الخميس 31 تشرين الأول 2024

04:19 am

الزوار:
متصل:

روبوت يكشف الألغام... مشروع تخرج طالبين في الأنطونية بعبدا هل سيستخدم للمنفعة العامة أو سيبقى بحثا علميا في أدراج مخترعيه؟

تحقيق رشيد زين الدين

وطنية - ان طموح الشباب اللبناني في الوصول الى أعلى المراتب والمراكز وفي كافة المجالات العلمية والإقتصادية والإجتماعية لا تحد من طموحه الأزمات المالية والمشاكل الأمنية والمعيشية الصعبة والصحية وما أكثرها هذه الأيام، وهذا ما أثبته الشاب سعيد رمزي ابي فراج ابن بلدة بعلشميه، أنه بالاضافة الى كل هذه المشاكل والى جانب بحثه العلمي كان من الناشطين على الصعيد الطالبي في الجامعات من خلال منظمة الشباب التقدمي، والطالب زميله ايلي اسطيح، بتسجيل اختراع علمي مثير ومميز نال التنويه من النائب وليد جنبلاط ومن المجتمع اللبناني، لما له من أهداف أولها علمي وثانيها إنساني وثالثها اقتصادي.

هذا الإختراع الذي أخذ شكل عنكبوت هو لكشف الألغام التي تسبب الكثير من المآسي والآلام للمواطنين في الأراضي اللبنانية كافة.

وفي حديث مع سعيد ابي فراج قال: "لقد اخترنا هذا المشروع أنا وايلي لأن أحد قربائه مصاب من جراء الألغام وبترت قدمه، لذا كان الهدف من مشروعنا التخفيف من معاناة المواطنين، وكان مشروعنا هذا "الربوت" ليكون مشروع التخرج من الجامعة الأنطونية - بعبدا لشهادة الماجستير، لذا قمنا بدراسة معمقة حول الألغام وأبحاث كثيرة عن هذا الموضوع الى ان خرجنا بهذا المشروع بشكله الحالي وتخرجنا على أساسه، وهو "روبوت" على شكل عنكبوت".

وأضاف: "لقد عملنا على هذا الشكل لأسباب عدة لأن اللغم يلزمه حوالى 400 - 500 غرام من الوزن لينفجر إضافة الى وعورة الأرض اللبنانية المتواجدة فيها الألغام، وهناك صعوبة في الأرض أمام معظم الرجال الآليين، ولكن ما يميز اختراعنا انه يعمل بمفرده دون مساعدة أي إنسان وهو ليس بحاجة لأحد لتشغيله وتحريكه وهو مبرمج على أكثر من دماغ ليقوم في نفس الوقت بأكثر من عمل محدد معا وبفاعلية وبسرعة متماهية، حيث يعمل بتنسيق كامل في كافة الأعمال المطلوبة منه. لقد قمنا بتجربة هذا المشروع على المعادن وكان عمله فعالا، ولكن تنقصه بعض المعدات لاستكمال المشروع بشكل نهائي، علماان هذا المشروع هو نموذج أولي وقد أعطى النتائج التي نريدها، ولدينا توجه الآن لزيادة فاعلية هذا الإختراع بإضافة بعض القطع مع تغيير بعضها".

وأشار إلى أن "الربوت الذي هو على شكل عنكبوت، نحن اخترنا هذا الشكل والذي له ستة أرجل وكل واحدة فيها ثلاثة محركات أي 18 محركا، وعمل هذه المحركات الأساسية هي انه عندما تنزل القدم لا تهبط بسرعة عالية، لأن هبوط القدم بسرعة قد يودي الى زيادة الوزن مما يؤدي الى تفجير الألغام بها، وهكذا نكون قد خففنا من نزول القدم السريع والى تخفيف الوزن، وقمنا بهذه الدراسة على الألغام التي لا تنفجر فقط قياسا الى الوزن وإنما على قوة الوزن، لذا فهذه المحركات تخفف من هذه السرعة إضافة الى اننا نستطيع التحكم بها كما نريد، وهكذا فعندما تهبط القدم على الأرض لا يشعر بها، وهذا الأمر مقصود بالتحديد بالنسبة لموضوع الألغام، أما لاستعمالات أخرى فنحن نستطيع تسريعها أكثر من ذلك، لذا كل شيء مدروس بدقة بين الوزن وبين حركة القدم".

وأكد أن "معظم المعلومات حول الألغام وأنواعها وطرق عملها حصلنا عليها من ضباط الجيش اللبناني المختصين، وقمنا بزيارة ميدانية لبعض مواقع الجيش وأنجزنا دراسة كل الظروف المحيطة بموضوع الألغام، وأخذنا من هؤلاء الضباط معلومات دقيقة أدت الى إنجاح مشروعنا، وأخذنا في الإعتبار المشاكل التي تواجههم بموضوع الألغام، مع هذا لم يجر الحديث حتى الآن للتعاون بيننا وبين فوج الهندسة، مكتب الألغام للمشاركة في كشف الألغام أو البدء بانتاج الربوت الخاص للجيش".

