تحقيق فاديا الطبيب
وطنية - أثار الإعلان عن وجود 30 ألف حالة من مرض ال "الزهايمر" في لبنان اهتماما واسعا في الأوساط الشعبية، وسعيا دؤوبا لمكافحة انتشار هذا المرض لدى الهيئات الصحية الرسمية والأهلية، فما هو هذا المرض وما هي عوارضه وسبل العلاج؟.
تشير الدراسات العلمية والصحية التي وضعت في هذا الصدد الى ان المرض هو الداء الأكثر انتشارا بين مجموعة من الأمراض التي تعرف بحالات فقدان الذاكرة أو بما يعرف بمرض الخرف الذي يصيب الدماغ ويفتك بجزء من الذاكرة القريبة وبخلايا الدماغ الواحدة تلو الأخرى، ولا يمكن تغيير مساره لأنه يتطور من منطقة الى أخرى ومن جزء الى آخر، ويؤدي في النهاية الى الإنحلال تدريجيا لخلايا الدماغ والى تلف القدرة على التفكير والذاكرة، كما يؤثر على السلوك والمزاج والمشاعر وعلى قدرة القيام بالنشاطات الحياتية اليومية.
وإذا بات الالزهايمر هاجسا لدى البعض، فإن المعطيات العلمية والطبية تشير الى انه من الطبيعي مع التقدم في العمر، أن تتغير ملامح الإنسان الخارجية، كذلك أن ينسى البعض الأسماء أو الأرقام التي كانت قد وردت في ذاكرته من قبل، وهذه تعود الى العوامل الصحية سواء الخلل في وظائف الغدد، أو النقص في بعض الفيتامينات، ويمكن معرفة ذلك والتأكد منه من خلال الفحوص الطبية، علما انه من الطبيعي أن قدرات الإنسان تتغير مع مرور الزمن، فهذه هي الشيخوخة وليست بالضرورة مرض الالزهايمر.
يعود اكتشاف المرض الى العام 1906 على يد الطبيب الألماني لويس الالزهايمر الذي تعرف على إمرأة كانت قد تراجعت قدرات ذاكرتها، لكنه لاحظ تغيرا في مزاجها وتصرفاتها، في البداية اعتقد انه مرض انفصام الشخصية، لكن بعد اكتشاف حالات عدة سمي بالالزهايمر تيمنا باسمه، ولأنه حديث العهد، لم تعرف بعد بالتحديد مسببات المرض، إلا أنه وفق الدراسات التي أجريت والتي لا تزال تجرى، فإن الالزهايمر ناتج عن ترسبات كثيفة مجهرية كثيرة متناثرة عبر الدماغ وتتكون هذه اللويحات الى حد كبير من بروتين يدعى "بيتا امولويد" وتفتك بخلايا الدماغ الواحدة تلو الأخرى.
التشخيص والعلاج
يبدأ هذا المرض عادة في عمر ال 65 ويصيب 10 في المئة من هذه المرحلة من العمر، أما بعد سن ال 80 فهو يصيب عدد أكبر، أي 50 في المئة. وتبين من خلال الدراسات أنه يمكن اكتشاف المرض قبل 15 عاما بالصور الشعاعية للدماغ ويمكن معالجته. ومع تقدم الدراسات يسعى العلماء الى إيجاد لقاح لمكافحة هذا المرض، الذي يعتبر مرضا مزمنا كأمراض السكري والضغط والقلب، ويمكن إعطاء المريض الدواء ومتابعته منذ البداية فيخفف من مضاعفات هذا المرض الذي يؤدي الى فقدان الذاكرة كليا والى تغيير من مسار حياة المريض أي صعوبة في تأدية أعمال مألوفة، ومشاكل في اللغة، وفقدان الشعور بالمكان والزمان، وضعف أو انخفاض في قدرة الحكم على الأمور، ومشاكل في التفكير التجريدي، ووضع الأشياء في غير أماكنها، وتغيير في المزاج والسلوك والشخصية، وأخيرا يصبح مريض الالزهايمر لامباليا ويشعر بالملل من العمل أو الواجبات الإجتماعية.
محاربة المرض والوقاية منه
على الرغم من حداثة هذا المرض فقد وجد العلماء أنه يمكن للانسان أن يتبع نظام تغذية معين لتفادي ترسب مادة البروتين "بيتا امولويد" وهو الإكثار من الأطعمة البحرية كالأسماك والحيوانات البحرية الغنية بمادة "اوميغا 3" والخضار والوقاية من الأمراض التي تفتك بالشرايين كأمراض السكري والضغط، وعدم الإكثار من الأدوية المنومة، وعدم الإستسلام للبلادة الفكرية والإعتماد على الذاكرة وتشغيلها، وإحياء النشاط الفكري والنشاط الجسدي المنتظم أي ممارسة الرياضة على أنواعها.
الجمعية في لبنان
لقد بدأ اللبنانيون يتعرفون الى مرض الالزهايمر من خلال ارتفاع عدد الإصابات والتي باتت تقارب ال 30 ألف إصابة، وقد تأسست في العام 2004 جمعية الألزهايمر في لبنان على يد السيدة ديان منصور والتي تحاول أن تطلقها حاليا الى العالم العربي، ووضعت الجمعية رؤية مستقبلية ترتكز على هدفين أساسيين: الوصول الى مزيد من الأسر من أجل توفير نوعية حياة أفضل للمرضى ومقدمي الرعاية، المساعدة في إنشاء بنية تحتية مهنية للدعم والرعاية من خلال ضمان معرفة افضل عن المرض. وتشمل خدمات الجمعية توفير المعلومات والمساعدة للدعم مباشرة من خلال اجتماعات مجموعات الدعم، واجتماعات مقدمي الرعاية واستشارات شخصية، والخط الهاتفي للمساعدة وحملات التوعية والتدريب، وحددت الجمعية أهدافها بالآتي: تعزيز الوعي حول مرض الألزهايمر وكيفية التعامل معه، احترام حقوق المصابين به، الإقرار بالدور الهام الذي تلعبه عائلات المرضى في التخفيف من آثار المرض، توفير السبل للوصول الى رعاية صحية واجتماعية مثلى، ان يشعر المريض بأن هناك من يقف الى جانبه عند تشخيص المرض والعمل على تحسين معايير الصحة العامة لمرضى الألزهايمر لتفادي المضاعفات.
الهيئة الادارية واللجنة العلمية
وتتألف الهيئة الإدارية للجمعية من السيدات والسادة: الدكتور نبيل نجا رئيسا، رندة صراف نائبة للرئيس، رندة الأشقر أمينة للسر، انطوان الخوري أمينا للصندوق، الدكتور سليم عطروني محاسبا، وفاء صعب عضوا وكارل بستاني عضوا.
أما أعضاء اللجنة العلمية فهم الدكاترة: عاطف مجدلاني، كمال كلاب، منير خاني، جورج افتيموس، سليم عطروني، شوكت بعيني، زينة شمالي، ايلي اسطفان، جورج كرم ونبيل نجا.
يقال إن "الوقاية خير من قنطار علاج"، فإلى أي مدى تخفف الوقاية من نسبة التعرض لمرض الألزهايمر؟.
======= ج.س