تحقيق لينا يونس
وطنية - هجرة اللبنانيين ليست وليدة اليوم، ولها جذورها الضاربة في الزمن، لجأ اليها اللبناني بحثا عن فرص العيش والامان والرزق الكريم.
ومع اندلاع الحروب في لبنان والنزاعات الداخلية، الى عوامل الضيق الاقتصادي والبطالة وتدني الدخل الفردي، تزايدت موجات الهجرة الى بلاد الاغتراب، وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية، كندا، استراليا، افريقيا واوروبا.
وفي هذا الاطار، تجدر الاشارة الى تمايز التعريف بين الهجرة الشرعية وغير الشرعية، فالاخيرة مصطلح يشير الى الهجرة من بلد الى آخر بشكل يخرق القوانين المرعية الاجراء في البلد المقصود، بحيث يتم دخول البلاد خلسة وبدون تأشيرة.
وفي الغالب ينتمي المهاجرون غير الشرعيين الى بلدان العالم الثالث، الذين يتطلعون الى الانتقال للعيش في بلدان متقدمة لا تشبه بلدانهم، وقد سجلت موجات نزوح واسعة لكنها كانت محفوفة بالمخاطر واحيانا كثيرة تنتهي بمآس، كما في رحلة الموت الى جزيرة كرسمياس الاسترالية على متن العبارة الاندونيسية التي اودت بحياة 29 مهاجرا لبنانيا غير شرعي، إضافة الى 21 مفقودا من اصل 68 شخصا.
التحقيقات افضت الى ان هؤلاء المهاجرين وقعوا ضحية اشخاص يستغلون اوضاع الفقراء والساعين الى هجرة تنشلهم من اوضاع مزرية يعيشونها، ليجدوا انفسهم لاحقا قد وقعوا في قبضة الموت. قضية هؤلاء لم تقفل بعد، لكنها ستكون بلا شك عبرة للآخرين ومدعاة لتدخل الدولة اللبنانية بكل اجهزتها لوضع حد لمآس متوقعة.
تشيتك
وفي هذا الاطار، التقت "الوكالة الوطنية للاعلام" سفير شؤون تهريب الاشخاص في الخارجية الاسترالية غريغ تشيتك اثناء وجوده في لبنان في مهمة تهدف الى "رفع مستوى الوعي حول السياسة الاسترالية في ما خص الهجرة الشرعية الى استراليا، بمن فيهم المهاجرون اللبنانيون، وما يتصل بمأساة العبارة الاندونيسية".
وردا على سؤال عما اذا كانت استراليا قد اتخذت اجراءات اضافية او استثنائية للتعاطي مع الهجرة غير الشرعية كمأساة العبارة، قال: "للحكومة المؤلفة حديثا في استراليا سياسة واضحة تجاه الاشخاص الذين يصلون الى البلاد بحرا من دون تأشيرة، اي بطريقة غير شرعية، واي شخص يصل بحرا الى استراليا من دون تأشيرة، بمن فيهم اللبنانيون، يتم نقله الى بابوا غينيا الجديدة او ناورو، حيث يتم التحقق من صحة ادعاءاته بأنه لاجئ، وتتولى الدوائر المختصة في هاتين الدولتين عملية التحقق من تلك الادعاءات وليس استراليا".
واوضح انه "اذا ثبت ان هؤلاء المهاجرين لاجئون، يتم توطينهم في بابوا غينيا الجديدة او ناورو"، مشددا على ان "اي لاجىء يصل الى استراليا بطريقة غير شرعية من دون تأشيرة، لن يوطن فيها تحت اي ظرف"، معلنا ان "حوالى 263 مواطنا لبنانيا وصلوا الى استراليا في العام 2013 بواسطة عبارات ومن دون تأشيرات، وذلك قبل حدوث مأساة عبارة اندونيسيا".
واضاف: "منذ تموز 2013 كل الذين وصلوا الى استراليا من دون تأشيرة يتم نقلهم الى البلدين اللذين اشرت اليهما سابقا".
وردا على سؤال حول ما اذا كان سيطرح على المسؤولين اللبنانيين المعنيين اتخاذ اي اجراء للحيلولة دون هجرة اللبنانيين غير الشرعية الى استراليا، قال: "نعمل في شكل وثيق مع الحكومة اللبنانية وما بين لبنان واستراليا ما يكفي من العلاقات الجيدة لتسهيل اعادة المواطنين اللبنانيين المهاجرين الى استراليا الذين ثبت انهم ليسوا لاجئين".
وشدد على ان من اسماهم "المجموعات المجرمة التي تتولى تهريب الاشخاص" تعد هؤلاء المواطنين بالتوطين في استراليا، وهذا يعتبر وفق السياسة الاسترالية امرا مستحيلا".
واشار الى ان لدى استراليا برنامجا للهجرة الشرعية وقال: "نحن نشجع اولئك الذين يسعون للانتقال الى استراليا على تقديم طلبات للحصول على تأشيرة بطريقة قانونية".
واضاف: "لدينا قنوات قانونية للهجرة الشرعية يمكن ان تساعد اللبنانيين على تقديم طلبات للحصول على التأشيرة للعيش والعمل في استراليا، وهي عملية اكثر امانا من تسليم ارواحهم الى مجرمين يقومون بتهريب الاشخاص".
واشار الى ان "تهريب الاشخاص يعتبر جريمة في استراليا، وتطبيق القانون المتعلق بالهجرة غير الشرعية عاقب عددا من الاستراليين بتهم تهريب الاشخاص".
وكشف ان بلاده "تتعاون مع دول اخرى ليتم تسليم مهربي الاشخاص الاجانب ومثولهم امام المحاكم الاسترالية".
ووصف الجالية اللبنانية في استراليا "بالمميزة والبناءة ولديها مساهمات فاعلة في المجتمع الاسترالي"، منوها "بدور حاكم نيوساوث ويلز ماري بشير التي هي من اصل لبناني".
الرحمة للذين فقدوا حياتهم في مأساة العبارة الاندونيسية الذين باعوا كل ما لديهم وتركوا كل غال وراءهم بحثا عن حياة جديدة، لكن المحيط كان لهم بالمرصاد وسلبهم اغلى ما عندهم.
================و.خ