واعتبر أن "هناك العديد من الربوت وبأشكال متعددة موجودة في لبنان وخارجه تكشف الألغام، ولكن أحدهم لم يأخذ هذا الشكل الذي نحن قمنا باختراعه إضافة الى جميع أنواع الربوت. هناك إنسان يحركهم ويتحكم بهم، في حين ان مشروعنا يعمل بمفرده ويأخذ القرارات ايضا حسب الطبيعة الموجود فيها وهذه هي النقطة الأهم في عملنا لأن هذا الربوت، إذا صادفه أي من الحواجز أو الأحجار أو الأشجار، فإنه يتخذ القرار بتخطي هذه العوائق دون تدخل من أحد، بالاضافةالى ذلك هذا الربوت يمكن أن يستفيد منه الجيش في أكثر من أمر ومهمة، فبإمكان الجيش إرساله الى موقع يريد اقتحامه، فهذا الربوت يستطيع الذهاب الى هذه الأمكنة وبالسرعة التي نريد، ويعطي معلومات دقيقة، لأن هذا الربوت الذي جمعنا فيه أشياء عدة، أولا هو يعطي المعلومات من خلال الأقمار الإصطناعية ويكشف الألغام والمحركات الموجودة فيه جمعناهم في سلة واحدة في خدمة هذه الأهداف، وهذا الشكل غير موجود مثلة في أي بلد آخر، وبهذه التقنية، لذا يعتبر هذا المشروع اختراع لأن الدول الأخرى تستخدم الربوت ذات الجنزير وعلى شكل دبابة مصغرة".

وأشار إلى أن "اختراعنا يأخذ إحداثيات الوصول في الحقل الذي يراد كشفه ليعود الى هذه النقطة وهو يقوم بالحسابات المطلوبة للحقل الذي سيسير فيه وليس لدينا مشكلة بكبر أو صغر مساحة الأرض، وإذا صادفه شجرة أو حجر كبير في طريقه لا يستطيع أن يتخطاها فإنه يدير رأسه شمالا ويمينا ليرى ماذا لديه من معطيات ويقوم بالحساب والذي على أساسه يأخذ المنحى ويتخطى هذه المعوقات مع المحافظة على الخريطة التي هو حددها للسير فيها، وعند تحركه يوم بتصوير الأرض (سكانر) وعند اكتشافه أي لغم يرسل الإحداثيات على الكومبيوتر، يحدد موقع اللغم على الخريطة مكان تواجد الألغام، وذلك من خلال إرساله المعلومات بواسطة الأقمار الصناعية، وهذا الأمر سهل اكتشاف مواقع الألغام. سابقا كانت هناك مشكلة كبيرة في اكتشاف مواقع هذه الألغام لعدم وجود خريطة تحدد مواقع زرعها، بالاضافة الى ان العوامل الطبيعية عملت على تغيير هذه المواقع مما خلق مشكلة كبيرة في كشفها".

وقال:"ان الجيش اللبناني أمام هذا الواقع لم يجر أي اتصال من أجل التعاون في ما بيننا بما يخص هذا الموضوع الشائك وهي الألغام، ولكن نتوقع انه خلال هذه الأسابيع الثلاثة القادمة قد يعقد لقاء بيننا تعمل عليه الجامعة لنشرح لهم شرحا وافيا عن النموذج الأولي وأخذ الموفقة من قبلهم بأن مشروعنا فاعد قد نذهب بعدها الى موضوع التصنيع مع إضافات جديدة ليكون هذا الربوت فعالا أكثر على الأرض".

وأكد أن "الأراضي المزروعة بالألغام ليست فقط موجودة في الجنوب اللبناني، إنما هناك مناطق عديدة ومنها منطقة عاليه حيث لا تزال الألغام موجودة فيها، كذلك في بيت الدين وبعض قرى المتن الأعلى نتيجة للأحداث التي مرت دون رجعة، إضافة الى ما قام به العدو الإسرائيلي خلال اجتياحه للبنان عام 1982 حيث قام بزرع آلاف الألغام لم تعد تشكل موضوعا إنسانيا إنما تعدته الى الموضوع الإقتصادي، حيث لا يتمكن أصحاب هذه الأراضي من الإستفادة من خيرات أرزاقهم".

وختم بتوجيه "الشكر الكبير للنائب جنبلاط على كتاب التنويه الذي أرسله له ولزميله ايلي اسطيح الذي قدر هذا الكتاب من زعيم كوليد جنبلاط وهو الذي يهتم بأدق التفاصيل إضافة الى مشاغله السياسية، وهذا تنويها بالإختراع الذي قمنا به والذي طلب منا زيارته لإعطائه التفاصيل عن الإختراع الجديد الذي قمنا به. واني اعتبر كتاب التنويه هذا وسام شرف على صدري مع الشكر لأهلي الذين وقفوا الى جانبي وكذلك أبناء بلدتي بعلشميه وكل الوطن".

والسؤال: هل سيستخدم هذا الاختراع للمنفعة العامة أو سيبقى كغيره من الاختراعات الوطنية في أدراج صاحبه في انتظار أن يتبناه مسؤول ما له مصلحة في إطلاقه؟ هنا تكمن مسؤولية الدولة في تبني هذه المشاريع والإضاءة عليها لكي يلمع إسم لبنان على قائمة الدول الساعية إلى التطور بدل من أن يبقى على لائحة الدول الحاضنة للارهاب.

 

=======ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب