الخميس 31 تشرين الأول 2024

04:19 am

الزوار:
متصل:

الفنان مايكل انجلو بيستوليتو: اخترت بيروت لمعرضي لانها مرآة لايطاليا

تحقيق ماري الخوري

رائد اتجاه الفن الفقير، عاشق قطع المرايا التاريخية التي تحولت معه الى هوية حياة، لا بل فلسفة حياة، حيث يتصالح المرء مع نفسه ومع الجماعة وتتناغم الطبيعة مع الثقافة ويتحد المتناهي باللامتناهي. يتحول الفن معه الى قلب ورئة المجتمع وعنصر الدينامية فيه.
إنه ميكال انجلو بيستوليتو، في بيروت، في معرض يضم 38 عملا من عصارة اعمال هذا الفنان الإيطالي الكبير، ويظهر ابداعاته مع مجموعة من الأعمال الاستثنائية تعود بالزمن لحقبة الستينات حتى يومنا هذا. يضم المعرض قطعا من المرايا التاريخية وصولا إلى قطعة فينوس الشهيرة التي عرضت في اضخم متاحف العالم. تاريخه غني بالجوائز العالمية وبالتقدير الذي ناله عبر العالم، إذ حاز عام 2003 جائزة الأسد الذهبي في بينالي البندقية، كما عرضت أعماله ضمن فعاليات معرض مايكل أنجيلو بيستوليتو، الجنة على الأرض في متحف اللوفر في باريس. وحاز في العام نفسه جائزة Premium Imperiale  Award للرسم في طوكيو.

وضمن فعاليات المعرض في مركز بيروت للمعارض الذي يعتبر الحدث الفني الأول من نوعه لبيستوليتو في منطقة الشرق الأوسط برعاية شركة "سوليدير"، كان لنا لقاء مع الفنان الذي استفاض امام حشد من جمهوره في الحديث عن اعماله الفنية، عن اسرارها ومعانيها، مضفيا عليها ابعادا ما ورائية، فتحولت معه المادة، الى قوة دفع نحو مستقبل افضل، والفن الى منقذ للعالم من الركاكة والضياع. ذهب بعيدا في الحديث عن المحدود واللامحدود، باحثا عن جنته على الأرض يصنعها ويؤطرها كما يصنع مراياه التي هي صورته، هويته، حقيقته، واقعه الفردي والجماعي، فبنظره المرايا لا تكذب ابدا هي حارسة الحقيقة بل هي الحقيقة بدون مواربة ولا تزلف. بينما تحتل فينوس حيزا كبيرا في مدرسته الفنية، يراهن على تلك الجميلة الآتية من الماضي بأنها ستحيي بسحرها كل ما تم اهماله او الإستغناء عنه.

وقد تحدث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" عن عنوان معرضه وعن اختيار بيروت، قال: "اخترت بيروت لإقامة معرضي لأنها مرآة لإيطاليا، اعمل على المرايا والبحر الذي يفصل بيننا يجمعنا، وعنوان معرضي هو "المرآة"، المكان الذي نحن فيه جميعا، أكان شخصيا أم جماعيا في الوقت نفسه. يتألف معرضي من اعمال من الستينات حتى يومنا، والعمل الأخير الذي يعرض هنا هو الجنة الثالثة، أي اللامحدود الذي يتجاوز المحدود، أي حياتنا، وهي ليست الجنة التي يمكن نحيا فيها بعد الحياة، بل هي المكان الذي يمكن ان نعيش فيه هنا على هذه الأرض. واعلن ان بعض اعماله تعرض للمرة الأولى هنا في بيروت".

وعن كيفية تقديم نفسه للجمهور اللبناني قال: "وصلت الى المرآة من خلال سعيي للتفتيش عن هويتي. فلتحقيق صورتنا الذاتية التي تشكل هويتنا يجب العمل على المرآة التي تمكننا من رؤية انفسنا مع الآخرين الذين هم جزء من مرآتنا وصورتنا. أنا أتعامل مع المرآة كمكان تلتقي فيه كل الصور والرسوم، لذلك اعمل عليها كعنصر متحرك وثابت، فالحاضر يتحرك دائما في المرآة، وهكذا يتمكن الجمهور من ان يكون جزءا من هذا الفن".

وعما إذا كانت المرآة هي الحقيقة، أجاب: "نعم انها الحقيقة التي لا يمكنها أن تكذب، فهي تظهر بالضبط من يقف امامها، هي العالم المتناهي واللامتناهي، وهي حقيقة الموجودات".

وأعرب عن رضاه وسروره عن مساره الفني، وقال: "حاولت فهم الإشياء من خلال الفن، ومن خلال استمراري في العمل أصبحت أفهم المجتمع بشكل جيد".

واعتبر ردا على سؤال عن العمل الذي يفتخر به، أنه يفتخر بكل اعماله التي وصفها ب"الشاملة"، فلا يمكن القول عن عمل معين انه فريد. ولكن أعتقد أن ما سينال الشهرة في كل مكان الآن هو العمل المعروض هنا  Venus au chiffon. هذا عمل لم أصنعه من خلال المرايا، ولكن من خلال القماش الذي هو غاية كل مدارس الموضة، والفينوس التي تأتي من الماضي ستستعيد كل ما تم الإستغناء عنه وتعيد إحياءه من خلال جمالها".

وعن المصالحة بين الثقافة والطبيعة التي تتكرر كثيرا في احاديثه قال: "من الضروري  ان نجمع معا. الجنة الأولى حيث كان البشر في تكامل مع الطبيعة، والثانية، أي التطور التكنولوجي الذي نعيشه والذي خلف نتائج مذهلة وازمات غير اعتيادية على المستوى البشري، لذلك يجب العناية بالشق البشري وجمع الطبيعة بالمصطنع، اي الطبيعة والتكنولوجيا".

ولدى سؤالنا عما اذا كان يخاف على البشرية اجاب: "نعم اخاف كثيرا على البشرية، وفي رأيي أن على الفن في هذا الوقت ان يلتزم أكثر بث الأمل على مستوى البشرية".

وعن كيفية إمكان تجسيده لبيروت في أحد أعماله، قال: "يجب ان نضعها في الوسط، في قلب مرآة كبيرة. ألوانها مدهشة، سماؤها جميلة، وطبيعتها جذابه. وهنالك البحر، ولكن هنالك ايضا طبيعة اصطناعية، وكلها تتآلف مع بعضها بشكل جيد".

وحض على الإستمرار بالعمل على التربية، "التربية في المدارس والجامعات، لجعل الفن صلة وصل بين القطاعات المختلفة في الحياة الإجتماعية والمجتمع، فعلى الفن ان يكون قلب ورئة المجتمع وعنصر دينامية فيه".

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب