تحقيق فريد بو فرنسيس
وطنية - عندما تسلم المطران جورج بو جوده مقاليد ابرشية طرابلس المارونية، وضع نصب عينيه، بالاضافة الى ادارة الابرشية، اعادة ترميم مبنى "مؤسسة مار انطون الاجتماعية" المعروفة بإسم "ميتم كفرفو"، بمساعدة عدد من المحسنين، فأطلق على الفور ورشة كبيرة، عملت على اعادة الصورة اللائقة للمؤسسة، ليصبح كما هو عليه اليوم، بحلة جديدة وصورة بهية.
وتقول رئيسة المؤسسة الاخت ماتيلد ساسين "هو عمل جبار، ان تقوم باعالة اكثر من مئة طفل من ذوي الحالات الاجتماعية الصعبة، انها مسؤولية ضخمة تقع على عاتق ابرشية طرابلس المارونية، التي تتكفل بتأمين تكاليف رعاية هؤلاء الاطفال".
في العام 1943 أسس المثلث الرحمات المطران انطون عبد، "ميتم مار انطون" في مدرسة داريا بعد الاتفاق مع الاستاذ نجيب سعد العلم بالوكالة عن عمه الخوري لويس العلم. وعهد ادارته الى راهبات العائلة المقدسة المارونيات - عبرين باشراف راعي الابرشية.
وعين في العام 1948 لجنة مؤلفة من السيدات للاشراف عليه وجمع الاعانات والتبرعات، وكانت اللجنة برئاسة المونسنيور ميشال يواكيم. وفي العام 1966 ومع ارتفاع عدد التلاميذ، بدأ المطران عبد بتوسيع البناء القديم، واعادة تجهيزه بشكل يتلاءم مع الخدمات المطلوبة.
في العام 1976 خرب الميتم ونهبت محتوياته، وهرب الجميع الى الدير الام لراهبات العائلة المقدسة في عبرين. وبعدها الى بناء بدائي كان مخصصا للاعمال الخيرية اشتراه المثلث الرحمات المطران انطون جبير من الخوري نعمة الله صليبا، وكان البناء على ارض قدمها السيدان عزيز واسيا منسا في بلدة كفرفو في قضاء زغرتا، وكان عدد التلاميذ في حينها قد وصل الى حدود 115 تلميذا.
عام 1979 تم فتح فرع للصبيان تابع للميتم، في كرسي مار يعقوب في كرمسده قضاء زغرتا، نظرا لضيق المكان في كفرفو، وحيث لم يكن هناك بناء خاص بهم وكان عدد الصبيان 60 تلميذا.
بو جوده
ويقول المشرف على الميتم راعي الابرشية المطران جورج بو جوده:" غالبا ما يكون الايتام ضحية الخلافات العائلية والمشاكل في المجتمع البشري، ولا سيما الأطفال والأولاد منهم. إنهم أناس أبرياء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وتأمين ضروريات الحياة، فنراهم غالبا تائهين ضالين في الشوارع يستعطون لقمة العيش ويتحولون في الكثير من الأحيان إلى ضحية للعصابات والمافيات التي تستغلهم ماديا وجنسيا لا سيما في زمن الحروب والثورات، فتنكل بهم وتحطم أعضاءهم وتوزعهم في الشوارع والطرق لتثير عواطف الناس عليهم لمساعدتهم، بينما هي تجعل منهم أداة للكسب غير الأخلاقي والشرعي".
أضاف:" لم تغب مسألة الإهتمام بالأطفال والأيتام عن بال المسؤولين في أبرشية طرابلس المارونية. فقد اهتم الأساقفة الذين تعاقبوا على إدارتها بتأسيس المدارس لهم وبفتحها أمام الجميع، دون تمييز، للمسيحيين والمسلمين على حد سواء. فانتشرت هذه المدارس في مختلف رعايا الأبرشية منذ أيام المطران أنطون عريضة (البطريرك لاحقا) والمطران أنطون عبد ولغاية اليوم. ولذلك أسس الميتم الماروني سنة 1943 في مدرسة داريا العلمية أولا ثم نقله إلى مبنى مخصص له في قبة النصر في طرابلس وحوله إلى مؤسسة إجتماعية تحمل إسم مؤسسة القديس أنطونيوس البادواني الإجتماعية. ونقله بعد ذلك إلى مبنى إشتراه من الخوري نعمة الله صليبا في كفرفو، حيث ما زال حتى اليوم، يستقبل الأيتام والحالات الإجتماعية من صبيان وبنات. وهو من أهم المشاريع الإجتماعية التي تتحمل مسؤوليتها أبرشية طرابلس المارونية".
وجه المطران بو جوده نداء إلى جميع أبناء الأبرشية "كي يولوا المؤسسة إهتمامهم المادي والمعنوي، لأن الأولاد الذين تستقبلهم هم من أبناء الأبرشية، وكلنا مسؤولون عنهم، ومطلوب منا المساهمة في تأمين ضروريات الحياة لهم، ومساعدتهم على الإنخراط في المجتمع كأعضاء فاعلين فلا يبقون عالة على أنفسهم وعلى المجتمع. فإنهم، في الحقيقة الأعضاء المتألمة في جسد المسيح والإهتمام بهم هو إهتمام بالمسيح يسوع بالذات".
الخوري
من جهته، أشار مدير مدرسة مار انطون البادواني في كرمسده الاستاذ ابراهيم الخوري إلى أن "رعاية الايتام في الميتم لا يقتصر على الاكل والشرب والمأوى، بل تطال ايضا احدى اهم النواحي الاساسية في حياتهم ونعني بها الناحية التعليمية. حيث تؤدي مدرسة مار انطون البادواني في كرمسده هذا الدور، اذ تؤمن لأطفال المؤسسة الاطار والمناخ المناسبين والسليمين. ويحتل التحصيل العلمي حيزا كبيرا من حياة الاطفال بحيث يقضون في المدرسة اكثر من سبع ساعات يوميا تسهر المؤسسة وادارة المدرسة على نمو الاطفال انسانيا وعلميا وفكريا، وتقدم في سبيل هذا النمو كل الوسائل المتاحة من موارد بشرية ولوجستية وتكنولوجية، فتهيىء لهم الاتصال بالامور الواقعية من اجل تقدم وتطور الطلاب ومساعدتهم بل وتأهيلهم أيضا كي يستطيعوا أن يواجهوا تحديات الحياة وصعوباتها".
ساسين
وأشارت رئيسة المؤسسة الاخت ماتيلد ساسين الى "الحياة اليومية التي يمضيها الاطفال في المؤسسة والى الضروريات التي يحتاجون اليها من اجل استمرار صمودهم"، داعية الجميع الى "زيارة المؤسسة لكي يتعرفوا اليها والى أطفالها لأن في زياراتهم دعما كبيرا للاطفال الذين سيشعرون انهم ليسوا بمفردهم وهناك من يقف بجانبهم في ظروفهم الصعبة والقاسية". وشكرت "كل المحسنين الذين يفكرون باستمرار في اطفال الميتم والذين بفضل اياديهم البيضاء لا نزال مستمرين".
============ ج.س