الخميس 31 تشرين الأول 2024

08:19 am

الزوار:
متصل:

موسم الأعياد نجاحه أو فشله مرتبط بالأوضاع السياسية والأمنية وأمل في ان يكون محطة لالتقاط الأنفاس لدى القطاع السياحي

تحقيق: جوزف فرح

وطنية - يعتبر المسؤولون في القطاعين التجاري والسياحي ان موسم عيدي الميلاد ورأس السنة يشكل محطة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذين القطاعين اللذين يعتمدان بصورة أساسية على السياح العرب والأجانب في مثل هذه الأوقات.

وإذا كان التجار قد عمدوا الى إجراء حسومات قبل الأعياد، من أجل جذب الشارين من مختلف الأعمار، فإن المسؤولين في القطاع السياحي عمدوا الى تخفيض أسعار غرف الفنادق والإتكال على مجموعات سياحية عراقية أو سورية أو لبنانية عاملة في دول الخليج، والإنتظار لمعرفة الإتجاهات الأمنية والسياسية في البلد قبل الإتفاق على إقامة حفلات رأس السنة والاتفاق مع المطاعم. فإذا كان الهدوء والطمأنينة والهدنة زادت نسبة التشغيل في القطاع السياحي وزاد الإقبال على شراء هدايا العيد وتمضية السهرات في الفنادق والمطاعم والمقاهي. وإذا كان الوضع الأمني والسياسي متأزما، فإن نسبة التشغيل ستتراجع، والإقبال على شراء الهدايا سيخف والحفلات ستلغى، أي ان نجاح أو فشل الموسم في الأعياد مرتبط بالأوضاع السياسية والأمنية سلبا أو إيجابا..كل ذلك والخليجيون يغيبون عن لبنان للمرة الأولى بسبب قرار الحظر.

بيروتي
رئيس نقابة أصحاب المجمعات البحرية السياحية جان بيروتي لم يبق له سوى الصلاة كي تمر الأعياد على خير وسلامة لتأمين استمرارية القطاع في العمل.

يأمل بيروتي أن "تتشكل حكومة جديدة وتتحسن الأحوال الأمنية والسياسية، ولكن بين الأمل والواقع فرق شاسع وكبير". ويقول: "مر لبنان بأزمات عدة كان يخرج منها أقوى، ولكن في ظل هذه الأوضاع السياسية المتأزمة لا نعرف كيف سنعالج أوضاعنا السياحية، أتصور اننا سنلجأ الى الصلاة بعد أن كفرنا بالطاقم السياسي".

وأكد بيروتي اننا اليوم في أسوأ الظروف، الحجوزات ما تزال ضمن الأسئلة والأجوبة والتخفيضات، وهي غير مؤكدة ولا تتعدى ال25 في المئة بينما كانت في السابق تتعدى المئة في المئة خارج بيروت، وكانت الأعياد مشعة في الفنادق والشوارع وعلى الوجوه، أما اليوم فنلاحظ عدم الطمأنينة، مشيرا الى ان اللبناني الذي يعمل في الخارج يفضل قضاء ليلة رأس السنة بين الأهل والأصحاب بعد ان كان يمضي ليلته معهم في أحد المطاعم أو الفنادق.

الاشقر
أما رئيس اتحاد المؤسسات السياحية في لبنان بيار الأشقر فيؤكد انه "مهما خفضنا أسعار تذاكر السفر وغرف الفنادق فلن يقدم السائح على المجيء الى لبنان إذا كانت الأوضاع الأمنية والسياسية غير مستقرة".

وتوقع الاشقر ان تكون نسبة التشغيل في القطاع الفندقي بين 70 و80 في المئة بعد ان كانت النسبة تصل الى 100 في المئة وأحيانا الى 130 في المئة. وقال: "السياح الذين سيأتون الى لبنان خلال الاعياد هم من الجنسية العراقية والسورية والعاملين اللبنانيين في الخارج.

واكد ان السياحة ليست في بيروت فقط بل في كل المناطق اللبنانية، متوقعا ان تشهد مراكز التزلج اقبالا هذه السنة. وأشار الى ان بعض الفنادق ذات الخمس نجوم تبيع الغرفة بسعر فندق الأربعة نجوم، وهناك نوع من المضاربة وتكسير أسعار من أجل الحصول على مجموعة سياحية أو استضافة بعض المؤتمرات، لافتا الى ان الأسعار تدنت بنسبة 54 بالمئة عن السنوات بين 2009 و2010 و2011.

