تحقيق حنان نداف
وطنية - على الرغم من تراجع تدفق النازحين السوريين، لا يزال ملف النزوح عبئا كبيرا على مدينة صيدا ومخيماتها لا سيما وانها تحتضن نحو 6600 عائلة سورية من بينهم 2400 عائلة في مخيم عين الحلوة حيث تتحمل البلدية والمؤسسات الاهلية في المدينة بمفردها مسؤولية اغاثة ومساعدة هؤلاء في ظل غياب الدعم الرسمي والدولي والتي كان آخرها استثناء بلدية صيدا من المخصصات الدولية بقيمة عشرة ملايين دولار كانت قد رصدت لبلديات المناطق التي تحتضن نازحين سوريين بالاضافة الى شطب الاونروا لنحو 1100 عائلة فلسطينية نازحة وحرمانها من الخدمات التي كانت تقدمها ومن بينهم 600 عائلة موجودة في مخيم عين الحلوة.
وعلى مدى اربع سنوات حتى الان يدأب اتحاد المؤسسات الاغاثية في صيدا والجوار وبلدية المدينة لتأمين المساعدات الانسانية للعائلات النازحة وايجاد حلول لمشكلة الايواء والتعليم والطبابة، بالاضافة الى تجنيب المدينة مشاكل أمنية في ما يتعلق بهؤلاء.
نقاط التجمع
فعلى صعيد الايواء يتوزع النازحون على 13 تجمعا، حيث يتخذ الجيش تدابير امنية شبه يومية في محيطها وينفذ مداهمات وعمليات تفتيش لبعضها ويستحدث نقاطا ثابتة على مقربة من بعضها الآخر: اكبر هذه التجمعات مجمع الأوزاعي عند مدخل صيدا الشمالي (نحو 173 عائلة)، وابرزها: مجمع العلايلي في الشاكرية (نحو 58 عائلة) ومركز الايمان في عبرا (نحو 44 عائلة)، مجمع السليمان - كوع الخروبة (24 عائلة)، مجمع ساحة النداف الفيلات (نحو 23 عائلة) بالاضافة الى تجمعات "الفيلات جامع الامام علي (18 عائلة)، الاصلاح خط السكة (17عائلة)، الفرقان - زاروب النجاصة (14 عائلة)، مجمع طارق - حي البراد (12 عائلة) والفوار (8 عائلات).
الى جانب اكثر من 130 عائلة سورية نازحة منتشرة على طول جانبي طريق صيدا جزين ومنطقة شرحبيل في قسطا شمالي صيدا.
الجانب التربوي والصحي
اما على الصعيد التربوي، لم ينتظم الطلاب السوريون في العام الدراسي الجديد هذه السنة والذي يقدر عددهم بحسب احصائية السنة الماضية نحو 1800 طالب في انتظار تنفيذ القرار الذي اصدره وزير التربية بتبني تعليم الطلاب النازحين السوريين مجانا وضمن دوام مسائي.
اما في ما يتعلق بالملف الصحي، اذ يواجه اتحاد المؤسسات في صيدا والجوار واتحاد المؤسسات الاسلامية في المخيمات مشكلة حقيقية لجهة تغطية نفقات علاج الحالات المرضية المستعصية وتأمين الدواء في ظل تراجع المساعدات وتقلص خدمات الاونروا.
كزبر
ازاء هذا الواقع تجد مؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني نفسها غير قادرة على تحمل كل هذه الاعباء بمفردها بعد دخول الازمة عامها الرابع وبعدما تراجعت مساعدات المؤسسات والافراد بشكل كبير ويقول رئيس اتحاد المؤسسات الاغاثية في صيدا والجوار كامل كزبر في حديث خاص "للوكالة الوطنية": "هناك عبء كبير علينا مع تقلص الدعم لجمعيات المجتمع المدني للسوريين والاعباء تزداد اكثر واكثر لذلك لا بد ان يكون هناك اطار ينظم هذه العملية ومن يحمل هذه المسؤولية، الجمعيات الاهلية والبلديات حملت ما فيه الكفاية من المسؤوليات اتجاه النازحين ومنذ نحو اربع سنوات ونحن نحمل هذه المسؤولية، المفروض ان تتحمل الدولة المسؤولية.
اضاف: "الجهات الدولية قلصت مساعداتها وللاسف احيانا تنظيم الامور حرم صيدا مساعدة من الامم المتحدة مخصصة للبلديات في المناطق التي يوجد فيها نازحين سوريين وهذه نضعها برسم مجلس الانماء والاعمار لانه لا بد ان يكون هناك تقسيم عادل، وهذا الامر وضعناه برسم نواب صيدا لمتابعة هذا الامر لان صيدا وبلدية صيدا تحمل عبأ كبيرا وبأمس الحاجة للمساعدات.
اما فيما يتعلق بالطلاب السوريين لفت كزبر: "ان هناك اتفاق بين وزارة التربية والامم المتحدة لاستقبال الطلاب من صف الاول ابتدائي حتى صف التاسع بدوام مسائي وهنا لدينا مشكلة بالموضوع التربوي هو انه لننظر للمشكلة وحلها كما حلت في الخارج في الاردن وتركيا تم حل هذه المشكلة هناك استثناء وتيسيرات في هذا الاطار لا بد تسهيلها للناس وحلها ان يكون هناك قرار واضح وحتى الساعة لا يوجد قرار ودائما الامور تتطلب حل، انا استبعد ان تذهب سنة دراسية ونحن متأملين خلال الاسبوع القادم ان يكون هناك قرار من وزارة التربية لحل هذا الموضوع واعتقد ان هناك استعدادات بدأت ولكن لا يوجد قرار وهذه الامور تريح الاجواء".
لامشاكل امنية
وعن وجود مشاكل امنية فيما يتعلق بهؤلاء يقول كزبر: "في منطقة صيدا والجوار لا يوجد مشاكل امنية تذكر مع النازحين السوريين والسبب ان الجمعيات الاهلية تلعب دور وهناك تنسيق مع الاجهزة الامنية في هذا الاطار وعدم وجود تجمعات كبيرة للسوريين حيث ان مجمع الاوزاعي يعتبر اكبر تجمع ومضبوط هناك ادارة محلية داخل التجمع تقوم بضبط الامور وبالتالي تجنيب المدينة مشاكل كبيرة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ان الانسان عندما يكون بموقع الحاجة بكل شيء كثرة الضغط يجعله يخرج عن الاطر الصحيحة وخوفنا ان الحالة الاجتماعية والبؤس الصحي والنفسي كثرة الضغط في هذا الامر يمكن ان يولد حالات شاذة ويصبح هناك تصرفات يدفع ثمنها السوري او ممكن المجتمع المحلي".
مقدح
اما رئيس اتحاد المؤسسات الاسلامية في مخيمات صيدا ابو اسحق مقدح فاعتبر انه "على الرغم من دخول ازمة النزوح عامها الرابع الا ان المشكلة قائمة وهي تتفاقم وتزيد يوما بعد يوم وقال: "فيما يتعلق بتقليص خدمات الاونروا قمنا بعدة تحركات كاتحاد مؤسسات وكمؤسسات مجتمع مدني اعتصمنا امام مكتب مدير المخيم وضغطنا على الاونروا باقفال مكتب الشؤون، التقينا مع مدير المنطقة ومسؤول ملف النازحين ووعدنا خيرا ولكن نحن لا نثق بوعود الاونروا لان ما نراه هو سياسة ممنهجة لتقليص الخدمات وتضييق على النازحين".
وتابع المقدح: "في بداية ازمة النزوح كانت الناس فعلا تجود باموالها المؤسسات المحلية والخارجية كانت تقوم بتقديم المساعدات ولكن هناك ازمات تقدمت على ازمات ما حصل في غزة جعل الانظار تتوجه اليها وايضا طول المدة نحن ندخل بالسنة الرابعة على الازمة السورية ولا زلنا حتى الان لا تلوح في الافق حلول لها".
اضاف: "طول الازمة جعل بعض المؤسسات وبعض الناس ان تحجم عن التبرعات ولكن الازمة قائمة وبالعكس فهي تزداد يوما بعد يوم نتحدث عن 2500 عائلة مستأجرة وهؤلاء اذا لم نؤمن لهم مأوى فهم عرضة للتشرد وان يكونوا عبأ على مجتمعهم، نحن نتحدث عن 10000 شخص موجودون بكيلومتر مربع هو اساسا مكتظ بأهله 100 الف نسمة موجودة في عين الحلوة بكيلومتر مربع يوجد زيادة حاليا 10000 اتوا على مجتمع هو اساسا مهترىء اقتصاديا لا يوجد فيه اصلا خدمات هو عبء على عبء وهذه الازمة يوما بعد يوم تجد مشاكلها مع ما يترتب عنها من مشاكل اجتماعية من تسرب مدرسي وتسول وغيرها يوجد مشاكل متفاقمة تزيد يوم بعد يوم ويوجد قلة متبرعين وقلة مساعدات للمجتمع المحلي اساسي ويوجد قلة مساعدات لاهلنا النازحين وهذا كله يكون اعباء على مؤسسات المجتمع المحلي".
وختم المقدح: "ان هناك خطرا قادما علينا اذا الاونروا لم تتراجع عن قرارها بتقليص الخدمات ونحن نعتبر ان الاونروا هي المسؤولة الاولى عن قضية النزوح وعن قضية اهلنا ومساعدتهم".
================== ر.ي.