الخميس 31 تشرين الأول 2024

06:12 am

الزوار:
متصل:

من قال انه لا يمكننا التخلص من النفايات وتحويلها مادة تشغيلية؟ جميل ريما اخترع آلة تمكننا بربع ساعة من انهاء معاناة عمرها من عمر لبنان


تحقيق ريما يوسف

وطنية - معضلة النفايات على اختلافها، ليست معضلة لبنانية فقط، بل هي عالمية، الا ان لبنان الى الآن لم يتمكن من التخلص من اضرارها البيئية وما تخلفه من امراض ومشاكل صحية أكثر من يعاني منها القريبون من المطامر المعتمدة، ورغم اعلاء الصوت لم يتمكنوا من حماية ارواحهم وأنفسهم من مخلفات تلك النفايات المميتة.

وليس بعيدا، عاش لبنان أزمة في التخلص من النفايات وكادت تتحول الى آفة في العاصمة بيروت وجبل لبنان، بعدما منع الاهالي المتضررين صحيا وبيئيا، شركة سوكلين من الاستمرار في الطمر في معمل الناعمة. هذه الازمة لم تنته بانتهاء الاتفاق على اعادة تشغيل المطمر ورمي النفايات فيه، ولا بالوعود التي قطعت لاقفال المطمر المذكور بانتهاء العقد الموقع بين الدولة والشركة المذكورة في العام 2015، بل من المنتظر تفجير قنبلة النفايات الموقوتة مجددا، في حال النكث بالوعود.

الا ان اللبنانيين، وكما هو معروف عنهم، لن يقفوا مكتوفي الايدي ومتفرجين على المعضلات التي تواجههم في مختلف الميادين، فكيف اذا كان الامر يطال كل واحد منهم في صحته، سواء كان في منزله او في الشارع او في مقر عمله.

من نفايات الى فحم تشغيلي

وفي سياق التخلص من النفايات، وبأقل كلفة ممكنة، فلا يهم كيف تستخرج الفكرة، بل المهم اين ستضعها، فلا شيء يمكن ابداعه من لا شيء، بضغطة واحدة تتحول النفايات إلى فحم يستعمل لتشغيل اكبر المعامل اللبنانية بمبلغ مادي زهيد.

استاذ الكيمياء الفيزيائي والهندسة البيئية الدكتور جميل ريما تمكن من اختراع تقنية مسجلة كبراءة في وزارة الاقتصاد بإسم RPC تحول النفايات المتنازع عليها بيئيا وانسانيا ومعنويا وسياسيا الى فحم - كربون خام - ب 15 دقيقة يستخدم كوقود للمعامل. وسيتم تجربة هذه الآلة (مصغرة) غدا من التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا في ساحة ساسين.

واعتبر الدكتور ريما في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" ان "هذه التقنية تعتمد على عوامل ثلاث: الحرارة التي تصل الى 400 درجة، والضغط 10 BAR ومحفز، وبعد ارتفاع الحرارة في غضون 15 دقيقة يصبح بالامكان تحويل كل المواد العضوية ما عدا الزجاج والحديد اللذين يبقيان على حالهما، الى كربون ويطير البخار في الجو من دون احداث اي توث بيئي والمواد في داخلها تتعرض لتفتيت داخلي وتسمح لكل المواد المربوطة بالكربون ان تنفصل وتتحول الى مياه وبالتالي الى فحم".

واشار الى ان "النتيجة مضمونة 100%، وبيئية 100%، واهمية الاختراع تكمن في معالجة النفايات المنزلية ونفايات المستشفيات، والادوية المنتهية الصلاحية، ونفايات المسالخ، اي كل النفايات المتنازع على مصيرها حاليا".

واعلن ريما انه "سيرسل حاليا آلة الى الجنوب سعتها 3 طن ونصف وستعالج نفايات منطقة يسكن فيها زهاء 100 الف شخص، وسعرها مقبول بالنسبة لقيمتها"، معتبرا ان " كمية النفايات في لبنان تقدر ب 4000 طن يوميااي هو في حاجة الى 100 آلة لكل مناطقه".

وقال ان "شركات الترابة والباطون الجاهز تحتاج الى 400 طن فيول حراريا واذا استخدموا 800 طن فحم يوفرون بذلك مبلغا كبيرا من المال، فمثلا يحتاج الى 1000 دولار لطن الفيول يوميا بينما الفحم المستخرج من النفايات فسعره 50 دولارا وبذلك يكون التوفير صناعيا وبيئيا وتخلصنا من النفايات".

واكد ريما ان "هذه الآلة يتم تصنيعها في لبنان وباشرافه، وطولها لا يتعدى 6 امتار وقطرها 160 سنتم، ومن الممكن ان توضع في "هنغار" مساحته 200 متر".

كريمونا
من جهته، اعتبر المسؤول عن تسويق هذه الآلة كريستيان كريمونا من شركة iMED ان "اختراع في هذا الحجم المعنوي والمفيد من المهم والضروري تسويقه لاعلام الراي العام به وتوعيته ولهذا فإن الشركة ستقوم بعرض تجريبي امام المواطنين بآلة مصغرة بوضع النفايات لتحويله الى كربون خام غدا الخميس من الساعة التاسعة وحتى الساعة العاشرة في ساحة ساسين والجميع مدعوون".

اما بالنسبة الى التقنية المستعملة فهي المازوت ومن الممكن انجاز آلة تعمل على الكربون وبذلك يكون الهم القديم الجديد والملوث للبيئة قد اختفى".

اما بالنسبة للعرض التجريبي الذي سيجري غدا فاعتبر كريمونا انه "ستجري 3 عمليات تحويل للنفايات وكل عملية ستستغرق بين 40 و45 دقيقة".

الابداع هو النظر الى المألوف بطريقة غير مألوفة، ومبدع من بلادي استطاع تحويل الاسود الى ابيض، وكثيرون مثله وبمبادرات فردية يستطيعون نقل الظلام الى نور، الا ان السؤال المؤكد: "اين المسؤولين من كل ذلك؟؟؟!!!!!.
 


===============ر.ي.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب