تحقيق - جوزف فرح
وطنية - تظهر الاحصاءات التي تصدرها وزارة السياحة تأثير الاحداث السياسية والامنية محليا واقليميا على التغييرات التي طرأت على السياحة في لبنان ان من حيث عدد السياح او نوعيتهم او من حيث الانفاق السياحي، وتظهر الاحصاءات مدى تأثير القطاع السياحي على بقية القطاعات الاقتصادية الاخرى.
وبلغ عدد الوافدين خلال العام 2013 مليونا و274 الفا و362 وافدا بينما كان عددهم في العام 2012 مليونا و365 الفا و845، أي بتراجع بنسبة 6,6 في المئة، وبلغ عددهم في العام 2011 مليونا و655 الفا و51، أي بتراجع 23 في المئة، وبلغ عددهم عام 2010 مليونين و167 الفا و989 وافدا، أي بتراجع تجاوز ال 40 في المئة.
وفي الوقت الذي حطم لبنان الرقم القياسي في عدد السياح الذين يأتون الى لبنان خلال العام 2010، وكان يمكن ان يستمر هذا الرقم في الارتفاع لو استمرت الاحوال السياسية والامنية هادئة، لكن مع عودة التجاذبات السياسية والتوترات الامنية الى لبنان وخصوصا في العام المنصرم ولا سيما خلال شهر كانون الاول الماضي بحيث كان يأمل المعنيون بالقطاع السياحي تعويض ما فاتهم خلال اشهر السنة ومنها اشهر الصيف لكن الانفجار الارهابي الذي وقع في منطقة ستاركو وادى الى استشهاد الوزير محمد شطح وعدد من المواطنين اطاح كل الآمال والتمنيات.
اما بالنسبة الى نوعية السياحة، فبعدما كان السعوديون يحتلون المرتبة الاولى في قائمة السياح في العام 2010 بحيث كان عددهم يتجاوز ال 150 الف سعودي تراجع هذا العدد الى 40 الفا و958 سعوديا، بينما احتل السياح العراقيون المرتبة الاولى ب 141 الفا و986 عراقيا وجاء الاردنيون في المرتبة الثانية ب 78 الفا و18 والمصريون في المرتبة الثالثة ب 63 الفا و578، واتى السعوديون في المرتبة الرابعة ب 40 الفا و958.
وهذا التحول في نوعية السياح يعود الى الحظر الخليجي للرعايا الخليجيين بعدم المجيء الى لبنان مما ادي الى تراجع حركة السياح الخليجيين فبلغ عددهم في كانون الاول الماضي اكثر من 8 الاف منهم 3,850 سائحا سعوديا، البحرين 707 سياح، الكويت 2,577، الامارات العربية 851.
اضافة الى ذلك، شهد لبنان تحولا في السياحة على الصعيد الاوروبي والاميركي بعد التحذير الاوروبي والاميركي بعدم المجيء الى لبنان، حتى ان التحذير الاميركي تناول تجنب الاميركيين الفنادق والمحلات التجارية، الا ان ذلك لم يحد من ان يكون الاوروبيون في المرتبة الاولى، اذ بلغ عددهم في العام الماضي 433 الفا و390 اوروبيا منهم: 171 الفا و688 فرنسيا، ثم الالمان 61 الفا و688 ، و48 الفا و504 سائحا بريطانيا.
اما بالنسبة الى الاميركيين، فقد بلغ عددهم 209 الاف و580 سائحا منهم: 103 الاف و483 من الولايات المتحدة الاميركية و71 الفا و483 كنديا و13 الفا و603 سياح برازيليين. وهذا العدد قد يضم لبنانيين يحملون الجنسيات الاميركية والكندية والبرازيلية.
ويلاحظ تغيير في الاقبال السياحي بين شهر وآخر، فخلال فصل الصيف بلغ عدد السياح في حزيران 136 الفا و256 وافدا بينما بلغ عددهم من شهر تموز 129 الفا و922، وعزت وزارة السياحية اسبابه الى حلول شهر رمضان بحيث يفضل بعض العرب والاجانب قضاءه في بلادهم.
وقد حاول وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال فادي عبود جذب السائح العربي عبر استراتيجية جديدة تتجه الى اسواق موجودة ومنها الاسواق العراقية والاردنية والمصرية والجزائرية. وقد اعطت هذه الاستراتيجية مفعولها باحتلال السائح العراقي المرتبة الاولى والاوروبي المرتبة الثانية، وكان يمكن هذه الخطة ان تحقق المزيد من النجاح لو تمكن عبود من توفير رحلات جوية بأسعار مخفضة بين هذه الدول.
كما ان الوزير عبود مستمر في حضور المعارض السياحية في مختلف دول العالم وآخرها وجوده اليوم في مدريد للمشاركة في معرض "Futur" 2014 ، وهو من المعارض السياحية العالمية المهمة التي تجذب عددا كبيرا من الاقتصاديين وشركات السفر السياحية حول العالم.
ويؤكد عبود ان "هناك اصرارا كبيرا على المشاركة في هذا المعرض في ظل هذه الظروف السوداوية التي يمر بها لبنان لتأكيد موقع لبنان السياحي وعدم تشويه صورته السياحية التي بناها على مدى الاعوام السابقة ولابقاء الامل والتفاؤل بعودة لبنان الحضارة والسياحة والثقافة والجمال.
ولا يخفي وزير السياحة صعوبة هذه المهمة، اذ "في الوقت الذي يتم تسويق لبنان سياحيا، يتعرض لأشد انواع الانفجارات قتلا وتدميرا وارهابا".
على أي حال، فاذا كان المعنيون بالقطاع السياحي يعيشون اسوأ ايامهم، فان الامل يبقى موجودا عبر تعويلهم على الاسراع في تأليف الحكومة واعادة الاستقرار السياسي والامني الى البلد، "لأن السياحة لا يمكن ان تنتعش في ظل استمرار التجاذبات السياسية والتوترات الامنية"، حتى ان احدهم قال: "اعطونا نفسا ايجابيا ونحن نتابع ونعيد القطاع الى عزته ومجده والمهم الاستقرار السياسي والامني".
=======م.ع.