الى أنه "لا يبغي الربح من جراء عمله فهو لجأ الى تصنيع هذه الآلة للاستخدام العائلي وبعض الأصحاب الذين يقصدونه، مشيرا الى ان الآلة تنتج نحو 240 قطعة بطول 20 سم وتزن 600 غرام، تشتعل مدة نصف ساعة بقوة تفوق الحطب العادي".
وختم: "الحطب الصناعي زهيد الكلفة وفعال ويحافظ على البيئة والثروة الحرجية".
المواطن طانيوس رزق كان له تجربة ناجحة العام الماضي مع الحطب الصناعي، فقرر اعادة الكرة هذا العام وخصوصا أن التوقعات تشير الى شتاء قاس يضاف الى وضع اقتصادي ومعيشي مترد.
ولفت الى ان كلفة الطن بلغت هذا العام 300 الف ليرة، والبعض يبيع كل 50 كلغ منه ب 10 آلاف ليرة لبنانية.
تجربة الحطب الصناعي حديثة لكنها بدأت تفرض نفسها في كثير من المناطق الجبلية وعلى الدولة والوزارات المعنية تشجيعها ودعمها لأن فوائدها كثيرة والأهم انها صديقة البيئة وصديقة المواطن ذي الدخل المحدود.
============= ج.س