وقال الاشقر: "نلاحظ مناخا كئيبا قبيل الأعياد، إذ لا حفلات كبرى معلن عنها باستثناء واحدة في مجمع البيال لهيفاء وهبي، أما بقية المشاهير الفنية فهي موزعة بين عدد من الدول العربية"، موضحا "ان دول العالم تحاول جذب السائح الخليجي المقاطع عندنا، حتى ان بعض الدول تقدم له الإغرءات لجذبه اليها، فاليونان مثلا تقدم عروضات، فإذا اشترى شقة تعطيه إقامة لفترة زمنية كبرى، وإذا تعدت استثماراته مبلغا كبيرا تعطيه الجنسية، وكذلك الأمر بالنسبة لإسبانيا اذا استثمر الخليجي بمبلغ يتجاوز ال500 الف يورو تعطيه إقامة مدى الحياة في أوروبا".

واشار الى انه في دبي اليوم لا توجد غرفة واحدة غير محجوزة، كما ان هناك استثمارات بمليارات الدولارات وأعدادا كثيرة من السياح من مختلف دول العالم. ورأى "ان الحل الوحيد لأزمتنا هو في تأمين الإستقرار الأمني ثم الأمني ثم الامني، لأن أي سائح مهما قدمت له من إغراءات فلن يتجاسر على المجيء الى بلد فيه حروب أو عمليات خطف أو عدم استقرار".

وأوضح ان نسبة التشغيل اليوم هي بين 35 و45 في المئة في بيروت و5 و7 في المئة خارجها.

رامي
من جهته، فضل الامين العام لنقابة الصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني رامي التريث في إعطاء أي مؤشر إحصائي، لأن الناس اكتوت بمزاجية الأوضاع الأمنية والسياسية، وبالتالي فلن تقدم على أي حجز في مطعم قبل معرفة الإتجاهات السياسية والأمنية، كما ان منظمي حفلات رأس السنة يتريثون في إعلاناتهم خوفا من أي حدث قد يطيح بهذه الحفلات ويعرضهم لخسائر هم بغنى عنها. وقال: "ان المواطن بات يضع الأولويات في مشاريعه، ولعل حفلة رأس السنة لم تعد من الأولويات".

واشار الى ان الملامح لسهرة الأعياد لم تتضح حتى الآن، والأفضل الإنتظار حتى الأسبوع المقبل، لأن المتعهدين ينتظرون الأحوال الأمنية والسياسية التي في ضوئها يقررون إقامة حفلاتهم أو إلغائها بصورة نهائية.

وأعلن رامي ان المطاعم بأغلبيتها لم تتلق حتى الآن حجوزات لنهاية العام، معتبرا ان الأولوية لدى المواطنين أصبحت في مكان آخر، حتى ان بعض المطاعم أقفلت أبوابها في بعض المناطق ومنها منطقة السوليدير. ورأى ان القطاع السياحي لن يستفيد من المغتربين الذين يفضلون تمضية العيد في منازلهم أو منازل الأهل والأصحاب.

شماس
رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، يأمل أن "يكون شهر الأعياد محطة لالتقاط الأنفاس لدى القطاع التجاري بعد أن أهدرنا فرصا عدة ضاعت على هذا القطاع منذ صيف 2012، طبعا نحن ننتظر هذا الشهر للحد من خسائرنا وليس للحديث عن طموح بتحقيق الأرباح، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموقع المالي لكل مؤسسة تجارية".

ويضيف شماس: "التجار لا يستسلمون وهم يجازفون باستقدام بضاعة وأصناف جديدة تضاهي المعروضة في كل دول العالم، وهم بالتالي لا يبخلون في تجهيز محلاتهم وعرض أحدث ما توفره الأسواق العالمية، مع روح عالية من التحدث حتى النهاية، مع ان هذه المعطيات لا تبرز هكذا مجازفات مالية وكل واحد من التجار يعمل على التهيئة لأيام أفضل هي مبنية على رجاء أكثر مما هي مبنية على المنطق".

ويشير الى ان "التجار عمدوا الى إجراء حسومات في شهر كانون الأول خارج أوانها من أجل تعويض خسائرهم المتراكمة، لكن الضروريات تبرر المحظورات، خصوصا ان الثلث الأول من كانون كان رديئا بعد تفجير السفارة الإيرانية".

إذا ورغم كل شيء، فاللبناني الذي اعتاد على السهر خلال الأعياد لن يغير عاداته، وان اعتمد سياسة تقشفية متوازنة وينظر الى المستقبل القريب بخوف ولكن بأمل.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب