تحقيق ريما يوسف

وطنية - كان وما زال علم الادارة لا غنى عنه لتحقيق الاهداف، ومن هذا المنطلق اصبحت الادارة ضرورية للفرد يحتاجها لرعاية شؤون أسرته وتحتاجها الدولة لتنظيم شؤونها.

فالادارة تعتبر القلب الذي يضخ للانتاج المثمر لتطوير المجتمعات، وهي مرتبطة مع الانتاجية، فالادارة الجيدة تنتج موظفين كفوئين، لذلك من الضروري تأهيل الموظف الرسمي للتوصل الى ادارة سليمة ومعافاة.

ومن هذا المنطلق، تم انشاء المعهد الوطني للادارة ايام الرئيس فؤاد شهاب، على غرار المعهد الفرنسي الذي انشأه شارل ديغول ويعد من اهم ما قام به ديغول عبر انتاج طبقة سياسية جديدة حيث ان جميع الرؤساء في كل المجالات هم من خريجي هذا المعهد.

وقد قام المعهد منذ تأسيسه بتدريب كوادر الدولة وتميز بتدريب ديبلوماسيين لبنانيين وعرب، وقد توقف العمل فيه زمن الحرب، ثم اعيد عام 2003 بعد ان تم تحويله الى مؤسسة عامة وقد اعطاه هذا الامر المزيد من الاستقلالية المالية والادارية.

لبكي: تحديث الادارة يحدث الدولة
واعتبر رئيس المعهد الدكتور جورج لبكي (الاتي من القطاع الخاص)، الذي تم تعيينه حديثا،  في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، ان "المعهد يناط به اعداد وتدريب موظفي الدولة الكبار، ويتلخص دوره بتحديث دور الادارة للمساعدة على تحديث الدولة عبر اعداد الموظفين من الفئة الثانية وما دون، وتدريب موظفي جميع الفئات الأولى والثانية والثالثة".

واشار لبكي الى ان "القطاع الخاص يتميز بشبه الانعدام بالروتين الاداري بحيث القرار يتخذ بسرعة وينفذ بسرعة واكثر بكثير من القطاع العام، ويتميز القطاع الخاص بإدارة الاهداف حيث ان الانتاجية اهم من التقيد بالتعليمات والآليات، ففي لبنان نمط تقليدي اهدافه قانونية ولا يهتم كثيرا بالاهداف".

من يصل الى معهد الادارة؟
يعتبر لبكي ان معظم الناجحين الجدد في مجلس الخدمة المدنية عليهم ان يتابعوا دورات عادية ودورات الترفيع للمؤسسات العامة والبلديات والقضاء والجيش وغيرها من وظائف الدولة، وهناك بعد دولي للتعاون في اقامة برامج تدريبية ومناهج تعليمية جديدة".

وعن برنامجه للمعهد اشار الى ان "هناك برنامجا واضحا لكل اقسام المعهد، استراتيجي في مراحله النهائية اي ادخال مبادىء الادارة الحديثة لنقلها من ادارة تقليدية الى ادارة حديثة تهتم بإدارة الاهداف والانتاجية بشكل افضل وحديث. فالانتاجية تكمن في أخذ بعض معايير القطاع الخاص كأفضل خدمة او غيرها وتطبيقها ضمن البيئة في لبنان لتكون افضل جودة والعمل على اعادة النظر في هيكلية المعهد ليتناسب مع الحاجات المستقبلية".

وعن المؤهلين لاعطاء دروس في المعهد، قال لبكي: "من المفترض ان يكون للمعهد كوكبة من المدربين يتم اختيارهم من موظفي الدولة البكبار ومن المعلمين من القطاع الخاص، ويتم اللجوء الى الخبرات وعبر التعاقد".

واكد لبكي انه "يدرس في المعهد عدا شروط الادارة، التعامل مع المواطنين اي ادبيات المهنة، فمن الضروري تطوير القيم الى خدمة المواطن وادخال المقررات المعاصرة وليس تطبيق القانون فقط بل ضمن الاخلاقيات الانسانية وتطوير القيم، فيحق للمواطن ان ينعم بخدمة لائقة في القطاع العام كأي خدمة في اي بلد متحضر ومتقدم، فهناك طاقات ممتازة في القطاع العام ولا يجوز اهمالها".

                        ===================  ر.ي.