فرح العطاء والهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين السوريين في تعاون تربوي لاطلاق رسالة السلام
تحقيق لميا شديد
إنها سياسة إرساء ثقافة السلام، الهدف الأول لجمعية "فرح العطاء". دائما حيث الحاجة لهذه الثقافة، في لبنان أو خارجه. تفتش عن الموجوعين لبنانيين كانوا أو غير لبنانيين، في السابق عملت مع أطفال لبنان فاطفال العراق واليوم مع أولاد العائلات السورية النازحة.
تفرح "فرح العطاء" بأن تحط حيث الوجع والحرمان، حيث الحاجة لعيش السلام بعيدا عن المذهبية والطائفية. وها نحن نراها تعمل في السجون وحيث الدمار.
في السابق احتضنت الجمعية في مركزها في كفيفان أطفال العراق، جمعتهم مع اطفال لبنانيين في مخيمات عدة. اندماج وانخراط اثمر فرعا للجمعية في العراق تحت إسم "فرح العطاء ـ العراق"، وها هي اليوم تطلق رسالة للسلام مع اطفال سوريا من دون أي تمييز عرقي أو جنسي أو طائفي او مذهبي.
وبالتعاون مع "الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين السوريين في لبنان" JRS LEBANON، تم إطلاق مشروع "مدرسة كفيفان" التي تحتضن 100 ولد من أولاد العائلات السورية النازحة الى منطقة البترون. 100 ولد تتراوح اعمارهم بين 5 سنوات و15 سنة، سرقت الحرب السورية منهم طفولتهم وحرمتهم من نيل العلم والمعرفة.
"مدرسة كفيفان" هي الثالثة في لبنان للأطفال السوريين "تهدف الى رعايتهم وتحريرهم من المأساة ومشاهد القتل والدمار التي تسيطر على حياتهم" كما تقول المسؤولة عن البرنامج التربوي في الجمعية رومي ضرغام، التي تتحدث عن تفاصيل البرنامج التربوي الذي يشمل الطلاب ضمن دوام أسبوعي محدد ويتضمن تدريس اللغات العربية والفرنسية والانكليزية ورياضيات ورياضة وفنون ومعلوماتية بالاضافة الى تدريس مادة التربية على عيش السلام مع العالمة الاجتماعية ريتا ضرغام، وتعتبر هذه المادة اساسية لأنها تساعد الطالب على الانخراط في مجتمعات جديدة، وتعلم تقبل الآخر رغم الاختلافات العرقية والجنسية والطائفية وذلك من خلال نشاطات وألعاب تتمحور حول عيش السلام. وهذه المادة تحل مكان مادة التربية الدينية التي غابت عن البرنامج التربوي نظرا لتعدد الأديان بين الطلاب".
ولاحظت المسؤولة عن البرنامج التربوي أن "ابسط الأمور تولد الفرح لدى هؤلاء الاطفال، فهم يعبرون عن فرحتهم لدى حصولهم على شنطة أو مقلمة أو دفتر أو حتى على وجبة طعام، علما أن JRS LEBANON تساهم مع جمعية فرح العطاء في تقديم وجبة طعام يومية للطلاب. وفي حين قامت جمعية "فرح العطاء" بتجهيز المركز وفق هيكلية دراسية مناسبة للبرنامج، تولت JRS تمويل المستلزمات اللوجستية من قرطاسية وكتب وشنط مدرسية بالاضافة الى تامين نقليات الطلاب من والى المدرسة بالاضافة الى رواتب افراد الهيئة التعليمية التي تضم 12 مدرسا من طلاب جامعيين ومعلمين متخصصين وأصحاب كفاءة وروح العطاء".
أما مسؤول مركز الجمعية في كفيفان فيليب يزبك فشدد على "بناء علاقة متينة مع الأهالي من خلال تنظيم لقاءات خاصة لتعزيز أواصر التعاون بين الادارة والمعلمين والأهالي وخلق مجتمع فاعل للأهالي من خلال الاستعانة بأمهات يعاون في العمل في تسيير أمور الطلاب ما يؤمن الأمان للاطفال ويشعرهم بالالفة".
ولفت يزبك الى أن "هناك طلبا كبيرا من عدد من الأهالي لتسجيل أولادهم الا أن المكان لا يتسع لأكثر من 100 ولد، ونحن بذلنا جهدا على مدى 3 اسابيع قبل انطلاق البرنامج التربوي لتجهيز المركز، كما قمنا بزيارات للعائلات من خلال بيانات الكشف على مدى اسبوعين حيث لمسنا أن هناك توق وحب للعلم والمعرفة. وقد تكون رسالة مهمة وحالة اجتماعية مهمة بأن يكون 100 ولد محضونين ومحاطين اجتماعيا بغض النظر عن الهدف التعليمي، فهناك تأهيل إجتماعي لتعزيز روح تقبل الآخر والانخراط والاندماج في المجتمع".
ووصف احد أفراد الهيئة التعليمية منصور يزبك المشاركة في البرنامج التربوي بالتجربة الجيدة "هنا نساعد الطلاب، هم اطفال لا دخل لهم في حرب الكبار ولكنهم يدفعون الثمن وعلينا ان نعوض عليهم ونهيئهم لكي يتعلموا فلا يخسروا فرصة التعلم والمعرفة. نحن نتعاطى معهم كأولاد وإخوة لنا".
وقال: "إنها رسالة لكل الذين هم بحاجة لبنانيين وغير لبنانيين، ونحن نساعدهم كي يكسبوا العلم والمبادىء الاجتماعية لكي يتمكنوا من متابعة تحصيلهم العلمي في لبنان أو في سوريا".
أما الطلاب فأجمعوا على سرورهم ورغبتهم بالتعلم وهذا ما تميزوا به لجهة الالتزام والحضور اليومي الى المدرسة. وتقول الطالبة فاطمة حسين مواس: "أنا مسرورة جدا لأنني هنا، أتعلم كل شيء وما يسعدني هو تلقن اللغتين الفرنسية والانكليزية بشكل جيد. المعلمون والمعلمات يحبوننا ونحن ايضا نبادلهم الحب والاحترام".
أما أحمد العوض فيقول أن "بلده سوريا أحلى ولكن مدرسة كفيفان أفضل لأننا نتعلم اللغات ونكتسب العلم والمعرفة في كل شيء".
خمس حصص يومية يتابعها الاطفال السوريون في مدرسة كفيفان على مدى 6 اشهر حيث يصار بعدها الى إجراء اختبار لالحاقهم بالمدارس اللبنانية أو السورية في حال عودتهم الى بلدهم.
==================== ر.ي.