تحقيق منذر المرعبي
وطنية - تشغل زراعة الحمضيات في عكار مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية ويشكل انتاج عكار منها نسبة كبيرة من الدخل الوطني، ولكن تراجعت كثيرا عن الماضي حيث كانت البساتين منتشرة بحوالي 70% من اراضي سهل عكار، لكن الكساد في الانتاج وغضب الطبيعة وانخفاض الاسعار وارتفاع التكلفة وتداعيات الازمة السورية، هذه العوامل وغيرها، اوقعت مالكي البساتين في أزمات مادية واقتصادية عدة ومنهم من عمد إلى اقتلاع الاشجار من الأراضي باحثا عن زراعات بديلة عله يستنهض من أزماته ويستمر في زراعة أرضه.
قصدنا سهل عكار للاطلاع على اوضاع الموسم هذا العام من حيث النوعية والكمية وما هي ابرز المشاكل التي تواجه المزارعين.
المزارع عبد اللطيف عبيد من كبار المزارعين في سهل عكار تخوف على مستقبل زراعة الحمضيات في ظل غياب الاهتمام الرسمي فيها، وقال:"كانت بساتين الحمضيات تملأ سهل عكار في السنوات الماضية ولكن للاسف اصبحت البساتين محصورة وعددها قليل ويعود ذلك إلى ارتفاع الكلفة، حيث أن الأرض التي فيها حمضيات لا يستفيد منها المزراع بزراعات الى جانبها، وان غلاء السموم والسماد والري والمحروقات واليد العاملة تكاليف لا بد منها لنجاح المواسم. وعندما يأتي الموسم يتفاجأ المزارعون بالاسعار المتدنية والتي لا ترد ثمن التكلفة والديون للصيدليات الزراعية".
وأكد أن "قفص الليمون يباع من البستان بحوالي 8 الى 10 الاف ليرة ويحتوي على 15 كيلو"، موضحا أن "الانتاج هذا العام جيد جدا نوعا وانتاجا، لكن الاسعار متواضعة ولا سياسة زراعية لحماية المزارع ومواسمه وغياب التصدير الى البلدان الاوروبية والتي هي بحاجة الى انتاجنا وعدم وجود مصانع للعصير والتجفيف في عكار وغيرها من العوامل الامنية كل ذلك يحد من عملنا واستمرارنا".
وطالب عبيد "الدولة ووزارة الزراعة بفتح اسواق على روسيا وغيرها من البلدان وانقاذ زراعة الحمضيات الي هي من الزراعات الاساسية في لبنان".
من جهته، وصف المزارع خالد المصري الواقع بالمأساوي، وقال:"استمراريتنا اصبحت صعبة في ظل الاهمال اللاحق بحق شجرة الحمضيات ومالكي البساتين الذين يقعون تحت رحمة الديون والسماسرة بسبب تراجع الاسعار وارتفاع التكلفة".
وناشد المسؤولين في وزارة الزراعة "التحرك سريعا وتأمين أسواق محلية وخارجية".
وفي دردشة مع العمال في الورش والبساتين ايضا لديهم شكوى من تدني أسعار أجرهم، مؤكدين أنه "عندما تكون المواسم لا ترد ثمن التكلفة لأصحاب البساتين ينعكس علينا أيضا ونحن شريحة كبيرة نعمل طول النهار من أجل العيش في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة ومعقدة".
ولكن على الرغم من معاناة المزارعين الا ان مواسم الخير ومشاهد القطاف وتصنيف الانتاج وفق نوعيته. وصيحات المسؤول عن الورش الذي يوجه الملاحظات للعمال للعمل بسرعة واتقان، وحضور زوادة الطعام القروية التي أتت بها سعاد، الغنية بأنواع من خيرات الطبيعة وابريق الشاي ومواويل العتابا التي يصدح بها احد الشباب، تأخذك إلى عالم جميل مليء بالفرح، وتسرح عيونك في مشاهد بيئية لافتة لا يعرف قيمتها إلا من يفتقدها في المدن.
============== ج.س