تحقيق - فاديا الطبيب
وطنية - ارتدت حملة التلقيح ضد شلل الاطفال التي اطلقتها وزارة الصحة في 14 تشرين الاول الحالي، اهمية خاصة هذه السنة نتيجة الانعكاسات السلبية التي تركتها الاحداث السورية بفعل نزوح عدد كبير من السوريين الى لبنان بينهم عدد كبير من الاطفال والاولاد، ولعل ما زاد من خطورة الموقف الاعلان عن ظهور حالات شلل في صفوف اطفال سوريا زاد عددها عن 35 حالة، اضافة الى حالات مماثلة بعدد اقل في العراق.
وقد دفعت هذه التطورات الصحية المقلقة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف الى اطلاق حملة تلقيح واسعة وشاملة في 7 بلدان مجاورة هي لبنان الاردن وسوريا والعراق ومصر هدفها حماية الاطفال من الشلل وطبيعي ان يتجاوب لبنان مع هذه الدعوة على رغم انه خلا من هذا المرض منذ سنوات بفعل حملات التلقيح التي كانت تنظم لاطفال لبنان، وبادر وزير الصحة وائل ابو فاعور الى اطلاق حملة التلقيح في مؤتمر صحافي حاشد في حضور ممثلين عن المنظمات والمؤسسات الصحية المحلية والعالمية وذلك لحماية الاطفال في لبنان من هذا المرض الذي ينتقل بسبب نزوح عائلات سورية وعراقية الى لبنان وتأتي حملة التلقيح التي بدأت في 14 تشرين الاول الحالي، كجزء من البرنامج الوطني للتحصين الذي يمكن لبنان نتيجة من المحافظة على موقع متقدم في مكافحة مرض شلل الاطفال وهو تضمن 4 حملات تلقيح روتينية، خلال فصل الصيف وقد حملت الحملة الخامسة شعار "النطرة خطرة اعطني قطرة"، وهدفها زيادة عوامل الحماية للاطفال في لبنان تحسبا من تسرب هذا المرض من الاطفال الذين يدخلون الاراضي اللبنانية من غير الملقحين في دولهم.
وتحسبا لاي خلل في التجاوب مع حملة التلقيح حرص الوزير ابو فاعور على توجيه النداء الى اللبنانيين والمقيمين على ارض لبنان لاي جنسية انتموا للمشاركة في تلقيح اطفالهم بين عمر يوم وخمس سنوات بصرف النظر عن الجرعات السابقة، وتركزت الحملة في المدارس والمراكز الشعبية والمستوطفات واكدت وزارة الصحة بان اللقاحات التي تعطى للاطفال جيدة وتخضع للمراقبة الدورية وبالتالي فلا خلل فيها، بل تنطبق عليها المعايير الصحية سواء لجهة حفظها او تبريرها او طريقة توزيعها.
اضاءة على مرض شلل الاطفال
والقت مراجع طبية الضوء على مرض شلل الاطفال بهدف توعية العائلات فاشارت الى انه مرض فيروسي معدي شديد العدوى يسببه عادة فيروس "البوليو" وينتقل بسرعة خصوصا بين الاطفال ما دون الخمس سنوات، عبر الفم او البراز في المراحيض وخصوصا اماكن الصرف الصحي المكشوفة وتتراوح شدة المرض بين بسيطة الى مرض يصحبه شلل في الاطراف وخصوصا الجزء السفلي من الجسم، ويمكن للاصابة ان تبقى لمدى العمر، ان هذا المرض ينتقل بين شخص واخر بسرعة ويمكن ان يصبح وباء، ما يفرض عزل المريض بالمستشفيات في حال اصابته بالمرض او الاشتباه به.
اما المضاعفات التي يمكن ان يسببها للمريض ومنها الالتهابات الرئوية مطور في عضلة القلب، التهابات بالمسالك البولية حدوث اعاقة مؤقتة او دائمة واعطائه العلاجات اللازمة للحالات المرضية وتضيف المراجع الطبية ان العلاج بسيط لكنه يحتاج الى ارادة. وتشير المعلومات الى ان الاصابات بشلل الاطفال انحسرت في السنوات الاخيرة نتيجة التطعيم او التلقيح.
التلقيح سلاح الوقاية
ويقول الاطباء ان التلقيح يعتبر السلاح الاساسي للوقاية من هذا المرض ويتم عبر اعطاء فيروسات معدومة الفعالية تسبب عمليا في حماية الاطفال من هذا المرض علما انه لا يوجد علاج شاف لمرض شلل الاطفال لكن يكون التركيز على ابقاء من المضاعفات ويتطلب اعادة تأهيل على المدى الطويل، بما في ذلك الستارات والاحذية الطبية الخاصة وفي بعض الاحيان العمل الجراحي.
واللقاح على نوعين الاول عن طريق اعطاء قطرتين في الفم وهو الافضل لانه يحمي الشخص والبيئة التي يعيش فيها، والثاني في خلال التلقيح الابرة وهو الحماية الشخصية، الا انه في الحملات الوطنية يعتمد اللقاح ذو القطرتين في الفم لحماية البيئة والدفاع ضد الفيروس البري الذي يعيش في الامعاء خاصة، اضف الى ان القضاء على هذا الفيروس يتم عن الحملات التي تنظمها المنظمة الصحة العالمية بالتعاون مع البلدان الواقية في دائرة الخطر وهي (اي المنظمة) التي تحدد مراحل التلقيح، لذا يمكن للطفل اخذ عدة جرعات بغض النظر عن الجرعات السابقة وخصوصا الاطفال ما دون الخمس سنوات لان ليس لديهم المناعة الكافية لمحاربة هذا المرض.
يذكر ان حملة التلقيح ستتم على مرحلتين وقد حدد تاريخها المرحلة الاولى ما بين 15 و21 تشرين الاول اي الشهر الجاري والمرحلة الثانية مابين 15 و21 من شهر تشرين الثاني المقبل، كما ان اللقاح يمنع اعطاءه للاشخاص الذين يعانون من حساسية اللقاح وكان قد سبب لهم في وقت سابق حساسية كذلك الاولاد او الاشخاص المصابون بحرارة مرتفعة او الاطفال الذين يعانون من نقص في المناعة.
=========== ر.ي.